عرف بذكائه وفطنته وشجاعته، واشتهر بنصرته لأهله في الشام والعراق وسهول الجزيرة، إنه "رمضان شلاش" الذي أتعب الإنكليز والفرنسيين وكان شوكة في حلقهم طوال فترة الاحتلال الفرنسي لسورية.
قال الجنرال الإنكليزي "جالدين" في "كتاب الثورة العراقية": «ما بالك بقبيلة مستضعفة هزمتنا من دير الزور إلى عانة، فكيف إذا ثارت علينا عشائر الفرات الأوسط؟»، أما "ونستون تشرشل" فقال: «عدونا في الشرق اثنان أحدهما هو "لينين" في الشمال، والآخر هو "رمضان شلاش" في الجنوب» (*)، ويقول الدكتور "علي الوردي" في كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث": «بعد أن حقق "رمضان شلاش" انتصاره في دير الزور واعترفت له الحكومة البريطانية بالحدود الجديدة ، ظل دائباً على التحرش بالانكليز بكل وسيلة ممكنة فصار يحرض العشائر على قطع الطرق ونشر الفوضى في منطقة النفوذ البريطاني حول عانة والبوكمال».
عدونا في الشرق اثنان أحدهما هو "لينين" في الشمال، والآخر هو "رمضان شلاش" في الجنوب
وللحديث أكثر عن "رمضان شلاش" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8/11/2012 الباحث التاريخي "أحمد الصالح" الذي قال: «ولد رمضان بن شلاش بن عبد الله بن سليمان في قرية الشميطية محافظة دير الزور عام 1882م، وهو ينتمي إلى عشيرة العكيدات، وعند بلوغه العاشرة من العمر سافر إلى اسطنبول للالتحاق بمدرسة العشائر العربية وتخرج فيها عام 1897م، ليلتحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها في العام 1905 برتبة ملازم خيال، ثم تم تعيينه مرافقاً فخرياً للسلطان عبد الحميد، وتدرج رمضان في المناصب العسكرية في الجيش التركي، قبل أن ينضم إلى الجيش العربي عام 1916 وعين قائدا للسرية الخامسة في لواء الهجانة بالمدينة المنورة فلعب دوراً هاماً في انضمام العديد من القبائل العربية إلى صفوف الثورة خاصة بني حرب الحجازية».
ويتابع "الصالح": «تسلم المجاهد "رمضان شلاش" في العام 1919 منصب حاكم عسكري لمنطقة الرقة والخابور ووادي الفرات بأمر من الملك "فيصل بن الحسين"، وبدأ "شلاش" بقتال الإنكليز لتحرير "دير الزور"، حيث انطلق من الرقة برفقة ثلاثة آلاف مقاتل بدؤوا بالدخول إلى دير الزور من الجهة الجنوبية وكان هدفهم تحرير المدينة، وإجبار الجنود الانكليز على إخلاء مواقعهم العسكرية، والرضوخ لشروط الثوار وبالفعل حققت ثورة دير الزور أهدافها وأشعلت ثورة العشرين في العراق باعتراف مؤرخي العراق».
يضيف: «في العام 1921 وبعد وصول القوات الفرنسية أصبح "رمضان شلاش" محط أنظار الجميع بعد أن طرد الانكليز واستنجد به الأمير فيصل وقابله في دمشق ورفعه إلى رتبة زعيم وكلفه بإشعال نار الثورة في منطقة الفرات ضد الفرنسيين، وهذا ما فعله "شلاش" لكن الفرنسيين قتلوا الكثير من الثوار في معركة غير متكافئة ما جعله ينسحب ويرحل إلى الأردن في حين حكم عليه من قبل الفرنسيين بالإعدام، وبقي الزعيم "رمضان شلاش" ملاحقاً من قبل القوات الفرنسية التي نجحت في إلقاء القبض عليه عام 1926 ووضعوه في الإقامة الجبرية في "بيروت" حتى عام 1937.
بعد ذلك صدر عفو فرنسي عن جميع الثوار الذين شاركوا بالثورة ضد فرنسا وعاد شلاش إلى دير الزور ليعلن الثورة في منطقة البصيرة بدير الزور عام 1941 م وعاد الفرنسيون ليقبضوا عليه ويضعوه تحت الإقامة الجبرية في بيروت حتى عام 1946 م استقلال سورية ثم عاد إلى دير الزور وبقي فيها حتى عام 1961م حيث أصيب بمرض اضطره إلى القيام بعمل جراحي في دمشق وتوفي في 21 آب عام 1961م في دمشق ودفن في مقبرة ذي الكفل رحمه الله».
(*): القولان بحسب ما ذكره الباحث "أحمد الصالح".