للحصان أو الفرس حضور بارز في الطقوس والتقاليد الاجتماعية الخاصة بالعرس التقليدي في منطقة "عفرين"، حيث كانت العروس تركب الفرس مكللة بزينتها على السرج المزين، بعد اختيار الفرس المروّضة بشكل جيد.

للحديث حول هذا الحضور والطقوس المرتبطة به التقت مدونة وطن "eSyria" العم "خليل عبدو" من "جنديرس" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2013 الذي قال: «قبل ظهور السيارات وآليات النقل الحديثة كان للحصان أو الفرس دور كبير ومحوري في إحياء الأعراس التقليدية في منطقة "عفرين" ولكن بعد ظهور السيارات تراجع ذلك الدور إلى حد كبير.

هذه الطقوس خاصة بالعرس التقليدي العادي الذي كان يقام على بيادر القرى وساحاتها العامة قبل /25/ عاماً تقريباً، أما بالنسبة إلى زواج المبادلة الذي يتضمن المبادلة بين فتاتين كل واحدة لشقيق الأخرى فكان للحصان حضور في طقوسها أيضاً. ففي كل قرية يتم تجهيز وتزيين حصانين قبل أن تركب عليهما العروسان ويتم الاتفاق على نقطة محددة لإجراء عملية التبادل حيث تنزل كل عروس عن حصانها لتركب عليه الأخرى، فيعود كل موكب إلى قريته ومعهم عروسهم لتمارس بعد هذا الإجراء التقاليد المعروفة الأخرى المتبعة في الأعراس التقليدية

تبدأ هذه الطقوس الاجتماعية للعرس التقليدي في المنطقة بتزيين الحصان الذي ستركبه العروس من بيت أهلها نحو بيتها الجديد؛ وذلك بتعليق عدد من الكرات الصوفية الملونة برأس الحصان ووجهه، ومن ثم وضع سرج خاص بالمناسبة على ظهره يسمى محلياً "بردح" أو "كرُتان"، وهما مصنوعان من الجلد ووبر الماعز ومحشوان بالقش ويتم تزيينهما أيضاً بكرات ملونة من الصوف، ويُربط بهما من الجهة اليمنى "زنكي" الذي بواسطته تركب العروس على الحصان، ولا يهم إن كان الحصان ذكراً أم أنثى».

العم "خليل عبدو"

وأضاف العم "خليل": «هنا لا بد من الذكر بأن الحصان يتم تجهيزه وتزيينه من قبل أهل العريس وأصدقائه في قريته، وفي اليوم المحدد للزفة يأتي الحصان مع الموكب.

في بيت أهلها تمارس العروس تقليداً اجتماعياً معروفاً وهو امتناعها عن ركوب الحصان حتى يأتي والد العريس ليضع في جيبها قطعة ذهبية أو نقوداً فتبادر بعدها بالركوب.

العم "عبدو محمد إيبو"

ومن التقاليد الاجتماعية المعروفة بعد ركوب العروس الحصان هو قيام أحد الأشخاص من أقرب المقربين لها بمسك حبل الحصان ورأسه للجمه لأن الحصان يخاف من الزحمة وصوت الطبل والطلقات النارية وقد يؤدي ذلك إلى سقوط العروس فتتأذى، كما تقوم امرأتان بمسك فستانها الأبيض خلال مسير الموكب، ووراء الحصان تمشي امرأة أخرى وهي تمسك بذيل الحصان للاعتقاد بأنه إذا قام أحد ما بقطع شيء من ذيل الحصان وحرقه ثم قام بقراءة الفاتحة بشكل مقلوب فإن العروس ستصاب بالعقم ولن تنجب، وأن زوجها سوف يتزوج عليها، وهناك من يعتقد بأن ذلك سيؤدي إلى عدم قدرة العريس على الزواج في ليلة "الدخلة"».

العم "عبدو محمد إيبو" من "جنديرس" قال: «بعد خروج موكب العروس من قرية العروس يلعب أصدقاء العريس لعبة شعبية معروفة تسمى "جريت" وذلك بواسطة الأحصنة حيث يقومون بالتسابق على الطريق وذلك لإضفاء روح المرح والحيوية والفرح على هذه المناسبة.

لحظة خروج العروس من بيت أهلها

وعند وصول الموكب إلى مشارف قرية العريس كان هناك تقليد آخر لا بد من ممارسته، وهو وضع طفل صغير ذكر خلف العروس على الحصان كي تنجب طفلها الأول ذكراً، ولدى وصول الموكب إلى باحة دار العريس تتقدم امرأة من جماعة "الكريف" وبيدها ملعقة خشبية كبيرة تسمى محلياً "أسك" لتكسرها بقدم الحصان فتمنحها العروس مبلغاً من المال.

في باحة بيت العريس أيضاً ترفض العروس النزول عن الحصان -وهو تقليد طقوسي معروف- حتى يأتي والد العريس من جديد فيعدها ببستان زيتون أو قطعة أرض أو بعض الماشية أو بقرة فتقبل العروس وتنزل».

وقال "إيبو" متابعاً حديثه: «هذه الطقوس خاصة بالعرس التقليدي العادي الذي كان يقام على بيادر القرى وساحاتها العامة قبل /25/ عاماً تقريباً، أما بالنسبة إلى زواج المبادلة الذي يتضمن المبادلة بين فتاتين كل واحدة لشقيق الأخرى فكان للحصان حضور في طقوسها أيضاً.

ففي كل قرية يتم تجهيز وتزيين حصانين قبل أن تركب عليهما العروسان ويتم الاتفاق على نقطة محددة لإجراء عملية التبادل حيث تنزل كل عروس عن حصانها لتركب عليه الأخرى، فيعود كل موكب إلى قريته ومعهم عروسهم لتمارس بعد هذا الإجراء التقاليد المعروفة الأخرى المتبعة في الأعراس التقليدية».