كانت الأنظار متجهة للمايسترو "ميساك باغبودريان" حين أعطى إشارة البدء لأمسية الفرقة للسيمفونية الوطنية السورية التي قدمت أمسيتها بالكثير من البراعة والإبداع.
الأمسية الكلاسيكية التي جرت على مسرح الأوبرا السورية لعب بها أكثر من /40/ عازف برنامجاً للمؤلف الموسيقي "لودفيغ فان بيتهوفن" من قسمين الفترة الأولى "لافتتاحية كوريولان" والفترة الثانية السيمفونية رقم /3/ المسماة "بالبطولية" بحركاتها البطيئة جدا ضمت كالمارش الجنائزي وحركة حيوية وحيوية جدا حسب التصنيف الذي كُتب به العمل.
أن "بتهوفين" نقل القسم الدرامي بالموسيقا ووضعه بآلات جديدة في الزمن الذي كان فيه وعلى أثر ذلك أصبح هناك دور أكبر للآلة واتجاهات كثيرة لها
وقال المايسترو "ميساك" لموقع eDamascus أنه اختار هذا البرنامج قبل أيام قليلة فقط بعد اعتذار قائد أوركسترا روماني كان من المقرر أن يقود الفرقة ويقدم برنامج موسيقي روماني.
وأضاف الأستاذ "باغبودريان": «اخترت هذا البرنامج لأن القسم الثاني منه وهو القسم الأكبر تعزف به الفرقة السمفونية البطولية يعبر بشكل ما عن الوضع الذي نعيشه في سورية فنحن كموسيقيين لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن الأحداث المارش الجنائزي المعروف جداً أردت أن أقدمه لأرواح شهدائنا والحركة البطولية ربما دلت على أن سورية رغم كل شيء لا زلت تقف على قدميها، هذا أن أقل ما يمكن أن نفعله في ظروف ليست سهلة علينا جميعا وهذه وسيلتنا أن نعزف ونقدم معزوفات موسيقية لوطننا».
ويرى قائد الأوركسترا أن عائلات الآلات التي تواجدت اليوم تتفق والمقطوعات المقدمة وفيما يتعلق بدور المايسترو في إخراج هذه المقطوعات قال: «استطيع أن أشبّه لك عمل المايسترو بالمُخرج الذي يكون بين يديه نص لكن عليه أن يحوله لأداء يناسبه، هنا يأتي دور المايسترو في بطء الحركة أو سرعتها أو منحها الحيوية أو الدفء، المايسترو يقوم ببناء علاقة بين العازف والنص المكتوب أمامه».
عضو مجلس الأوركسترا وعازف التشيللو الأول بها الفنان "أثيل حمدان" قال لموقع :eDamascus«أن "بتهوفين" نقل القسم الدرامي بالموسيقا ووضعه بآلات جديدة في الزمن الذي كان فيه وعلى أثر ذلك أصبح هناك دور أكبر للآلة واتجاهات كثيرة لها».
ويرفض الفنان "حمدان" مقولة أن الفرقة السمفونية لا تقدم سوى أعمال الموسيقيين الأجانب: «نحاول أن نقدم برامج لمؤلفين سوريين وعرب مثل زيد جبري وضيا السكري لكن كمية الأعمال المكتوبة من قبل مؤلفين سوريين وعرب أقل بكثير من نظرائهم الأجانب، فمثلاً لا يوجد مؤلف عربي كتب تسع سيمفونيات».
وحول الصور الرمزية التي توحي بها الموسيقا قال: «الموسيقا دائما تحوي على صور رمزية ونحن نعمل على تلوينها ووضعها بحيث تتيح المجال لخيال الإنسان أن يتصورها لا أن يرى صور مباشرة أمامه تدله على أشياء بعينها»
الجدير بالذكر أعضاء أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية هم من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقى إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب، ومثلت هذه الفرقة سورية في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية مثل: "لبنان،الأردن، العراق، الكويت، سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الجزائر،تركيا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا (جنوه 2004، مهرجان رافينا)، الولايات المتحدة الأمريكية. وكان إحياؤها حفلاً في الولايات المتحدة الأمريكية".
كما أن الكثير من أعضاء ا لأوركسترا ساهموا في إحياء حفلات موسيقية مشتركة مع باقي الفرق الأوركسترالية العالمية ومنها "أوركسترا أوبرا لاسكالا الإيطالية"، "أوركسترا البحر الأبيض المتوسط"، "الأوركسترا الأوربية المتوسطية المشتركة"، "الأوركسترا الوطنية الجزائرية"، "أوركسترا معهد باغانيني" في مدينة "جنوه" الإيطالية، "أوركسترا مكتبة الإسكندرية"، "أوركسترا المعهد الوطني بعمان"، والفرقة السيمفونية الوطنية التونسية" وقائد الفرقة الأساسي منذ عام 2003 الأستاذ "ميساك باغبودريان" وهي تقوم حالياً بتحضير عمل للأطفال و آخر وطني لسورية.