تحت سقف العراقة والأصالة والجمال الدمشقى، اجتمع ثلاثة فنانين سوريين من مدارس تشكيلية مختلفة ليعكسوا بريشتهم زوايا من جمال مدينة دمشق ويصوروا خصوصية هذه المدينة العريقة المتفردة بماضيها العريق وحاضرها المجيد كل حسب رؤيته.

حيث ترصعت زوايا قاعة العرض في ثقافي "أبو رمانة" بأكثر من ثلاثين لوحة تشكيلية لكل من الفنانين "عاصم زكريا"، "محمد نذير البارودي"، و"هشام الخياط" في معرض مميز افتتح بتاريخ 7/4/2013 برعاية وزارة الثقافة.

يجب علينا الحفاظ على هذه اللوحات التوثيقية سواء من خلال تشجيع الفنان أو من خلال الطلب منه العمل على مثل هذه الموضوعات التي ينبع أغلبها من الذاكرة البصرية كون معظم الفنانين يعيشون في هذه المدينة القديمة التي فيها الكثير من صور التاريخ العابقة بالحياة

وجاءت مشاركة الفنان "البارودي" من خلال أربع عشرة لوحة تعتبر نوافذ على دمشق القديمة جسد من خلالها البيئة الشامية ومهنها التقليدية من الباعة المتجولين إلى المبيض والحلاق والحكواتي إضافة إلى تصويره بعض أبواب دمشق باعتبارها بمثابة عشق فني استخدم فيها الألوان الزيتية كالأحمر والأخضر التي توحي بالتفاؤل والأمل والحياة التي كانت وما تزال تعيشها هذه المدينة العريقة بأصالتها وحضارتها وكبريائها.

بدوره جسد المهندس المعماري "هشام خياط" في لوحاته العشر أحياء دمشق وبيوتاتها إضافة إلى الخانات الدمشقية محاولا توظيف ما تعلمه في الهندسة لخدمة لوحاته كالظل والنور والمنظور لتخرج اللوحة بشكلها وإنارتها الصحيحة مبينا أن له طريقته الخاصة به التي تختلف عن بقية الفنانين التشكيليين باعتباره مهندسا إذ يستخدم اللون الأبيض والأسود وتدرجاتهما بهدف الاختلاف عن بقية الفنانين الذين استخدموا الألوان الصاخبة.

وقال الدكتور "حيدر يازجي" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أن لوحات هذا المعرض متميزة جدا نظرا لما تحمله من عمق في مواضيعها بالرغم من بساطتها موضحا أن المواضيع التي تطرقت اليها هذه اللوحات هي مهن قديمة كانت موجودة في سورية فهناك تلقائية وبساطة تجعل من اللوحات توثيقية أكثر منها إبداعية.

وأضاف "يازجي" «يجب علينا الحفاظ على هذه اللوحات التوثيقية سواء من خلال تشجيع الفنان أو من خلال الطلب منه العمل على مثل هذه الموضوعات التي ينبع أغلبها من الذاكرة البصرية كون معظم الفنانين يعيشون في هذه المدينة القديمة التي فيها الكثير من صور التاريخ العابقة بالحياة».

من جانبه أوضح الناقد "مروان مراد" الذي عاصر معظم الفنانين التشكيليين بدمشق منذ أكثر من ربع قرن أن الحركة التشكيلية السورية قد شهدت تقدما بارزا مبينا أن هذا المعرض عبارة عن جزء من أعمال ثلاثة فنانين كل واحد له خاصية معينة اجتمعوا تشكيليا حول مدينة "دمشق" التي يحبها الجميع وحاول كل منهم أن يبرز خاصية معينة للفيحاء فمنهم من صور الفلكلور الشعبي الشامي والحياة الاجتماعية وكيفية التواصل بين الناس سواء في السوق أو في المقهى أو عند الحلاق حيث لم يترك نوعية من الحرف المهنية الدمشقية إلا وصورها في لوحاته بأسلوب شعبي مميز وألوان جميلة.

وقال "مراد": «تميز الفنان الخياط بدقة تصويره باستخدام القلم مبدعا من خلال ما يسمى منمنمات عبر النقل وعكس الزخرفات الجميلة في البيوت الدمشقية القديمة، أما "عاصم زكريا" فاهتم بالتأريخ والتوثيق للحارات الدمشقية بمختلف مكوناتها مصوراً الحياة الشعبية اللطيفة التي تجمع الجيران في حارة صغيرة والمناظر الطبيعية حيت ترك للطبيعة وللبيوت القديمة أن تتكلم في هذه اللوحات.

المصدر: سانا