على ضفاف العاصي خلق، ليغدوا مع الزمن أقدم مسجدٍ في حماة، وشاهداً على عراقة المدينة وأصالتها.. مسجد أبي الفداء كنزٌ معطرٌ برائحة ماضي المدينة وجمالها.
مدونة وطنeSyria التقت السيد "محمد المبيض" بتاريخ 30/4/2013 وهو أحد سكان المدينة، الذي تحدث عن المسجد بقوله: «يعتبر المسجد أحد المعالم الهامة في حماة، وقد اعتدت منذ الصغر الصلاة فيه، حيث اشعر داخله بطقوس حماة الدينية القديمة، فحجارته والزخارف التي يحتويها، يفوح منها عبق الماضي والذكريات».
يعتبر المسجد أحد المعالم الهامة في حماة، وقد اعتدت منذ الصغر الصلاة فيه، حيث اشعر داخله بطقوس حماة الدينية القديمة، فحجارته والزخارف التي يحتويها، يفوح منها عبق الماضي والذكريات
المهندس "يامن الباشا" أحد المهتمين بدراسة تاريخ حماة، تحدث عن المسجد بقوله: «استمد اسمه من ملك حماة إسماعيل بن علي الأيوبي المعروف باسم أبو الفداء، الذي بناه في محلة باب الجسر على الضفة الشمالية لنهر العاصي عام 1326م، وقام أبي الفداء بعدها بتشييد ضريح له في شمالي المسجد، وشيد فوقه قبة وبجانبها مئذنة مثمنة.
قام الملك أبي الفداء بعد بناء الجامع ببناء المربع والقبة والحَمَام والناعورة غربي الجامع على ساقية نحيلة، وأطلق عليها جميعاً اسم "الدهيشية" وذلك لأن الناظر أو الداخل إليها تأخذه الدهشة والحيرة والذهول لما يشاهد من جمال الموقع وإحكام البناء وحسن الهندسة وبديع الزخرفة، ومع الزمان لم يبق من الدهيشية إلا جامعها وناعورتها وهما كافيان لإعطاء صورة الأمس الرائع».
وأضاف الباشا أيضا: «تُزين واجهة حرم المسجد فسيفساء صدفية بأشكال زخرفية، ويحتوي المسجد أيضاً على عضاضة رخامية مزدوجة بين النافذتين الجنوبيتين تتشابك في زواياها الأربع أفاعٍ ثمانٍ، تُشكل بالتفافها تضفيراً جميلاً ولهذا أطلقت العامة على المسجد اسم جامع "الحيايا"، ويحتوي المسجد أيضاً على كتابات أثرية تؤرخ البناء ونسب الباني.
باحة المسجد تحتوي على قبة فيها ضريح أبي الفداء وهو من الرخام محفور عليه بعض الآيات القرآنية وعند رأسه حجر محفور عليه، (هذا ضريح العبد الفقير إلى رحمة ربه الكريم إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهن شاه بن أيوب عمَّره في شهور سنة 727 هجرية)».
في السنوات الماضية تهدم الطرف الغربي من المسجد نتيجة لعوامل الزمن، وكذلك لحق العطب ببعض الأجزاء الأخرى، والضريح، فقامت مديرية آثار حماة بترميم واسع للمسجد والضريح، والجناح الغربي المتهدم بنفس أسلوب وطراز ونوع حجارة الجناح الشرقي الذي يناظره، وجاء الجناح المرمم صورة صادقة عما كان عليه المسجد قديماً.
يذكر أن مسجد أبي الفداء يقع في ساحة العاصي وسط المدينة، يحده من الشمال الحاضر الكبير، ومن الجنوب حي الصابونية، وسوق المنصورية غرباً، وحي الشريعة شرقاً.