تفوق الفنان السوري الراحل "عصام الخطيب" على غياب البصر بسعة البصيرة، فقد كتب ولحن وأبدع بصمت، كما رحل بصمت.

مدونة وطن eSyria التقت السيد "عدي الخطيب" بتاريخ 16/12/2012 فقال: «نشأ الفنان في بيئة عابقة بالشعر والأدب والعبادة وتراتيل القرآن الكريم فنهل من ينابيعها الصافية، وجاء إلى الدنيا كفيف البصر ولكن هذا الأمر لم يشكل بالنسبة له مشكلة، تعلم العزف على العود سماعاً ولكنه تجاوز مرحلة السماع إلى مرحلة التلحين معتمداً على ذائقته الفنية والشعرية العالية».

تنوعت مواضيع أغنيات الفنان الراحل فغنى للوطن والإنسان والمحبوبة والسنديان والقرية والبحر والليل، وترك وراءه إرثاً يتجاوز الـ 300 أغنية، بعضها معروف للجمهور المعاصر بفضل الفنان "سامر أحمد" الذي تولى إعادة إحيائها وتملك حقوق مجموعة مهمة منها

ثم أضاف: «أول أغنية غناها كانت كما يشير ابن عمه أغنية "يا ورد" وقد غناها في أواخر الستينيات ولاقت حضوراً شعبياً كبيراً، كما غنى كثيراً من الأغنيات الوطنية والسياسية والوجدانية، حمل إلى جوار همه الشخصي هموماً إنسانية جمة فكان مشاكساً وحالماً ومبدعاً في التعبير عن ألمه وحبه غناء وعزفاً وشعراً، كتب أغلب كلمات أغنياته ولحنها وغناها، اشتهرت أغانيه في فترة السبعينيات والثمانينيات رغم ضيق وقلة ومقاطعة الوسائل الإعلامية له، فكانت أغنية "بدي قلك يا وردة" علامة مميزة يتداولها العشاق بين بعضهم على أشرطة الكاسيت».

الشاعر مازن الخطيب

وتابع: «تنوعت مواضيع أغنيات الفنان الراحل فغنى للوطن والإنسان والمحبوبة والسنديان والقرية والبحر والليل، وترك وراءه إرثاً يتجاوز الـ 300 أغنية، بعضها معروف للجمهور المعاصر بفضل الفنان "سامر أحمد" الذي تولى إعادة إحيائها وتملك حقوق مجموعة مهمة منها».

الفنان "سامر أحمد" قال: «الفنان الراحل "عصام الخطيب" هو شاعر وملحن ومغني رفيع المستوى، وهو مدرسة فنية سورية تتمتع بكامل أصالة وعراقة الفن وتتفوق على كثير من المدارس العربية الموسيقية، إنه فنان حساس صنع تاريخاً فنياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة فهو يحكي دائماً في أغنياته حكايات تتمتع بصورة جاذبة للمستمع، صورة فيها الطبيعة وفيها الإنسان وفيها الأحاسيس المرهفة الراقية».

عدي الخطيب

وختم حديثه فقال: «كان الفنان الراحل "عصام الخطيب" شديد الاهتمام بالسبك الفني لأغنياته فهو يعتني بالجملة الفنية المتناسبة مع طبيعة الأغنية فقدم توازاناً بين الكلمة واللحن محتفياً بالفكرة، وفي ذات الوقت لم يتخل عن الشعرية العالية الحساسية تجاه المتلقي. امتلك الفنان الراحل حساسية عالية تجاه المشهد البصري المنقول له، إلا أنه لم تكن تروى له واقعة إلا وكانت تتجسد لديه أغنية بكامل تفاصيل حدثها وبسوية فنية عالية ولحن يلامس روح الحدث».

هاجر الفنان الراحل إلى البرازيل عام 1987وبقي هناك حتى عام 1995 حيث عاد إلى الوطن الأم، ويقول صديقه الشاعر "مازن الخطيب" الذي رافقه وكان قريبا منه: «غنى خلال تلك الفترة للمغتربين السوريين والعرب هناك فأعادهم للوطن بكلماته الدافئة وحنينه الطاغي، وانتشرت أغنياته بينهم بكثافة، ومن أشهر أغانيه في تلك الفترة والتي بثتها إذاعات اليمن وفلسطين أغنيتي "لأجمل ضفة أمشي" للشاعر الكبير محمود درويش، و"قالت الأرضُ" اللتين غناهما في البرازيل عام 1994، تقول بعض كلمات أغنيته "يا سورية":

"جيبول" قرية الفنان الراحل

يا سورية اسمك فوق / والنجمات اللي بعنقك طوق / من أرضك طارت الحروف / بْها الكون تسافر وتطوف / ولو طيرك عن حورك غاب / يرجعلك قلبو محروق / ولو هاجرنا من مهاجرنا / تبقي الحب ونحنا الشوق.

غنى له عدد من الفنانين مثل الفنان الراحل "فؤاد غازي" أغنيته المعروفة "جايي تشرين" وبثتها الإذاعة السورية منتصف التسعينيات، وأغنية "يا سورية"، كما غنى له "معن دندشي" أغنية "يا بلادي فيكي الخير".

يقول صديقه الشاعر "أوس أسعد": «كانت لدى "عصام الخطيب" طاقة تحويل فنية هائلة، قد تختلف معه في شؤون الحياة، ولكن ما إن تسمع نقرات عوده حتى تتأكد أنك أمام مبدع يقدّ من صخر روحه ألحانه وأغانيه».

يذكر أن الفنان الراحل ولد عام /1950/ في قرية "جيبول" في ناحية "القطيلبية" منطقة جبلة.

وتوفي في الشهر العاشر من عام 2007 ودفن في قريته، حيث قام عدد من أصدقائه ومعجبيه ببناء قبره وتزيينه اعترافاً بتفرده، وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد.