احتفظت العديد من مناطق قرى "حوران" بتراثها المعماري، من خلال بيوت "اللبن" الطينية التي تعكس حضارة المنطقة الممتدة عبر التاريخ، ومازالت البيوت الطينية في بعض القرى أهم المعالم التاريخية.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11/6/2013 الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" الذي تحدث عن بيوت اللبن وأهميتها في الحياة اليومية لأهالي حوران فقال: «تزخر مناطق حوران بالكثير والعديد من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة، وكذلك الأطلال القديمة التي لها تاريخ عريق وماض جميل، ومن هذا الجزء المهم بيوت الطين "اللبن" التي هي جزء من تراث ماضي الآباء والأجداد، فقد تم بناؤها في ماضي السنين وطريقة بنائها الجميلة، يدل على حب أجدادنا للعمل السليم والاعتماد على النفس. وتختلف البيوت في بنائها وعناصرها وموادها التي تبنى منها، وأشكالها التقليدية التي فرضتها طبيعة حوران الجغرافية في كل منطقة، وكانت في ذلك الزمن الجميل هي البيوت السائدة والمنتشرة، وتعتمد في عملية البناء على مادة أساسية هي الطين واللبن الذي تجود بها طبيعة المنطقة».
تزخر مناطق حوران بالكثير والعديد من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة، وكذلك الأطلال القديمة التي لها تاريخ عريق وماض جميل، ومن هذا الجزء المهم بيوت الطين "اللبن" التي هي جزء من تراث ماضي الآباء والأجداد، فقد تم بناؤها في ماضي السنين وطريقة بنائها الجميلة، يدل على حب أجدادنا للعمل السليم والاعتماد على النفس. وتختلف البيوت في بنائها وعناصرها وموادها التي تبنى منها، وأشكالها التقليدية التي فرضتها طبيعة حوران الجغرافية في كل منطقة، وكانت في ذلك الزمن الجميل هي البيوت السائدة والمنتشرة، وتعتمد في عملية البناء على مادة أساسية هي الطين واللبن الذي تجود بها طبيعة المنطقة
ويقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «برزت بيوت "اللبن" الطينية التي تمثل الربط بالماضي الأصيل، ذات التصميم المعماري الدقيق التي تم بناؤها من الطين "التراب والتبن" الذي يستخرج من بقايا حصاد القمح، والأخشاب متخذة عدة أشكال من حيث الشكل الخارجي، منها على شكل مستطيل بارتفاع جيد، ومنها ما هو على شكل خط رأسي مستقيم، وكذلك "الوثر" ويتكون من الطين ويوضع في ما يعرف باسم "المدماك" الذي ينفذ على مرحلتين، ويعد وسيلة بناء قديمة تمتزج فيها "التراب والتبن" مبللة في المياه في إطار حجري على شكل مستطيل، وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في موسم الصيف، فقط بينما في فصل الشتاء يترك على مدى يومين أو ثلاثة أيام وبعد الانتهاء من البناء، ويتكون سقف المنزل الطيني من قطع الخشب أو القصب وتوضع بشكل طولي بجوار بعضها بعضاً، ويتم تثبيتها بقطع من الخشب توضع بالعرض».
بينما يقول الحاج "محمد المحمد" أحد المعمرين في المحافظة: «لجمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه، يتم في البيوت الطينية بعض الإضافات، حيث تقام في بعض الغرف ما يسمى "الدكية" أو المضافة وهي خاصة لكبار السن، ويوضع في جدار الغرف ما يسمى الطاقة، وهي لوضع الكتب أو المصباح أو عدة القهوة، ويعمل في طرف الغرفة ما يسمى الدفال لوضع الأكل فوقه، بالإضافة للحوش ويكون في فناء الدار وحوله مجموعة من الغرف، ويوجد في أحد أركانه غالباً بئر ماء للشرب والغسيل وشرب الماشية، وبعض الأشجار التي تنمو حسب طبيعة كل منطقة، وغرفة للطبخ وغرفة لتخزين المواد الغذائية وتسمى الحاصب، وكذلك غرفة لتخزين علف الماشية وتسمى "البايجة"، ويتم بناء البيوت عبر قوالب من اللبن تصطف فوق بعضها بعضاً بإشكال متنوعة ومتعددة».
وعن مميزات والسبب الذي جعل الأهالي يتجهون للبيوت الطينية يقول السيد "أحمد الحريري" أبو محمد: «تتمتع البيوت الطينية بعدة ميزات منها جمال التصميم وقوة أبوابها، وتوفر موادها وسهولة الاستخدام، ولأنه قوي ويتحمل الحرارة وشدة البرودة والأمطار، عدا التشكيل الرائع على واجهة جدران البيوت الطينية التي لها في قلوب الناس عشق ومحبة، وكذلك لها ذكريات جميلة وأحداث متنوعة وحنين للأيام الجميلة، وكان الأجداد يعملون بيوت الطين رسوماً وأشكالاً جمالية، تتم باليد لواجهة المنزل مثل المثلثات والمربعات، وما شابه كي تبدو الدار في شكلها النهائي. وكان الشعراء يتغزلون في بيوت الطين فيقول أحد الشعراء:
جميل المنظر يا ناس ذاك البيت... لا تهدمونه خلوه يبقى للمحبين تذكار
خلوه حب سنين خلفه ودونه... في داخله قصة مواليف وأسرار
من يعشق بيوت الطين دمعه يخونه... لا صارت أقدامه على سكة الدار».