في منتصف مدينة "دير الزور" بين "قرنة جعفر" و"الساحة" يربط شارع "حسن الطه" شمال المدينة بجنوبها؛ حيث يتميز بموقعه الاستراتيجي الذي يضم عدداً من الشوارع الرئيسية والفرعية والعديد من المحلات التجارية التي تعد مركزاً لاستقطاب المتسوقين من كل أنحاء المدينة.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 تشرين الأول 2014، السيد "حيدر المحمد" الذي يملك أقدم محل لبيع البن في شارع "حسن الطه"، فحدثنا في البداية عن موقع الشارع وسبب التسمية بالقول: «يعد شارع "حسن الطه" من الشوارع المميزة في مدينة "دير الزور"، وهذه الأهمية تعود لكونه يربط شمال المدينة بجنوبها، من "قرنة جعفر" جنوباً التي تعد الأكثر شهرة في المنطقة؛ حيث تعد عقدة وصل بين شوارع "التكايا، التربية، والحركة"، وجميع هذه الشوارع تتميز بحركتها التجارية وازدحامها صباحاً ومساءً من قبل الأهالي بهدف التبضع وتأمين حاجياتهم، وتمضية الوقت في التنقل بين واجهات المحال، ومن جهة الشمال ينتهي الشارع بـ"الساحة العامة" التي تعد أيضاً عقدة وصل؛ حيث يمكن التوجه منها إلى شارع النهر والشارع العام، كما يوجد فيها سوقٌ للخضار وآخر للقصابة».
يتميز شارع "حسن الطه" بأنه صلة وصل بين أكثر من حي؛ حيث يربط حي "الشيخ ياسين" مع حي "أبو عابد"، وذلك من خلال وجود ثلاث "دربات" في كل حي تصب في هذا الشارع، فمن جانب حي "أبو عابد" يصب في شارع "حسن الطه" "دربة" سوق "شموس"، وشارع "ستة إلا ربع"، ودربة بيت "حوكان" وجميعها أسواق مهمة، أما "الدربات" التي باتجاه حي "الشيخ ياسين" فهي تودي إلى أحياء سكنية بحتة تتميز ببنائها القديم
إضافة إلى كل ما ذكر سابقاً؛ يضيف "المحمد": «يتميز شارع "حسن الطه" بأنه صلة وصل بين أكثر من حي؛ حيث يربط حي "الشيخ ياسين" مع حي "أبو عابد"، وذلك من خلال وجود ثلاث "دربات" في كل حي تصب في هذا الشارع، فمن جانب حي "أبو عابد" يصب في شارع "حسن الطه" "دربة" سوق "شموس"، وشارع "ستة إلا ربع"، ودربة بيت "حوكان" وجميعها أسواق مهمة، أما "الدربات" التي باتجاه حي "الشيخ ياسين" فهي تودي إلى أحياء سكنية بحتة تتميز ببنائها القديم».
أما بالنسبة للتسمية؛ فيتابع حديثه قائلاً: «تعود تسمية هذا الشارع الذي يبلغ طوله 500 متر، لشخص من سكان "الدير العتيق" يدعى "حسن الطه الحسيني" من أوائل السكان الذين غادروا سكنهم في "الدير العتيق" كما أن بناءه يعد أول بناء خارج منظومة بناء الدير القديم، أما لقب "السيد" فحصل عليه من الدولة العثمانية آنذاك تقديراً له لما كانت لديه من مكانة اجتماعية في مدينة "دير الزور"، وعند استقراره في هذه المنطقة التي سميت باسم عقد "السيد طه" الذي اعتبر بعدها من أكبر العقود في محافظة "دير الزور"، يليها عقد بيت "حريب"، وعقد بيت "حطابط" في "الميادين"، وكان يوجد على رأس العقد قرون "أيل" للدلالة على الترحاب، كما كان يوجد فيه قنديل كبير يأتي إليه أهل الدير في كل مساء وبشكل يومي ليسهروا على ضوء هذا السراج، وكان منزل السيد "حسن الطه" مشرعاً على ثلاثة أبواب مفتوحة؛ باب جنوبي، وباب شمالي، وباب غربي، وقد حالفني الحظ وشاهدت منزل "حسن الطه الحسيني" من الداخل، وهو يشبه إلى حد كبير طراز البناء الموجود في "الدير العتيق"؛ من حيث إطارات الأبواب والنوافذ التي كانت مشغولة من رخام الدير الأبيض المعرق، أما جدران المنزل فقد رسم عليها لوحات جدارية ضخمة».
وعن أهمية الشارع الاقتصادية، التقينا المدرس "حسين كنعان"؛ وهو من زوار الشارع الدائمين، إذ حدثنا بالقول: «ما يميز الشارع عن غيره هو تنوع المحلات والاختصاصات، حيث تجد محلات الألبسة جنباً إلى جنب مع محلات المواد الغذائية، وينتشر فيه تجار الجملة وتجار المفرق، ويعد من الشوارع التي تنتشر فيها ظاهرة العربات الجوالة من خضار وحلويات وأدوات زينة، فهو شارع تجاري بحت حيث إن السكن أصبح قليلاً فيه أو نادراً، فمعظم البنايات أصبحت تعج بالعيادات والمكاتب، بالمختصر: هو شارع يخدم كافة الطبقات الاجتماعية ولا يمر يوماً إلا ويزوره الديريون».