هو طبيب أسنان استفاد من تجارب الحياة ومن مشاهداته اليومية وراح يرسم من مخيلته رسائل خاصة كانت تحمل في طياتها نفسه الروائي.
ترجمها في باكورة رواياته "مأزق الإلهة" عام 2002 والتي تأخر صدورها حتى عام "2004" وقد التقاه موقع eLatakia في منزله بمدينة "اللاذقية" وكان معه الحوار التالي:
للرواية التي يكتبها الأديب "بخعازي" روح خاصة تميزه عن باقي الأدباء فهو يختار دقائق الامور ويتحدث عنها فرواياته مميزة وشيقة"
** عندما وجدت أن الوقت قد حان لأتقاعد من مهنة طب الأسنان، وأن مخزون ذاكرتي أصبح مشبعاً من تفاصيل المجتمع والناس، والبيئات، وحتى الروح التي تخص كل شخصية، عندها بدأت بالتخطيط لنسج ما في ذاكرتي على الورق وتأليف روايات تخصني وحدي تختلف عن باقي الروايات التي طرحت في السوق العربية.
الرواية عندي ليست وقت مستقطع، بل لها الحق في أن يكون الوقت لها، الوقت كله، حتى إن الرواية الأولى "مأزق الآلهة" استغرقت عدداً كبيراً من الساعات اليومية ولمدة زادت على ثمانية أشهر.
** من خلال مراقبتي وقراءاتي المستمرة في الرواية والقصة وباقي فنون الآداب، لما يحدث في الحركة الأدبية ليس له علاقة بالواقع الحياتي للمواطن في أي مكان من الوطن العربي، هناك كثير من الأدباء لا يزالون يكتبون عن القرى كما كانت في منتصف القرن الماضي، وهذا كلام غير مقبول اليوم لأن الواقع اختلف كثيراً، وكأنني أكتب عن القرى وأنا لم أعش فيها أو أزرها ولم أتعرف على طباع سكانها حتى ولو كان هنا تواصل بيننا فالإقامة والمشاركة في التفاصيل الدقيقة لأي مجتمع هو من ينقل حقيقة وواقعية المجتمع إلى أوراق الرواية.
** في الرواية العربية المواضيع الجدلية كثيرة ولكن في الأغلب الأعم غير مدروسة الأسس ولا تناقش من الجوانب التي تخصنا كشعوب، ففي أغلب السياق الذي أراه بين الروائيين الحديثين، هناك عرض يتخلله بعض المواضيع الجنسية فالأفكار قليلة أو حتى معدومة، والمكون الأساسي هو السرد غير المهم، والذي لا يعطي قفزة نحو الأمام.
في الرواية العربية لم يكتب حول طريقة النقد وخصوصاً فيما يتعلق ببعض الأشخاص المهمين في الفن أو الأدب وهذا ما قمت به من خلال النقد الخاص بالمدح وتحديداً في ما يخص السيدة أم كلثوم.
** لا تزال الرواية بعيدة عن الهدف الروائي من الكتابة، فإذا لم يستطع الروائي أن يقدم أي شيء للقارئ فيجب إن يتوقف عن الكتابة، فالأدب يُخسر الكاتب، فيجب عدم التلاعب به أو الإساءة له.
** لا يوجد رواية سورية استطاعت التملص من الرواية الشعبية "الحدوتة"، ولا يزال الكاتب ضمن الرواية يكتب ويبكي فهي أيضاً أضف إلى أنها شعبية، هي رواية بكائية، تعيش على الأطلال، والجميع يبكي نفسه قبل أن يبكي أبطاله، وهذا ما يجعل الرواية تقف مكانها ولا تتحرر وتساهم في الحياة الأدبية في العالم.
** في أغلب الأحيان تعكس الرواية العربية الواقع الشخصي للمواطن العربي وللروائي بشكل خاص من حيث بؤسه أو خروجه عن المألوف في علاقاته الاجتماعية أو ما شابه ذلك، أضف إلى أن ما تجيش به نفس الكاتب ولا يستطيع أن يعبر عنه يُضمنه لأبطال الرواية بحيث تتشعب الشخصيات ولكنها في الحقيقة نفسية شخص واحد هو الكاتب نفسه، فالإنسان الشرقي بتركيبته، يختلف عن الإنسان الغربي فالرجل الشرقي لا يزال يعتبر المرأة مثلا أَمَتُهُ، وهي تحاول أن تتخلص ولكن بالنتيجة عندما تكون تحته في السلم الاجتماعي أو الوظيفي تكون سعيدة، وتساهم المرأة في تعزيز ذلك لأنها لا تزال معجبة بدور الأمة وبدور "سي السيد" للرجل، وهذا يخالف الرواية الغربية التي تكون أبطالها من أشخاص تخلصوا من هذه العقد، ولهذا السبب لا تزال الرواية العربية تعكس صورة الكاتب نفسه وليس مجتمعه.
** لماذا يكون هناك رواية نسائية ورواية رجالية في التقسيم العام؟ هذا السؤال يطرح نفسه دائماً في عقل كل المجتمع المثقف، ومن أوجده، وكيف نظم وطرح كمصطلح؟ هذه فجوة غير معروفة، أما بالنسبة لي، فأرفض بشكل قاطع هذا التقسيم، وهنا عند هذا الطرح نحط من قدر المرأة ككاتبة، وكمبدعة ومن الممكن أن رواية المرأة تكون أكمل وأنضج من حيث الطرح والشخصيات والموضوع، ولكن للأسف ما يشاع في المجتمع عكس ذلك وهذا كله يعود إلى العقلية الذكورية التي لا تزال تتحكم بمصائرنا في مختلف جوانب الحياة، حتى في أبسطها وأقلها أهمية.
يقول الأستاذ الشاعر "همام المعروف": «للرواية التي يكتبها الأديب "بخعازي" روح خاصة تميزه عن باقي الأدباء فهو يختار دقائق الامور ويتحدث عنها فرواياته مميزة وشيقة"».
الأديبة "سمر قنوع" تقول عن كتابات د. "بخعازي": «للأديب "بخعازي" روح يضيفها إلى عناصر الرواية فتخرج الرواية عن قالبها وتطير في فضاء الحياة وتسطر من خلال الأسطر نبضات جديدة لرواية جديدة».
والجدير بالذكر أن الكاتب أصدر خمس روايات هي على التوالي "مأزق الآلهة"، و"الخروج من النفق" وهما روايتان تتصلان معاً من حيث الموضوع، و"المهاجرة" و"المرسى الضائع"، و"وشوشة بين قايين والشيطان".