نجم من نجوم الذهب ألهب قلوب جماهير الكرة السورية بأهدافه الجميلة وتسديداته القوية، وحقق لبلده برفقة جيل ما زال في الذاكرة انجازات ما تزال تزين تاريخ الكرة السورية وكان أهمها ذهبية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها سورية في اللاذقية.
مدونة وطن eSyria التقت الكابتن "وليد أبو السل" بتاريخ 27/9/2012 وكان معه الحوار التالي:
إنه أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على الكرة السورية، وكان يترجم أغلب الفرص الى أهداف، وأنا شخصياً كنت أرتاح للعب بجانبه، فهو من اللاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم وأتمنى أن تتيح له الظروف فرصة يقدم فيها كمدرب مثلما قدم كلاعب
** كانت الرياضة المدرسية هي الانطلاقة الحقيقية للاعب في ذاك الوقت، ومن بطولة المدارس تم اختياري لنادي نوى لكرة القدم، وفي تلك الفترة كانت تجري بطولة المحافظات لكرة القدم وكنت مع منتخب درعا، وبعد مباراتنا مع منتخب دمشق طلب مني مدربا منتخب دمشق (أحمد كالو وسمير سعيد) أن العب مع نادي الجيش وكانا مدربان في النادي حينها، وكانت هذه بدايتي مع كرة القدم في عام 1979.
** نعم كانت هي الانطلاقة القوية لي، والسبب يعود إلى سمعة نادي الجيش الكبيرة على المستوى المحلي وحتى العربي، واذكر أنه عندما كنا نستعد لدوري الشباب جرت مباراة بين رجال الجيش مع الشباب وحينها أحرزت هدفاً من مسافة 35م على حارس مرمى منتخب سورية الأول نافع عبد القادر، وبذاك الوقت تم استدعائي لمنتخب شباب سورية للمشاركة في تصفيات آسيا للشباب في نيبال عام 1980 وسجلت أول أهدافي في مرمى منتخب الإمارات.
أما النقلة النوعية فكانت في بطولة كأس فلسطين في المغرب حيث سجلت ثلاثة أهداف وقدمت أداء جيداً أشادت به الصحف المحلية والعربية وعلى أثرها تم انتقائي للمنتخب السوري الأول وكان عمري 19عاماً.
** بصراحة عندما تمت دعوتي لمنتخب الرجال أصابتني رعشة قوية، وأصبت بضغط نفسي كبير والسبب وجود كوكبة من اللاعبين الكبار التي كنت أتمنى أن ألتقط معهم الصور التذكارية، وفي لحظة أجد نفسي ألعب معهم وبجانبهم ولكن هذا الضغط انعكس علي بشكل ايجابي وأعطاني دافعاً قوياً بأنه لو لم أكن استحق اللعب لما تمت دعوتي الى المنتخب.
** في فريق الجيش كان التدريب على ثلاث فترات، إضافة إلى وجود مدربين على مستوى عالٍ، كنا لاعبين محترفين دون أي حافز مادي، وكان النادي يضم في صفوفه لاعبين من جميع المحافظات ولم يكن فقط من أبناء دمشق، وكانت لدينا مشاركات عديدة على صعيد النادي، ومن إحدى هذه المشاركات كانت بطولة الأندية العربية في تونس، وفي وقتها لم نحقق النتائج الجيدة، ولكن عند العودة فوجئنا بحل كرة القدم من نادي الجيش وهنا تحررت كشوف اللاعبين وكان الشرط أن نلعب في أندية الدرجة الأولى، وقتها اقترح "عبد القادر كردغلي" أن نبقى مجتمعين في ناد واحد حتى نحافظ على انسجامنا، وقد أيد هذه الفكرة مدرب المنتخب الروسي "أناتولي".
وهنا ذهبنا الى نادي تشرين ولكني لم أستمر أكثر من موسم واحد معهم، لأنه قدم إلي عرض من فريق الاتحاد العماني للعب معه وهو من أندية الدرجة الأولى وكانت عمان في بدايتها بالاحتراف وكانت الأندية تتعاقد مع النجوم العربية (محمد تيمومي- عبد العزيز بودرباله من المغرب- ومن مصر شوقي غريب وطاهر أبو زيد) إلا أنه في البداية واجهتني صعوبات منها الجو الحار والوحدة، فأنا كنت في منطقة ظفار، لكن الأحوال تحسنت مع قدوم "حسين ديب"، استطعت مع زميلي حسين أن نترك الأثر الطيب في نفوس القائمين. وبعد موسمي الأول انتقلت إلى نادي "صحم" للعب مع "جورج خوري".
** المرحلة الأهم في مسيرتي الكروية هي وصولنا الى المباراة الفاصلة مع العراق عام 1986م
وتوجناها بالحصول على الميدالية الذهبية في دورة المتوسط عام 1987، ومن ثم تأهلنا إلى نهايات كأس آسيا مرتين متتاليتين عام 1984 في سنغافورة و1988 في قطر وكانت النتائج جيدة.
** نحن لا نملك المهاجم الصريح القناص، فالهداف هو موهبة من الله، وهذه الموهبة تضاف إلى اللاعب الموهوب، كالطبيب المختص. فهناك من يتميز من اللاعبين بالتسديد بالقدم، ومنهم بالرأس.
وما تحتاجه الكرة السورية هو اللاعب الذي يجيد التحرك داخل منطقة الجزاء، وأن يستطيع أن يترجم الفرص الى أهداف، كاللاعب الايطالي "باولو روسي" وأن يكون الفريق متكاملاً من جميع النواحي مثلما كنا في منتخب الثمانينيات كل لاعب يكمل الآخر.
** ليس كل لاعب جيد يجب أن يكون مدرباً جيداً، في عالم كرة القدم هناك أمور أخرى غير التدريب، مديرون للمنتخبات، إداريون، والإدارة فن، والكثيرون من اللاعبين اتجهوا الى أعمال حرة وهذه ليست في سورية فقط، لكن أغلب اللاعبين يبقون في مجال كرة القدم.
والأسلوب الذي تتبعه هو من خلال قراءتك للفريق الخصم، فليس من المعقول أن ألعب بطريقة هجومية أمام فريق أفضل من فريقي.
مورينو مثلاً ذهب الى مانشستر من أجل متابعة فريق "مانشستر ستي" الذي سوف يقابله في دوري أبطال أوروبا لمشاهدته عن كثب وتدوين الملاحظات، وللأسف هذا ما ينقص المدرب السوري وهي القراءة الصحيحة للفريق الخصم.
إن الإمكانيات المتاحة الآن لم تكن متوافرة لدينا في السابق، ومع وجود هذه الامكانيات تجدنا في مستوى ليس بالجيد، قبل فترة فزنا على المالديف 12هدفاً مقابل لا شيء، والآن خسرنا معهم 2-1، هذا إن دل على شيء فهو يدل على تطور المالديف، أما نحن فمازلنا على التفكير القديم، الأشخاص هم أنفسهم الذين يقودون الرياضة منذ 25 سنة الى الآن وهي نفس العقلية، وأيضا المنتخبات ليست بالشكل المطلوب والجيد فهي عبارة عن منتحبات مناسبات ولا يوجد استمرارية في العمل، مع عدم وجود صلاحيات كاملة وكافية للمدرب، ومن أحد أسباب التراجع هو عدم الاستقلالية بالقرار، وعدم وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب.
الكابتن "جورج خوري" زميل الكابتن "وليد ابو السل" في منتخب الذهب قال: «إنه أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على الكرة السورية، وكان يترجم أغلب الفرص الى أهداف، وأنا شخصياً كنت أرتاح للعب بجانبه، فهو من اللاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم وأتمنى أن تتيح له الظروف فرصة يقدم فيها كمدرب مثلما قدم كلاعب».
يذكر أن وليد أبو السل من درعا – نوى مواليد 1963– متزوج ولديه أربعة أبناء.