خرّج عدداً من أعلام الفقه والفتوى خلال مسيرته التي تجاوزت القرن متنقلاً بين كثير من البلدان مثل "مصر وفلسطين وتركيا"، واختار ربوع "دير الزور" ليستقر فيها ويوارى الثرى في ترابها.
يؤكد الباحث "أحمد حوشان" في كتابه تاريخ "دير الزور" أن الشيخ "حسين الأزهري" تجاوز عمر /127/ عاماً حين وفاته، وللحديث عنه التقت مدونة وطن "eSyria" في 2/2/2013 الباحث "كمال الجاسر" فقال: «بدأ الشيخ "حسين" بطلب العلم وهو ابن ستة أعوام وعندما بلغ العشرين من عمره حمل رحاله إلى مصر لينهل من علم علمائها ويصقل خبراته بمعارفها، حيث استقر في الجامع الأزهر ومن هنا جاءت شهرته بالأزهري وبقي في مصر سبعة وعشرين عاماً حصل خلالها على اجازات من كبار علماء المذاهب الأربعة وخاصة من علماء المذهب الشافعي، وحاز مرتبة "شيخ الرواق البغدادي" وهي مرتبة عالية لا يصل إليها إلا كل عالم قدير وهي تعادل في وقتنا الراهن عميد كلية، وتخرج على يده عشرات العلماء الأفاضل في مصر ومنهم الشيخ "محمد عبدو" مفتي الديار المصرية، وفي عام 1857 خرج الشيخ الأزهري من مصر متوجهاً إلى عكا بفلسطين وبقي فيها أربعة عشر عاماً حيث أجازه الشيخ "علي نور الدين اليشرطي الشاذلي" شيخ السادة "الشاذلية"، وفي عام 1871 غادر فلسطين إلى تركيا حيث مكث في اسطنبول واحداً وثلاثين عاماً وتخرج على يده سبعة وخمسين عالماً منهم "إسماعيل حقي الأزميري" صاحب تفسير "روج البيان"».
عين الشيخ الأزهري مفتياً لمحافظة دير الزور وبقي يمارس الإفتاء والتدريس وينشئ الشباب تنشئة وطنية وإسلامية صحيحة بعيدة عن التطرف، وكان يطرد كل تلميذ يرى فيه سوء عقيدة أو زيغاً أو انحلالاً، وكان معروفاً بعزة نفسه وإبائه وقلة كلامه وشدة ورعه وخوفه من الله تعالى، عرض عليه تسلم القضاء ورفض خوفاً بأن تأخذه هذه المهنة من حلقات العلم التي وهب نفسه لها، فكان لا يحب زيارة الحكام، وكان بسيطاً في معيشته، قليل الأكل كثير الصيام، معظم شربه الشاي ولا يخرج من داره إلا إلى الجامع للصلاة وإعطاء الدروس، وفي عام 1904 تزوج من امرأة ديرية حين كان عمره أربعة وتسعين عاماً وأنجبت له ولدين "صافي" و"سامي"
وعن وصول "الأزهري" لمدينة دير الزور واستقراره فيها يتابع "الجاسر": «في عام 1902 توجه الشيخ "حسين الأزهري" لزيارة أهله في مسقط رأسه بغداد ومر بمدينة دير الزور فأعجبته وأعجب بأهلها الطيبين الكرماء لما لاقاه من حفاوة وتكريم منهم، حيث كانت المدينة في ذلك الوقت شبه معزولة مكتفية بما يتداول فيها عبر شيوخ الطرق الصوفية المتواجدين في المساجد والزوايا والتكايا، فوجد من واجبه مساعدة أهلها للخروج من التخلف والجهل الذي كان يحيط بهم، واتخذ مسجد "الحميدي" وتكية "الراوي" مكاناً له، والتف من حوله العلماء في حلقات العلم التي كان يعقدها وازداد عدد التلاميذ من حوله بسبب صيته الذي ذاع في المدينة وريفها، وبدأ العلماء يتوافدون إليه لينهلوا من خبراته ومعارفه التي اكتسبها خلال رحلته ومشواره الطويل بين البلدان، ومن تلامذته كان الشيخ "محمد سعيد العرفي" مفتي دير الزور وعضو رئيس في المجلس الإسلامي الأعلى في سورية، وعضو المجمع العلمي العربي في دمشق الشيخ "عبد الرحمن الطبال"، والشيخ القاضي "عبد القادر ملا حويش"، وكذلك صاحب كتاب "تفسير بيان المعاني" الشيخ "حمادي الشعيبي" القاضي الشرعي بمدينة الميادين، والشيخ "ملا محميد الخرسا" مفتي البوكمال، والشيخ "محمد رشيد الخوجة" مفتي محافظة الرقة، والشيخ "ملا نهر" مفتي محافظة الحسكة، والشيخ "جعفر الرحبي"، والأستاذ "علي صائب" وهو صاحب قاموس "صائب"، وقد درس عنده أيضاً الشاعر الكبير "محمد الفراتي"».
عن حياته التي قضاها الشيخ "الأزهري" في دير الزور يحدثنا الأستاذ "إسماعيل العثمان" فيقول: «عين الشيخ الأزهري مفتياً لمحافظة دير الزور وبقي يمارس الإفتاء والتدريس وينشئ الشباب تنشئة وطنية وإسلامية صحيحة بعيدة عن التطرف، وكان يطرد كل تلميذ يرى فيه سوء عقيدة أو زيغاً أو انحلالاً، وكان معروفاً بعزة نفسه وإبائه وقلة كلامه وشدة ورعه وخوفه من الله تعالى، عرض عليه تسلم القضاء ورفض خوفاً بأن تأخذه هذه المهنة من حلقات العلم التي وهب نفسه لها، فكان لا يحب زيارة الحكام، وكان بسيطاً في معيشته، قليل الأكل كثير الصيام، معظم شربه الشاي ولا يخرج من داره إلا إلى الجامع للصلاة وإعطاء الدروس، وفي عام 1904 تزوج من امرأة ديرية حين كان عمره أربعة وتسعين عاماً وأنجبت له ولدين "صافي" و"سامي"».
يذكر أن للشيخ الأزهري مؤلفات عديدة في الفقه والحديث والتفسير والنحو والصرف، وتفسير لثمانية أجزاء من القرآن الكريم، ومجموعة من الفتاوى، وعدد من الرسائل والتعليقات.
يشار إلى أن الشيخ "حسين الأزهري" من عشيرة "عزة" العربية، وهو من مواليد بغداد 1810، وتوفي في دير الزور ودفن فيها عام 1936 بعد ان بلغ من العمر 127 عاماً كانت حافلة بالعطاء العلمي.