أقيمت ورشة فنية تشكيلية على شكل ملتقى بعنوان "متحدون في الفن" في "غاليري مصطفى علي" برعاية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويشارك في هذه الورشة مجموعة من الفنانين السوريين والعراقيين والفلسطينيين، والهدف من إقامة الورشة الحصول على حالة تفاعلية بين مجموعة من الفنانين وكيفية معالجة موضوعة "اللجوء".
موقع eDamascus زار الملتقى وهناك تحدث مع الفنانة السورية "ريم يسوف" التي قالت: «الفكرة الأساسية أن يكون هناك حوار بيننا كفنانين، وهذا أمر مهم لكوننا فنانين مستقرين في وطننا مع مجموعة من الفنانين الذين يعتبرون لاجئين، فارّين من أوطانهم، رغم أنه لدي تحفظ على كلمة لاجئين باعتبارها كلمة قاسية بعض الشيء، الفكرة مهمة لأن كل منا له طريقة تفكير وثقافة معينة، وكانت تبدأ القصة من بيته، غير فكرة أنه كبلد أو كوطن، والأهم من العمل هو الجلسات التي نتحاور ضمنها، تبادل الآراء والأفكار، حتى لو كنا مختلفين على أي شيء، هذا أهم بكثير مما أنتجناه، يستطيع الشخص أن يرسم بالنهاية في مرسمه الخاص ويعطي نتاجا».
دعينا من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإقامة ورشة عمل بين فنانين عراقيين وسوريين وفلسطينيين، حول اللجوء، أو الهجرة إلى بلد آخر، كان هذا أول موضوع بالنسبة للملتقى
كما تحدث الفنان "معتز العمري"- فنان تشكيلي فلسطيني، عن مشاركته فقال: «شاركت بملتقى مشترك، والملتقى لعشر فنانين عراقيين وخمسة فلسطينيين وخمسة سوريين، فكرة الملتقى عن اللجوء، وعن معاناة اللاجئ في العالم، فأنا تناولت موضوع اللاجئ من زاويتين مختلفات، عبرت بها عن إحساسات طفل لاجئ، إن كان فلسطينيا أم أي لاجئ في العالم، من خلال الأحلام المتناثرة للاجئ، وفي العمل الثاني كان فيه نوع من تناول عنصر المرأة ومعاناتها في اللجوء، بأسلوب رمزي تقريباً، واستخدام بعض التقنيات الخاصة بالعمل الثاني، عالجت الموضوع الثاني بشكل غرافيكي بما يخص أسلوب عملي الخاص، فاختصاصي الغرافيك في العمل، تناولت الموضوع من زاوية خاصة، من وجهة نظر معينة، تخص اللاجئ ومعاناته التي يعيشها بشكل مستمر في العالم».
أما الفنان "مهند هدهد"، من بغداد، 29 سنة، فقد تحدث عن هذه المبادرة بالقول: «دعينا من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإقامة ورشة عمل بين فنانين عراقيين وسوريين وفلسطينيين، حول اللجوء، أو الهجرة إلى بلد آخر، كان هذا أول موضوع بالنسبة للملتقى».
وتابع حديثه: «التجربة جميلة، أن نلتقي بفنانين أصدقاء لنا من فلسطين وسورية، بالنسبة لي في البداية تعرضت للفشل، ولكنني حاولت أن أعمل بعدها أكثر من تجربة، حتى وصلت للصيغة الأساسية التي تمثلت بالحرب، الحنين، الاشتياق للبلد، الغربة، ظروف البلد الجديد، هذه تطلعات اللوحة».
وعلق الفنان "عبد المعطي أبو زيد" عضو الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، الذي كان يزور الورشة برفقة مجموعة من الفنانين: «من الجميل وجود تفاعل من عدة جنسيات، كل فنان لديه مدرسته، وثقافته، ولديه أدواته ورؤيته، الكل يتفاعل ضمن موضوع واحد، وهو موضوع اللاجئ بشكل عام، وكل منهم طرح رؤيته من خلال ثقافته وأدواته، كل منهم يعطي من خلال ألوانه ومدرسته، وبالنتيجة يتشكل نسيج جميل، لعمل متكامل من حيث الموضوع، هناك رؤيا تربط الأعمال، رغم اختلاف الأسلوب والطرق المستخدمة في الأعمال، لكن هناك خط يتشكل، والخط قريب من بعضه، لأن الفكرة التي يعملون عليها، الكل يعاني منها، الكل عايشها، الكل يراها يومياً، ولذلك كانت المعاناة واحدة والانطباعات واحدة تقريباً، بغض النظر عن طريقة التنفيذ التي نفذت بها الأعمال».
ويوضح الفنان والنحات الدكتور "مصطفى علي"، مستضيف الورشة في الغاليري الخاص به: «الظاهرة التي تحدث مهمة جداً، لأنها تخلق حالة جميلة للفنانين، الشباب الموجودين مجموعة من الفنانين من العراق وفلسطين وسورية، والمدة الزمنية التي تواجدوا بها هنا خلقت حواراً بينهم وحالة جيدة للتعبير، ونتيجة هذا التواصل خرجنا بمجموعة جميلة من الأعمال، كان الهدف ليس فقط الإنتاج الفني، بل الحوار الذي حدث مهم جداً حتى يبرز دور الفن بالمجتمع والحياة، ونحن في غاليري "مصطفى علي" نقدم خدمات لمعظم التجارب الفنية الجديدة التي تحدث، ودائماً نقف معهم».
ويختم الأستاذ "بسام دياب"، من قسم الإعلام في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمشرف على الورشة: «بدأت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بمشروع لدعم الفنانين العراقيين اللاجئين الموجودين في سورية، بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها لجميع اللاجئين، لكنها أعطت الفنانين بعض الأهمية، والعناية بأعمالهم، وتقريباً تقيم كل سنة معرضين، وهذا الملتقى "متحدون في الفن"، فكرة المشروع أن يكون فرصة للاجئين العراقيين الفنانين كي يأخذوا دوراً من خلال وجودهم في سورية، كي يتواصلوا مع الفنانين السوريين والوسط الفني بالشكل العام، فهذا الملتقى يوفر فرصة لهم للتعرف فنانين سوريين، وعلى فنانين لاجئين من فلسطين أيضاً لكنهم ولدوا هنا، ، ورؤية المستوى الفني، والمواضيع التي يعملون عليها، كان موضوع في الملتقى عن اللجوء، فكان الفكرة كيف يعبر كل شخص عن نفسه بداية، لماذا هو هنا؟.. لأنه لاجئ، إن كان لاجئا فلسطينيا أو عراقيا، والسوريون كيف يحسون بحالة اللجوء التي رآها الفلسطينيون والعراقيون.
الملتقى حواري بالدرجة الأولى، هناك نتائج بآخره، ولكن التركيز على الأمر الحواري والتعرف على ثقافة بعضهم بعضاً، ولأجل الفنانين اللاجئين العراقيين أن يجدوا منفذاً جديداً لهم في العلاقة مع سوق اللوحة، لأن المنفذ الوحيد لهم الآن هو مفوضية الأمم المتحدة».
الجدير ذكره أنه يشارك في هذه الورشة عشرة فنانين عراقيين، وخمسة فنانين فلسطينيين، وخمسة سوريين تغيب أحدهم بسبب التزاماته. برعاية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع غاليري "مصطفى علي".