"أمانه والي" هي فنانة تتعامل مع التجربة الفنية، كأنها تجربتها أو مشروعها الفني، وهي لا تشارك فيها لمجرد أنها ممثلة، بل مؤسسة لهذه التجربة، وهذا ما دفع الوسط الفني ولفترة طويلة أن يحافظ عليها ويشاركها بمعظم أعمالها سواء الدرامية أو المسرحية.
وعن تجربة "والي" الفنية التي استمرت لأكثر من خمسة وعشرين عام، يقول عنها الفنان والمخرج المسرحي "هشام كفارنة" لموقع "eDamascus" خلال مشاركة "والي" في أحدى أعماله المسرحية بتاريخ 10/4/2011 بمسرح "الحمراء"، قائلاً: «لقد قطعت شوطاً طويلاً من الزمن في تكريس حضورها الدرامي والمسرحي في بناء اللحظة الفنية لتقدم صورة عن الممثل الواعي، وهي فنانة تؤدي دورها بشكل أكاديمي وبفهم متعمق للموضوع».
أنا مقلة في هذا الجانب رغم نجاحي في مسلسل "عائلة خمس نجوم" ومسلسل "رياح الخماسين" بسبب غياب النص الجيد
وأضاف "كفارنة": «هي من الفنانات المميزات في "المسرح القومي"، لقد تعاملت معها بكثير من الأعمال المسرحية، هي إنسانة بكل معنى الكلمة قبل أن تكون فنانة لها تجربة طويلة ومميزة، وهي تحترم زملائها في العمل وهذا شيء مهم».
فيما تحدث عنها الفنان "عبد الرحمن أبو القاسم" قائلاً: «عندما نذكر الفنان "أمانة والي" نتذكر تلك التجربة المميزة لها سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو المسرح أو السينما رغم أنها مقلة بهذا الجانب لكنها تركت بصمة واضحة المعالم فيها».
وفي حديث للموقع مع الفنانة "أمانه والي"، وعن أهم المحطات الفنية التي تركت أثراً كبيراً في حياتها على الصعيد الفني، قالت: «أنا من خريجي الدفعة الأولى "لـلمعهد العالي للفنون المسرحية" بـ"دمشق"، قدمت مسرحيات عدة كان من أهمها مسرحية "هاملت" وهي من إنتاج "ياباني" وإخراج "انكليزي" مع ممثلين عرب وأجانب، حيث قدمنا العرض في معظم أنحاء العالم ولاقى نجاحاً منقطع النظير، أم عملي في التلفزيون فقد بدء بمسرحية تلفزيونية لليافعين بعنوان "القطة التي تنزهت على هواها"، ثم قدمت سباعية مع المخرج "مأمون البني" عنوانها "نساء بلا أجنحة" بالإضافة إلى مشاركتي في دور بطولة لأول عمل بيئي بـ"الدراما السورية" وهو بعنوان "لك يا شام" انطلق بعده هذا النوع من الأعمال وهنا لا يمكننا مقارنة أعمال تلك الفترة بالأعمال الحالية لأن كل مرحلة أفرزت معطيات ومشاكل فنية مختلفة غيرت الرؤية الفنية كلياً بسبب غزارة الإنتاج وطريقة التحضير لأعمالنا، ولكن يبقى في داخلي حنين لتلك الفترة».
ومن أهم الأدوار التي جسدتها "والي" في التلفزيون، قالت: «شخصية "خالدية" في مسلسل "حسيبة" عن رواية أعاد كتابتها الأستاذ "خيري الذهبي" بأسلوب جميل وأخرجها "عزمي مصطفى" الذي حرص على تقديمها بدقة شديدة للحفاظ على جوهرها وهذا ما جعل العمل متكاملاً».
ومن الأعمال الهامة أيضاً التي تركت بصمة في حياتها، أضافت "والي" قائلة: «مسلسل "درب التبانة" وفي العام الماضي قدمت شخصية "فتحية" في مسلسل "أسعد الوراق" الأم الحنونة المحبة لبناتها وهي شخصية غنية ومتنوعة بالإضافة للأعمال التي افتخر بها كدوري في مسلسل "عصي الدمع" حيث جسدت شخصية امرأة معقدة ونلت جائزة "أدونيا عليه"»»
وعلى صعيد الأعمال الكوميديا، تضيف "والي": «أنا مقلة في هذا الجانب رغم نجاحي في مسلسل "عائلة خمس نجوم" ومسلسل "رياح الخماسين" بسبب غياب النص الجيد».
على الصعيد السينمائي تضيف "والي": «حبي للسينما هو الذي دفعني للدراسة في المعهد المسرحي وحققت جزءاً صغيراً من طموحي من خلال مشاركتي في بعض الأفلام منها فيلم "الطحالب، الشمس في يوم غائم" وأهمها كان عملاً سينمائياً إيرانياً يتحدث عن أحداث "غزة" من خلال قصة اجتماعية عن أطفال يعيشون في ميتم ويتعرضون للقصف والتهجير».
وفيما يخص "الدراما السورية"، تضيف "والي": «الحكم على "الدراما السورية" يكون بعدد الأعمال الجيدة خلال العام ولكنها تعمل بخط بياني متواتر أحياناً يكون الإنتاج كبيراً والمستوى ضعيفاً، وأحياناً يكون الإنتاج قليلاً والمستوى جيداً، وبالعموم استطاعت "الدراما السورية" إثبات وجودها من خلال تجارب كثيرة ومتنوعة خلافاً لما يعتقده البعض بأنها مجرد فورة لن تحظى بالديمومة والأخطاء التي تقع فيها حالة طبيعية موجودة في كل تجارب العالم مثل التكرار وتعدد الأجزاء حيث أصبح مقبولاً حتى على صعيد السينما وأنا أعتقد أن العمل الجيد الذي يقبل التطوير لا مانع من وجود أجزاء له، المشكلة أن يتحول العمل الضعيف والفارغ إلى أجزاء لأن عمل الأجزاء هو تقنية محسوبة منذ بدء العمل وليس الاعتماد على نجاح العمل وتوظيف اسمه».
الجدير بالذكر "أمانه والي" ممثلة "سورية" وهي من أصل "فلسطيني" وقدمت العديد من الأعمال الفنية الناجحة في كل من الإذاعة و التلفزيون والمسرح والسينما منها "بين الأحراج المتكاتفة، أسعد الوراق، أبواب الغيم، ماملكت أيمانكم، تخت شرقي، ساعة الصفر، الدبور، هي دنيتنا، ليس سرابا، الحصرم الشامي، الخط الأحمر" والكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية .