تعد اللهجة الديرية ذات أصل ومن اللهجات العربية التي رصدها اللغويون القدامى، وتتميز بأسلوب "النحت" باختصار واختزال الجملة بكلمة دالة على المعنى، وهو ما تميزت به القبائل العربية قديماً كتميم وبكر ووائل.
للتعرف على اللهجة الديرية وأسلوب "النحت" مدونة وطن "eSyria" التقت في 28 نيسان 2014 المدرس "موسى شرقي" الذي حدثنا بالقول: «"النحت" هو نوع من أنواع الاشتقاق، وهو فن لغوي معروف في لهجتنا الديرية نختزل فيه كلمتين أو أكثر بكلمة جديدة في شكلها جامعة لمعاني الكلمات التي نحتت منها، فنقول مثلاً "هساع" بمعنى هذه الساعة، و"هلحز" بمعنى هذا الحز أي الوقت، و"مدرِ" بمعنى ما أدري، و"لَكَ" بمعنى ويل لك، و"أشكون؟" بمعنى أي شيء يكون؟ ويظهر أسلوب "النحت" في لهجتنا واضحاً في قولنا: "اثنعش" عن اثني عشر، ومثله "ثلطعش وأربعطش" وغيرها، وذلك في الأعداد المركبة، كما تجدنا نقتصر على كلمة لنعطي معنى جملة كاملة، فنقول: "شمدريني" بدل أي شيء يدريني، و"اشمعرفني" بدل أي شيء يعرفني».
فقد شاع "النحت" اللغوي بعد الإسلام مع مجيئه بعبارات جديدة، ويكررها المسلم في الكثير مما يعرض له من شؤون دينه، ومن هذا قولهم: "الحوقلة" أي لا حول ولا قوة إلا بالله، و"الحمدلة" أي الحمد لله، و"الهيللة" أي لا إله الله، و"الحيعلة" أي حي على الصلاة، و"الحسبلة" أي حسبي الله، و"المشألة" أي ما شاء الله، و"السمعلة" أي السلام عليكم
ويضيف: «فقد شاع "النحت" اللغوي بعد الإسلام مع مجيئه بعبارات جديدة، ويكررها المسلم في الكثير مما يعرض له من شؤون دينه، ومن هذا قولهم: "الحوقلة" أي لا حول ولا قوة إلا بالله، و"الحمدلة" أي الحمد لله، و"الهيللة" أي لا إله الله، و"الحيعلة" أي حي على الصلاة، و"الحسبلة" أي حسبي الله، و"المشألة" أي ما شاء الله، و"السمعلة" أي السلام عليكم».
«"النحت" في لهجتنا الديريرية هو انتزاع أصوات المنحوت للدلالة على معاني الأصوات التي نحتت منها، وعليه فالنحت بشكله هو اختزال أو اختصار في بنية الكلمة، أو تراكيبها الحرفية، اقتصاداً في المجهود والوقت وهذا يعد من خصائص لهجات القبائل البدوية ذات السرعة في الأداء هذا ما ذكره الدكتور "زهير حسون" في كتابه "اللهجة الديرية وأصولها في فصيح اللغة"».
ويشير "الحسون" في كتابه: «للنحت عدة أشكال منها ما يتوافق مع لهجتنا الديرية ومن هذه الأشكال "الاقتطاع والحذف" ففي الاقتطاع نقول مثلاً: "فلان ريكب مرسيدس"، حيث أملنا راكب فأصبحت "ريكب"، والمعنى فلان راكب سيارة مرسيدس، حيث اقتطعنا كلمة سيارة من الجملة وتركنا ما دل عليها وهو الركوب، والديري يقول: "استحيت" وهي تميمية وأصلها بيائين أي استحييت وهي حجازية، لكننا استثقلنا اجتماع يائين فحذفنا الأولى منهما وألقينا حركتها على الحاء فألزمناها الحذف تخفيفاً، وقلنا استحييت حيث سكنا الياء الأولى وسكنت الياء الثانية لأنها لام الفعل فحذفت الأولى لالتقاء الساكنين، ونؤكد أن حذف ياء استحييت لتصبح استحييت يؤكدها غيرنا من العرب كلهجة تميم وبكر بن وائل حيث يقولونها مثلنا، بينما الحجازيون يقولونها "استحييت"».
ويتابع: «كما تجد في اسم الإشارة (ذلك) إذ يحذف الديري لامه ولا يلحقها به فيقول حذفاً ونحتاً: "هذاك، أو هذاكو، أو هذاك هو" بدل هو ذلك، ونحن نقول: (الساعة ثنتين) بينما يقولها الحجازيون اثنتان، وهم يريدون همز الوصل في تلك الصيغة ونحن نحذفها، وتوافقنا تميم في ذلك، وللحذف أشكال أخرى في لهجتنا نتوافق فيها والعربية الفصحى، كحذف لام "على" المتحركة عند اتصالها باسم معرف فنقول: "نزل علمي" أي نزل على الماء و"لاقاني علطريق" أي لاقاني على الطريق، و"أجا علوقت" أي جاء على الوقت، وهي عربية صرفة».