لعل رواية "اللحاف" للروائي الفنان "أيمـن ناصـر"، من الروايات القليلة التي رسم مؤلفها الشخصيات ببراعة، إضافة لنزوعه الشديد نحو الاهتمام باللغة، وانشغاله بالصورة الشعرية، التي تحتل مساحة واسعة في تضاعيف روايته، ولعلّها من أكثر الروايات الصادرة حديثاً، التي شغلت الأوساط الثقافية، وتناولتها الصحف والمجلات وجلسات المثقفين بالنقد والتحليل، وتخطت حدود القراء والمتابعين للشأن الثقافي، لتحط رحالها بين أيدي العوام، وغير المهتمين، حيث جوبهت بسيل من النقد، والرفض على ما جاء بها لخرقها المحظور الاجتماعي.
"اللحاف" رواية تستحضر المكان من خلال ذاكرة الفنان الحاضرة بقوة، وتتناول الأحداث برؤية بصرية حادة، وتعيد رسمها بريشة فنان يحلم ببناء رواية تشكيلية.. رواية من نوع آخر، لها رائحة اللون التي تطغى على كل شيء.
يلاحق "أيمن ناصر" التفاصيل الدقيقة لإبراز شخصيات عمله، بخبرة الفنان المجرب، حتى إن التكرار ذاته يصبح أحد سماته الأسلوبية، فهو يقابل الألوان والظلال بالحركات والسكنات، والضوء باللحظة الزمنية المنطبعة في إحداثيات فصول وأجزاء مروية بمشهديه ممسرحة، وهو يتقدم في سرده محلقا في فضاء الذائقة البلاغية والبيانية، مقدما الصورة الشعرية على غيرها بوصفها تناظر الجماليات الفنية، ولو كان ذلك الموقف الأسلوبي يتغاير مع خصوصية تميز السردي الروائي عن الموقف الشعري، الذي أصبح جزءاً من ديوان الرواية الجامعة لكل الأساليب والرؤى وأقصد الإحالة المقصودة لكل أنواع التشكيل الفني المتسرب في فضاء الرواية المعاصرة. المنطلق الأصلي لرواية "اللحاف"، كان للمقايسة الثقافية والفكرية، بين الذات المحلية وجوارها العربي، ومن زمن الاصطدام بالآخر، الذي هو انعكاس للذات على المرايا المتنوعة، من "الشام" الفرات إلى "النيل" السوداني فالجذر العربي اليماني
حول رواية "اللحاف"، والحضور الفني الطاغي في متنها، تحدث لموقع eRaqqa الأديب "أحمد مصارع"، قائلاً: «يلاحق "أيمن ناصر" التفاصيل الدقيقة لإبراز شخصيات عمله، بخبرة الفنان المجرب، حتى إن التكرار ذاته يصبح أحد سماته الأسلوبية، فهو يقابل الألوان والظلال بالحركات والسكنات، والضوء باللحظة الزمنية المنطبعة في إحداثيات فصول وأجزاء مروية بمشهديه ممسرحة، وهو يتقدم في سرده محلقا في فضاء الذائقة البلاغية والبيانية، مقدما الصورة الشعرية على غيرها بوصفها تناظر الجماليات الفنية، ولو كان ذلك الموقف الأسلوبي يتغاير مع خصوصية تميز السردي الروائي عن الموقف الشعري، الذي أصبح جزءاً من ديوان الرواية الجامعة لكل الأساليب والرؤى وأقصد الإحالة المقصودة لكل أنواع التشكيل الفني المتسرب في فضاء الرواية المعاصرة.
المنطلق الأصلي لرواية "اللحاف"، كان للمقايسة الثقافية والفكرية، بين الذات المحلية وجوارها العربي، ومن زمن الاصطدام بالآخر، الذي هو انعكاس للذات على المرايا المتنوعة، من "الشام" الفرات إلى "النيل" السوداني فالجذر العربي اليماني».
كما التقى موقعنا الأديب "أيمن ناصر"، وحاوره حول مشروعه الروائي، الذي بدأ برواية "اللحاف"، يقول: «حين شرعت بتأليف روايتي "اللحاف" تجرِبتي الروائيةَ الأولى. كنت وقتها مشغولاً ببناء وشكل الجملة وإعادة صياغتها إلى صورة نابضة قريبة من نبوءات الإزميل، وتهويمات اللون، ولغة الغموض في ضربات الريشة. حالماً بكتابة رواية تشكيلية آسرة بلغة نظيفة، وعلى رأي محمود درويش: "أريد لغة تسندني وأسندها وتشهدني وأشهدها على ما فينا من قوة الغلبة على هذه العزلة الكونية"، ساعياً إلى مزيد من الصدق والعفوية والتلقائية محوِّلاً الهدف من إغراء العين وإمتاعها في التشكيل إلى كشف أغوار النفس البشرية التي لا تلمحُ فيها الألوان الصريحة المباشرةَ ولا تلمسُ كتلاً قادرةً على البروز بل أفكاراً وهواجسَ رابضةً في اللا وعي.
كنت أريد لغة أتحرر فيها أولاً من سطوة "التابو" الاجتماعي الذي يرى البعض أن لا حدود لسقف الحرية في اقتحامه. ويرى آخرون أن حدّ احترام معتقدات الآخرَ وتاريخه وممارساته الخاصة هو السقف الأدنى لهذه الحرية.
وكانت رغبتي بأن أبدأ من حيث انتهى أقراني التشكيليون الذين كتبوا الرواية وسبقوني في تحميل رواياتهم تناغماً جمالياً بين اللون والكلمة. ولن أستطيع التحدث عن تجربة أحد منهم، فهذه مهمة النقاد الأكاديميين والباحثين المتخصصين. لذا ستكون هذه الرؤيةُ أقرب إلى شهادة شخصية عن تجربة نحات تورط في تشكيل رواية».
وعن الفنان التشكيلي في الرواية، يقول: «من الطبيعي أن يكونَ للفن التشكيلي لغةٌ قادرةٌ على تقديم قراءةٍ ومتعة بصرية لا تقدمها باقي الفنون. فما زال آلاف الزوار يقفون كل يوم في طابور المتاحف أمام لوحات كبار الفنانين ممن أثرَوا الإنسانية بإبداعاتهم. ولطالما ومنذ عقود كانت أغلفة الروايات العربية لكبار الكتاب المزينة بلوحات تأخذ الألباب وتشدنا بل توقعنا في فخ الاقتناء لتلك الروايات إلى جانب الرسوم التوضيحية الداخلية. وربما ميزة الفن بكل أجناسه أنه يرقى بنا بجناحي الواقع والمتخيل إلى أعلى درجات الإبداع. وجناحُ الواقع هنا هو العالم اليومي الذي نعيشه.
أما الجناحُ السحري المتخيل فهو العالم المفترض الذي يخلقه الفنان ليوازي به عالم الواقع. وإن كان المطلوب منا أحياناً هو الفاعلية الإنسانية لا الجمالية الإبداعية. وليس بالضرورة أن يكتشف المتلقي بذائقته الخاصة الأبعاد ذاتها التي كان الفنان يرمي إليها إلا إذا كان الفنان حاضراً وتذاكى بشرح لوحته ليفسد بحماقته على المتلقي انسجامه وفهمه، ومتعته في كشف أسرار هذا اللون أو ذاك الخط.
ليس المقام هنا مقام بحث تأثير التشكيل على المتلقي، إلا أنني يجب أن أذكر أنه ثمة أقلية من المثقفين وبعض النقاد يرون أن متعة الكتابة مختلفة ومدهشة بآن. ولست على خلاف معهم. فمنذ مرحلة الطفولة والمراهقة وبحكم إقامتي على شاطئ "الفرات" في مجتمع ريفي كنت مشدوداً إلى الحياة الطبيعية والعفوية البعيدة عن التعقيدات الاجتماعية في كنف أب مَديني انخرط في شبابه بفن الرسم وكتابة القصة ومن بعد بالسياسة التي عانى كثيراً من تعاطيها فعاش بقية حياته يبحث عن هواء نظيف متنقلاً بين سندان السياسة ومطرقة الأدب. وقد استفدت من تجربته مبتعداً عن خيبات السياسة مختاراً طريق الفن التشكيلي، ومن ثم الكتابة بغية منح معنى حقيقي لحياتي. ففي الثلاثين الأخيرة التي مرت من عمري، كنت حين أغضب أو أحزن أو أفرح ألجأ إلى الطين أصادقه بعد غياب وأكسب ثقته ثم أمدّده على طاولة الذاكرة أعجنه، أمنحه الحياة، فيمنح روحي الدفء. فهو صديق الطفولة، أشكّل منه تماثيل فرحة أو حزينة أو غاضبة. فثمة علاقة وطيدة ـ دائماً ـ بين الفكرة والمادة الخام.
ولعل المادة الخام بدءاً بالقلم والورقة ثم الصلصال فالحجر مروراً بالكاميرا وليس انتهاءً بشاشة الحاسوب هي التي تؤثر تأثيراً كبيراً في تحرير الفكرة من الدماغ محرضة الأصابع والمشاعر والأحاسيس والمخزون الثقافي على صقل العمل الفني. ليبقى السؤال يزنُّ في الدماغ: ماذا تريد من كل هذا الترف العابث؟ هل تنشد المتعة؟ هل تبحث عن الدهشة في عيون الآخرين؟ أم هي الطفولة ما زالت تقبع في داخلك؟ أم تبحث عن خلاصك الروحي من أعباء الحياة قبل أن تطحنك عجلتها؟
في الحقيقة كانت الإجابة: هي كل ذلك. وما كنت أدركه من كل ذلك أنني كنت أجرِّب. أجرِّب فقط في أن أعيش عمراً آخرَ في ما أنتجه من أعمال وأختبر مقدرتي على إسعاد الآخرين. وعلى الأصح إسعاد نفسي من خلال الفرح المرسوم في عيون العابرين لذاتي وهم يروني أوزعها قطعاً نحتية على مساندَ من حجر. لعل ذلك لم يرضِ غروري في أن أنفتح على تجارب الحياة والتجارب الإبداعية المختلفة. فكان ميلي الأخير إلى متعة مختلفة ومدهشة بآن متعة كتابة الرواية».
وحول مشروعه الروائي "اللحاف"، والإرهاصات الأولى لمغامرة الكتابة الروائية، واستحضار ذاكرة الفنان، يقول:
«في كل مرة كنت أراجع فيها مخطوط روايتي "اللحاف" الذي بدأ أول الأمر قصة قصيرة عرضْتُها على صديق أثق كثيراً برأيه فكان أن أبدى استغرابَه وسألني: أين ذاكرة الفنان؟ وأين خيالك ومخزونك البصري فيها؟ إن قصتك تحتمل أن تكون رواية لو تركت أفكارك فيها تتوارد عفو الخاطر ولكان سردُك أصدق.
صدّقتُ كلامه واشتغلت عليها معيداً ترتيب أثاث ذاكرتي من جديد. أتنقل من فكرة إلى فكرة مع رسم دقيق للشخصيات، مستغلاً توارد الصور عفو الخاطر، معتمداً تارة على سيرتي الشخصية، وتارة على خيالي، مستخدماً أسلوب التداعي كطريقة فعالة في الانتقال بين زمن الحدث الحاضر والأزمان المتخيلة. تماماً كما كنت أفعل وأنا أرسم أو أنحت مكوّناً كتلاً من الصلصال أعجنها، ثم أوزعها قطعاً مدروسة على جسد العمل، ثم أقتطع بعضها لألصقها هنا وهناك لتشكل في النهاية حركة متناسقة في الفراغ. وهكذا حالي حتى أنهيت النص، تاركاً للمتلقي أن يعرف بفطنته كم هو مضنٍ ومجهد أن يكون المرء فناناً تشكيلياً وروائياً صادقاً بآن.
أقول صادقاً لأن كتابة السيرة الذاتية بشكلها المباشر والصريح تستوجب جرأة غير عادية من الكاتب، كما أنها تستوجب مجتمعاً يتمتع بسقف عالٍ من الحرية، يكون منفتحاً ومتمكناً من تقبل اعترافات الكاتب باعتبارها فناً رفيعاً، وليس باعتبارها صحيفة ادعاء بحقه، كما حصل معي في روايتي التي اتُّهِمتْ بأنها تجاوزت المحظور الاجتماعي. بينما مشكلتها الأساسية أنها ظهرت في مجتمع عشائري وقبلي يزدحم بخطوط حمر ورقابات ظالمة، فعالم الإبداع واسع ومشرِعٌ أبوابَه للتحليق والإبحار دون قيود أو حدود. وبرأيي ستظل الكتابة كما التشكيل وباقي الفنون الفردية العشق الأزلي، والمشروع الإنساني الأكبر لكل مبدع، بل هي نافذة الروح الوحيدة، يطل منها على هذا الكون الشهي بتناقضاته. فاللوحة والمنحوتة المشحونة بالوجوه الحزينة والفرحة والسطور المكتظة على الورق بالشخصيات والأحداث والحركة الدائمة في النفس هي حياتنا الحقيقية. ولن يوجد إبداع حقيقي إن لم توجد مساحةٌ للديمقراطية، وفسحةٌ واسعة من الحرية».
وحول تجليات ريشة الفنان في رسم شخصيات الرواية، يقول:
«حين بدأت أرسم صور الشخصيات الرئيسة في الرواية وهي: شخصية الراوي الفنان "حمزة الحمداني"، وشخصية "سيد عثمانَ" مدِّرسِ الانجليزية السوداني الوافد إلى اليمن، وشخصية "زياد" مدرِّس التاريخ، صديق "حمزة"، وشخصية "عائشة" زوجة "سيد". وهذه الشخصيات الثلاث الأخيرة، كان لزاماً عليَّ أن أنحتها وأعجنها بطين ذاكرتي أولاً لأستطيع نقلها على الورق.
من هذا المنظور جاءت صعوبةُ الكتابة عندي. ففي التشكيل لست مجبراً على التفاصيل والشبه الخانق. فالمتلقي يشاهدها ويجسدها حسب ثقافته بينما في الأدب فأنت معني بالكثير الكثير من التفاصيل والجزئيات لإقناع القارئ لذا ما كنت أقنع بشخصية أكتبها إن لم تكن مجسمةً كما لو أني أراها بين السطور بلحمها ودمها تتحرك أمامي. وهكذا ما كنت أنتهي من رسم صورة أجسّمها بالكلمات حتى أنتقل إلى شخصية أخرى أُعمل فيها إزميل ذاكرتي وفرشاة خيالي الفني معتمداً على مخزوني البصري والثقافي.
وهكذا كانت الكلمات في الرواية تنفلت من بين أصابعي كعجينة الصلصال دون رقيب يرسم خطوطاً حمراً أو شرطياً يرفع عصاه بوجه شخصياتي، حتى نالت الرواية من عمري أربع سنوات. (مع أن أكبر عمل نحتي لم يستغرق بين يدي أكثر من تسعةِ أشهر). لأكتشف بعد هذا الإجهاد اللغوي والطراد الموجع في الذاكرة أن ملكة الكاتب لا تقتصر على إدراك أصول اللغة ومعرفة قواعدها، بل تتعدى إلى تفجير ما في اللغة من طاقات تثير كوامن النفس تحركها قوة الخيال بسرد فياض بالصور، ثري بالأضواء والظلال، مملوء بالشحنات الوجدانية الموحية. بعيداً عن الحشو والثرثرة المجانية. وهي جميعها بمثابة الخطوطِ والألوان والبروزات التي تتآلف فيما بينها وتتكامل في أعمال الرسم والنحت. وأكتشف أنّ الكلمات التي لا معنى لها لا طريق أمامها. وهذا الشتات من الخواطر في الرواية قد أثار فيَّ مشاعر نبيلةً رغم انغماس بعض شخصياتها في قاع الشر والرذيلة، وألّف في مجموعهِ شبه تخطيط لفلسفة واضحة المعالم لأبطال الرواية. وكان أشبهَ بسفر طويل في طريق وعرة دفعتني بعد الانتهاء منها لأن أتفهم الآخرين والأشياء بعمق».
ويختتم "ناصر" حديثه حول تجربته الروائية، قائلاً:
«أهم ما ميَّز هذه التجربة أنها اقتضت كثيراً من الجهد والإخلاص لصفاء الإبداع. والأهم من كل ذلك هو أنني كنت متحرراً من مخافر النقد والتنظير والمدارس سابحاً في أفقٍ إبداعيٍ مختلف. فكثيراً ما كنت أكتب مشهدين قاتمين متجاورين يملأان القلب حزناً فأضطر لفصلهما بمشهد فرح، وما ذلك إلا من خبرتي في التشكيل حين يستوقف نظري لون قاتم إلى جوار لون قاتم آخر كنت أبذل جهدي لفصلهما بإقحام لون ثالث بينهما من شأنه أن يخلق شكلاً آخر. ومما تعلمته أيضاً من مخزوني التشكيلي في كتابة الرواية هو ألا أمضي في عملي مفكراً في لون واحد بعينه مستخدماً إياه متناسياً باقي الألوان. فالألوان على رأي بيكاسو: (كأسارير الوجه تتغير مع تغير خلجات النفس) يتخذها الفنان أداة للتعبير عن وجدانه.
كما أفادتني دراستي لتاريخ الفن وتدريسي الرسم والنحت في أنها ساهمت كثيراً في تكثيف الرؤى الشعرية في مخيلتي. وأنه من غير المستحيل ترجمةُ لغة الرسم أو النحت إلى لغة الأدب. وأن الذي يعطي قيمة العمل الفني هو تميزه من غيره بصفات جديدة. وأنّ العمودَ الفقري لأي عمل إبداعي هو الفكرةُ والموضوع وأسلوبُ تناوله وإخراجه للضوء. والفنان ليس مجبراً على التنظير لتجربته الإبداعية حيث تشكل اللوحة والمنحوتة وسيلتَه الأساسيةِ للتعبير والتواصل. وبالنسبة إلي شخصياً لا أستطيع أن أؤكد أن ميلي لكتابة الرواية جاء مع جيناتي الوراثية. ولم يأت بشكل عفوي ولا نتيجة قرار طارئ. بل لعله كان رغبة في تمرد دفين وانتقاد للحياة واستبدالها بحياة مجازية تصطنعها المخيلة. وهو (تمرد مسالم، لا يلحق الأذى بالحياة الواقعية. وأحياناً أتعجب لماذا كتبت الرواية؟ هل لأمنع نفسي من السقوط في مهاوي رسم لوحات سيئة، أو نحت تمثال مشوّه؟ لا أدري.. فهناك أشياء كثيرة تقلقني ولا تمت إلى التشكيل بصلة.
ولعلي دفّقت في أن تكون "اللحاف" رواية تشكيلية كما كنت أحلم. أو لعلي في نظر البعض بدوت كمن يحاول أن يتلذذَ بطعم القهوة في كوب من الشاي».