يعتبر من المزارات القديمة في منطقة "عفرين"، وهو من أكثرها شهرتاً وحضوراً في حياة الناس، فقد تحول مع الزمن إلى مقبرة كبيرة وعامة لأهل المنطقة، تحتوي على مدافن لشخصيات بارزة خلدت اسماؤهم في التاريخ.
للحديث حول هذه الزيارة وأهميتها في حياة الناس، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10/3/2013 السيد "إبراهيم حمو يوسف" من "جنديرس" فقال: «"زيارة حنان" مزار ديني معروف في منطقة "عفرين" خصوصاً وفي محافظة "حلب"، حيث يزوره الناس من مختلف المناطق وذلك في أيام الجمع والمناسبات الدينية للتبرك ورغبة في التشفي من بعض الأمراض والعلل وخاصة العقم على أمل إنجاب الأطفال ولذلك يقدمون بجانب المزار الأضاحي والقرابين.
كان البناء الأساسي القديم لمزار "حنان" صغيراً فيه ضريح، وفي عام 1964م قام المرحوم الدكتور "نوري ديرسمي"* ببناء منارة لمبناها، كما قام بإحاطته بسور وحوّله إلى مسجد وجهّز لنفسه ولزوجته قبران داخل السور وليُدفنا هناك بعد وفاتهما
بحسب معلوماتي التي سمعتها عن والدي وجدي فإن هذا المزار قديم جداً ولا يعرف أحد تاريخ بنائه بالتحديد، ولكن القصة المتداولة شعبياً حول سبب تسميته "زيارة حنان" تفيد بأن شخصاً كان من أهل الكرامات والصالحين واسمه "حنان" دفن في الموقع بعد أن استشهد في إحدى المعارك بين المسلمين والكفار ومازال قبره موجوداً داخل المزار ولأنه من الصالحين والأتقياء فإن الناس يزورونه دورياً ويتبركون به ويطلبون مساعدته في المعالجات وتحقيق الرغبات وغير ذلك».
السيد "محمد إبراهيم" من "عفرين" أشار: «بالإضافة لأهميته الدينية في حياة الناس فإنّ المزار حالياً يضم أكبر مقبرة في عموم المنطقة إذ يدفن فيها سنوياً العشرات وخاصة من الذين يسكنون مدينة "حلب" ومدينة "عفرين" والذين يوصون أهاليهم بدفنهم في المزار قبل وفاتهم، ولذلك فإن الموقع يشهد في صبيحة عيد الفطر السعيد والأضحى المبارك ازدحاماً شديداً بسبب توافد الناس من مختلف المناطق والأماكن لزيارة قبور موتاهم فزيارة القبور كما هو معروف أحد الطقوس الرئيسية لعيدي الفطر والأضحى».
وحول المزار وتاريخه يقول الدكتور "محمد عبدو علي" وهو باحث في تاريخ منطقة "عفرين": «يقع "زيارة حنان" أو "عبد الحنان" إلى الجنوب من قرية "مشعلة" التابعة لمدينة "عفرين" وتحديداً بجانب الطريق العام "حلب– عفرين" وهي زيارة معروفة لدى سكان المنطقة.
وعلى بعد مئة متر منها إلى الشمال الغربي توجد زيارة أخرى ذات مبنى صغير تسمى زيارة "بير جعفر" وواضح من اسمها أنها تخص ابناء الديانة الإيزيدية في المنطقة، وقد أهملت بسبب عدم اهتمام الإيزيديين بها أو بسبب وقوعها إلى جانب مزار حنان الأكثر شهرة وأهمية».
يضيف: «كان البناء الأساسي القديم لمزار "حنان" صغيراً فيه ضريح، وفي عام 1964م قام المرحوم الدكتور "نوري ديرسمي"* ببناء منارة لمبناها، كما قام بإحاطته بسور وحوّله إلى مسجد وجهّز لنفسه ولزوجته قبران داخل السور وليُدفنا هناك بعد وفاتهما».
وحول هوية "مزار حنان" يقول: «ورد في الصفحة 97 من كتاب "الدر المنتخب بتاريخ مملكة حلب" لمؤلفه المؤرخ "ابن الشحنة" ما يلي حول هوية المزار: بقرية "مشحلا" من عمل "إعزاز" قبر أخي "داود" عليه السلام وهذه القرية فيها بساتين ونهر جار.
إن "مشحلا" الواردة عند "ابن الشحنة" هي قرية "مشعلة" الحالية الواقعة إلى الشمال من المزار والنهر الجار فهو جدول ماء "كفرجنة"، الذي يبدو أنه كان غزيراً على أيامه، أما المقبرة الموجودة بجانب المزار فقد تحولت إلى مقبرة عامة لأهل المنطقة والقاطنين منهم في مدينة "حلب".
ومن القبور الموجودة في الموقع ميزنا في الجانب الشمالي الغربي قبراً نحتت شاهدتاه على هيئة عمامة عليها رسم سيف ولنوع قديم من المسدسات ويعود القبر لشخص يدعى "محمد بن الحاج علي الكردي" وفاته في 1849م».