يملك الكثير من المخطوطات والأوسمة النادرة، حبه للتوثيق جعله يبحث عن مقتنياته من كل مكان، وهو اليوم يشكل مع عدد من الموثّقين فريق للتوثيق يهتم بتاريخ سورية بشكل عام ودمشق بشكل خاص.
إنه الموثق التاريخي "أكرم رزق" الذي تحدث عنه الباحث السينمائي "محمد اللبابيدي" بالقول: «هو شخص محب للتوثيق يملك مقتنيات قديمة لايملكها غيره من أوسمة لوالده ولوحات للخديوي إسماعيل وغيرها، وشخص آخر غيره يمكن أن يهمل هذه الأشياء لكنه عمل للحفاظ عليها وتوثيقها مع مجموعة من الطوابع المتنوعة وكلها بجهده الشخصي، هو إنسان اجتماعي خدوم محب للحياة».
هو شخص محب للتوثيق يملك مقتنيات قديمة لايملكها غيره من أوسمة لوالده ولوحات للخديوي إسماعيل وغيرها، وشخص آخر غيره يمكن أن يهمل هذه الأشياء لكنه عمل للحفاظ عليها وتوثيقها مع مجموعة من الطوابع المتنوعة وكلها بجهده الشخصي، هو إنسان اجتماعي خدوم محب للحياة
eSyria زار السيد "أكرم رزق" بمنزله بجرمانا ليحدثنا عن علاقته بالتوثيق وكيف كانت بداياته، وكان الحوار التالي :
** منذ الصغر ففي المرحلة الابتدائية قمت بجمع طوابع زعماء الكتلة الوطنية بسورية وبعض الطوابع ذات الرسوم الجغرافية الخاصة بسورية، ثم تطورت هذه الهواية لجمع الكتب والمستندات والخرائط والعملات الوطنية والعربية والأجنبية، ولكن عندما شعرت أن هذه المواد بدأت تكون نسيجاً متكاملاً متجانساً له مدلول ومغزى، عندها سعيت للحفاظ عليها بأماكن خاصة بعد ترتيبها حسب تاريخها ومدلولها بشكل يسهل على الشخص تناولها أو الإطلاع عليها دون البحث المطول، إلى أن أقام مركز التوثيق القومي معارضاً للتوثيق للأشخاص الذين يمتلكون مواد استثنائية تدل على منعطفات بتاريخ العرب الحديث من حروب ومتغيرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وقد اشتركت بهذه المعارض وشعرت أن جهودنا لم تذهب سدى، إنما صبت بالقناة التي كان من المفترض أن تصب فيها.
** بدأت بالمرحلة الثانوية وكان من أهم هذه المخطوطات "المخطوطات التركية" حيث كنت أهتم بالوثائق التي تعود إلى آخر 100 سنة من التواجد التركي بسورية والمنطقة العربية .
وعن الأسباب التي دفعته للاهتمام بهذه الأشياء يؤكد هي المتعة الشخصية، فعندما أتناول موضوعا تاريخيا أغوص به وأحلله وأسقط أحداثه على بعض الأحداث التي تجري لاحقا في مجتمعنا.
** في الحقيقة يوجد بعائلتي عدد من الأفراد الذين لهم اهتمامات تاريخية ولكن ليس بشكل احترافي فهم مثقفون بأمور التاريخ لكنهم لم يتفرغوا لجمع شيء، شعرت أنني امتدادا لهذا العمل وبشكل احترافي أكثر منهم وحقيقة يمكن أن أدفع ثمن أي شيء أشعر أن له أهمية استثنائية ويثير الدهشة وأمتلكه.
** عندي مخطوطات قديمة جداً بالخط الطباعي القديم الذي يشبه خط اليد، أمتلك ديواناً مع الشرح "للمتنبي "وديواناً "لمحمود سامي البارودي" إضافة لدواوين أخرى .
** بعض هذه الأوسمة كانت لجدي، والبعض الآخر لوالدي الذي كان يعمل بسلك الدرك أيام الفرنسيين، وما تبقى اشتريته مع العديد من المقتنيات القديمة.
** تشكل مع رفاق لك مجموعة تهتم بالتوثيق ما الذي يميز توثيقك عن الآخرين؟
** في الحقيقة نحن خمسة موثقين "بشار منافيخي، صلاح صلوحة، علي خلف، حسان مؤيد العظم"، بالإضافة لي، نشكل فريقا متكاملا بالموهبة، وموادنا التوثيقية تكمل بعضها، وما يميز توثيقي هو صور المعارك الكبرى عبر التاريخ لاسيما العربية منها، وما أود قوله أن هذه اللوحات كانت تضفي جمالية وتخلق حالة من الدهشة والمتعة عند المشاهد أثناء المعارض .
** أهم شيء جمعته وأعتز به كما أنه يخلق لي متعة هو صور المعارك الملحمية الكبرى التي غيرت وجه المعمورة لاسيما الفتوحات التي انتصر فيها العرب على المغول والفرس، وإن جودهم يخلق حافزاً للاستمرار بهذا العمل لأن هذه التواريخ هي مفاصل بالأزمنة، ومقتطفات لا يمكن إلا الوقوف عندها والنظر للأمور من خلالها .
* كيف جمعت هذه الوثائق؟
** في الحقيقة جمعتها من مصادر متنوعة من مخطوطات قديمة من أشخاص ومن كتبي الخاصة ،وعلى الإنسان الذي يعمل بالتوثيق إن بدأ بالمجموعة أن لايقف بخط المنتصف بل يتابعها .
** كل ما كنت أقوم به كان بجهد فردي وإمكاناتي الخاصة، ولكن الذي يثلج الصدر أن المعارض التي أقامها مركز التوثيق القومي أتاحت الفرصة للناس لرؤيتها وأن لا تبقى حبيسة المكاتب .
** لابد من الإشارة أن أغلبية مقتنياتي من الستينات والسبعينيات، كنت أشتريها من "البسطات" التي كانت تبيع الكتب على الطرقات بتلك الأيام، وكنت أشتريها بأسعار زهيدة لكنها ذات قيمة بمحتواها .
** أنا كثير التجوال زرت أوروبا الغربية والشرقية، وخلال زياراتي كنت أزور المتاحف وبيوتات الزعماء القدماء والأمكنة التي تخصهم، وكان ذلك يدفعني على الاستمرار بموضوع التوثيق، وكنت أجد أن الكثير من الأمور التي كنت أشاهدها قرأت عنها في الكتب التي اقتنيتها وخاصة أثناء وجودي في بولونيا وهنغاريا .
** نعم أنا أعشق قراءة التاريخ ولكن من مصادر صادقة، والحقيقة أن أهم الكتب التي أقتنيها بمكتبتي تتعلق بتاريخ سورية والمنطقة العربية والاحتلال العثماني للمنطقة العربية .
** نعم عندي كتب أدبية لأدباء عرب كبار وكتب سياسية، ويعود تاريخ جمعها لسنوات متفاوتة، فالبعض منها مطبوع من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبعضها الآخر من الخمسينات والستينات، ولكن موضوعاتها وما تناولته ذو أهمية استثنائية .
** شاركت بمعارض مركز التوثيق القومي خلال السنوات من 1997-2008، وبعدها شاركت بمعارض بعدد من المراكز الثقافية "أبو رمانة، ببيلا، اليرموك" وآخر معرض كان 2007.
** انحصرت كل أنشطتي داخل سورية، ولابد من الإشارة أن مركز التوثيق القومي كان ينسق من أجل نشاطات خارجية لكنها لم تتم، لم أفكر بإقامة نشاطات بشكل إفرادي، ولكن ربما أشارك عندما يكون هناك نشاط جماعي لإقامة معارض.
** لا لأن كلمة الإحتراف بالأساس تعني المال، وهذا الشيء يكون بالمعارض والفعاليات، سابقاً لم يكن يوجد بازارات تشجع على تبادل المواد بثمنها، وحيث كان كل شخص يحتفظ بمقتنياته لنفسه، وأقول أن الإحتراف يقتضي وجود المال والمردود المادي .
** أهم مشروع لي هو الحفاظ على هذه المقتنيات، وقد قمت بترتيبها وأرشفتها بشكل جيد ليسهل على من يريد مشاهدتها تحقيق متعته دونما تعب.
يذكر أن الموثق "أكرم إيليا رزق "من مواليد 1954، من هواياته الرياضة، فهو عضو منتخب مدارس سورية بكرة القدم 1968-1970، وبطل جري لمسافات طويلة حاز على العديد من الكؤوس، من عشاق السفر والسياحة، له اهتمامات ثقافية، يتقن وبطلاقة اللغة الإنكليزية، إضافة لكونه خبير بالشؤون الإقتصادية.