هو الطريق الواصل إلى "بغداد"، وصلة الوصل بين الشام القديمة والجديدة، تستطيع الوصول منه إلى معظم مناطق قلب العاصمة خلال دقائق مشياً على الأقدام، ويبقى المفضل للسكن لدى زوار العاصمة، غنت المطربة الكبيرة الراحلة "أم كلثوم" فيه عام 1950.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 أيلول 2014، "غيث جيرودي" أحد سكان الشارع؛ الذي قال: «يمتاز الشارع بأنه وجهة الكثيرين في "دمشق" من شركات عالمية، ومطاعم، ومراكز تخصصية، ومستشفيات كثيرة، كما يحتوي على الكثيرين من الإخوة العراقيين الذين يحبون العيش فيه، ويعد من شوارع العاصمة القديمة التي تتوسطها، فخلال دقائق معدودة تستطيع أن تكون في سوق "الصالحية" والأسواق المجاورة له، وأن تتبضع حاجاتك اليومية، كما تستطيع أن تذهب إلى "الشام القديمة" مشياً على الأقدام، فعشر دقائق كافية لإيصالك إلى "باب توما"».
يكثر الطلب على المنازل في الشارع سواءً للبيع أو الآجار، لأنه يتوسط العاصمة، وهو قريب من كل شيء، ومن جميع الأسواق، فهو وجهة العوائل السورية والعراقية على حد سواء، فتحب العوائل العراقية السكن فيه، وتفضله على أي مكان في "دمشق" لأنه يحمل اسم عاصمتهم (على حد قولهم)
"مؤيد الأيوبي" صاحب مكتب عقاري في شارع "بغداد"، يقول: «يكثر الطلب على المنازل في الشارع سواءً للبيع أو الآجار، لأنه يتوسط العاصمة، وهو قريب من كل شيء، ومن جميع الأسواق، فهو وجهة العوائل السورية والعراقية على حد سواء، فتحب العوائل العراقية السكن فيه، وتفضله على أي مكان في "دمشق" لأنه يحمل اسم عاصمتهم (على حد قولهم)».
"محمد الحلبي" مختار "شارع بغداد"، يقول: «يحد شارع بغداد من الشرق "باب توما"، ومن الغرب حي "المزرعة"، ومن الشمال "الصالحية"، ومن الجنوب "الأزبكية"، ويقطن الشارع نحو 25 ألف نسمة، ومع أن معظم مباني الشارع تعود إلى نصف قرن من الزمن، فإنه ما زال يتمتع بقدرة على جذب كثيرين من الدمشقيين والآتين من المحافظات الأخرى للسكن فيه، فهو صلة الوصل بين الشام القديمة والجديدة؛ فمن يمين الشارع يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر، وعبر حارات صغيرة مثل "القزازين"، بحارات "دمشق القديمة" مثل: "العمارة، والعقيبة، وباب توما"، وفي بدايته من جهة السبع بحرات تفصله عن حي "ساروجة" القديم حارة "عين الكرش"، ويمتد شارع بغداد من ساحة "السبع بحرات" الشهيرة، ويسير بشكل طولي، ليتقاطع معه شارع "الثورة" القادم من حي "المزرعة"، والواصل إلى سوق "الحميدية"، وينتهي بحي "القصاع"، وتحديداً في "ساحة التحرير"، التي تتفرع منها شوارع عديدة تصل إلى "باب توما"، و"ساحة العباسيين"، و"سوق الهال" في منطقة "الزبلطاني"».
ويضيف: «أشهر مباني الشارع جامع "لالا باشا"؛ الذي شيده أحفاد الوزير "لالا مصطفى باشا"، قبالة معهد "اللاييك" وهو بناء مدرسة شيدته بعثة تعليمية فرنسية عام 1925، ومن مباني الشارع المعروفة أيضاً، المبنى القديم السابق "لإذاعة دمشق" قبل انتقالها إلى "شارع النصر"، ومن ثم إلى "ساحة الأمويين"، وفيه محطة وقود الأزبكية التي كانت مقهى قديماً كان يطلق عليه اسم قهوة "الشيخ ديب"».
ويتابع حديثه بالقول: «يحتوي الشارع على مكاتب العديد من الشركات التجارية والإعلانية، لموقعه المميز في مركز العاصمة، كما يحتوي على العديد من مكاتب شركات تجارية كثيرة، في حين تشكل محلاته خليطاً لبائعي الوجبات السريعة والموبيليا ومستلزمات الحمامات التي اشتهر الشارع بها، وخصوصاً الفاخر منها، كما ينتشر على جنباته الباعة الموسميون الجوالون، الذين يبيعون "الصبار" و"التوت الشامي" و"العرانيس"، كما وجد أصحاب شركات الإنتاج التلفزيوني ضالتهم في الشارع من خلال البيئة الشامية للمنازل المتواجدة فيه، والحارات القديمة وأشجار الياسمين التي تميز العاصمة عن باقي دول العالم، ففتح العديد منهم مكاتبهم في أبنيته، كما أنه يحتوي على مقر نقابة الفنانين، وهكذا اكتسب الشارع شهرة إضافية، إلى جانب أنه محط أنظار مخرجي المسلسلات التلفزيونية الذين صوروا في شققه أحداث عدد من الأعمال التلفزيونية المعاصرة الكوميدية والاجتماعية».
ويتحدث عنه الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتابه "معجم دمشق التاريخي" بالقول: «أنشئ هذا الشارع في زمن الانتداب الفرنسي لتسهيل عبور القوات الفرنسية بين المدينة والغوطة، ولتسهيل الوصول إلى المستشفى الفرنسي العسكري في حي "القصاع"، وسُمي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى الطريق الواصل لمدينة "بغداد"، خططه والي دمشق العثماني "خلوصي بك" سنة 1333 هجرية، 1915 ميلادية، وأطلق عليه اسم "الجادة الخلوصية"، ولم ينفَّذ إلا من قبل الانتداب الفرنسي عام 1925 لربط "دمشق" بالغوطة، وسمي بـ"شارع بغداد" لأنه الطريق البري الذي يربط "دمشق" ببغداد».
سكنت في شارع "بغداد" عائلات دمشقية معروفة منها: "الشوربجي"، و"البندقجي"، و"البارودي"، وبما أن الشارع هو أحد أكثر الأماكن المحببة للسكن في "دمشق"، وخصوصاً لدى زواها يتغير ساكنوه باستمرار، وكذلك تغيرت معظم مباني الحي لتكون على الشكل الطابقي الحديث.