هي إحدى أكبر العشائر في "سورية" إجمالاً، وفي "دير الزور" خصوصاً، عرف عن رجالها وطنيتهم وبأسهم الشديد، وقد قارعوا الاستعمار الفرنسي في مآثر خالدة، اشتهروا أيضاً بالكرم وقد كتب عنهم الكثيرون من القدماء والمحدثين.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 شباط 2015، "عبد العزيز الذياب" من وجهاء عشيرة "البكارة"، فقال: «قبيلة "البقارة" قبيلة عربية أصيلة النسب كثيرة العدد، تقطن في الضفة اليسرى لنهر الفرات غرب "دير الزور"، وهي من أكثر القبائل اختلاطاً بالمدينة، وهي قبيلة ذات نبع صافٍ واسعة الانتشار بين العراق و"سورية" وسائر بلاد الشام، فهي تمتد من "حلب" إلى "الحسكة"، ومن "دير الزور" إلى حدود "الرقة" وسميت بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأكبر "محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" رضي الله عنهم».
"البقارة"، ذوو الهبات السارة، والكتائب المارة، الذين هم مآل النجا، وساق الرجا، ورواق الخائف، وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم أبيض من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم إلا إكرام ضيفهم الطارق، لكفاهم هذا المجد الخارق
ويضيف: «تتكون قبيلة "البقارة" من تسع وعشرين عشيرة وفروعهم هي: "العابد والعبيد، ويلحق بهم البوسلطان، والعبد الكريم، والبوبدران، والبوحسن، والبومعيش، والبوشيخ، والسكليزات، والبومصعة، والفراجنة، والبوحمدان، والبورحمة، والرفيع، والبوعلاو، والحمد الحسين، والمريخات، والبوصالح، والهلامية، والمشهور، والبومسلم، والعبد الجادر، والخنجر، والراشد، والبوشمس، وبكارة حلب"، أهل هذه القبيلة شجعان، وقد بذلت جهود جمة لوقف غاراتهم التي كانوا يشنونها على أعدائهم القدماء كـ"الفدعان، ويزيدي سنجار"، وما من مرة كانت توافيهم سرايا الهجانة الفرنسية إلا ويقابلونها بالرصاص، حتى احتاج الأمر عام 1926م إلى استعمال الطائرات توصيلاً لجباية الغرامة التي فرضت على خمسة فرق منهم كانوا قتلوا أحد مندوبي لجنة التحقيق عن النساء الأرمينيات اللواتي بقين عند البدو خلال تهجير الأرمن في سنوات الحرب العالمية الأولى، ومما يسجل لهم بالمحمدة نصرتهم أهالي "دير الزور" في دفع العدوان الفرنسي في شهر أيار 1945م».
وقال عنهم "النجدي" صاحب كتاب "الدرر المفاخر": «"البقارة"، ذوو الهبات السارة، والكتائب المارة، الذين هم مآل النجا، وساق الرجا، ورواق الخائف، وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم أبيض من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم إلا إكرام ضيفهم الطارق، لكفاهم هذا المجد الخارق».
ويقول الباحث "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور في العصر العثماني اجتماعياً واقتصادياً": «يسكن معظم فروع القبيلة القرى، كما أن هناك بعض عوائل القبيلة يقيمون في المدن الكبيرة ويعملون بمهن مختلفة، ولـ"لبقارة" شهرة واسعة في منطقة الجزيرة الفراتية، وتتميز مثلها مثل معظم قبائل العرب بالكرم والشجاعة والنخوة، ومن أشهر ما أضافته قبيلة "البقارة" إلى تراث منطقة الفرات هي "أكلة البجارية" وهي واحدة من أعرق المأكولات في منطقة الفرات قبل انتشار المأكولات الحديثة، حتى أصبحت من المأكولات التي تفتخر بتقديمها القبائل الأخرى، و"البجارية" هي عبارة عن خروف مقطع مطبوخ بالسمن فقط ويوضع بعد طهوه على عدد من أرغفة الخبز».
ومن ميزات "البكاري" يقول "صليبي": «احترامهم وإكبارهم للضيوف، ومحافظتهم على الجار، ومنعتهم للدخيل، واندفاعهم للعمل الشريف وكسب الرزق الحلال. إن أبناء "البكارة" يحترمون شيوخهم ويدينون بالوفاء والولاء لهم، وشيوخهم ينظرون إلى مصلحة القبيلة بوجه عام، أما إذا شعر "البكاري" أن أي "بكاري" محتاج مادياً أو معنوياً أو نزيل سجن، أو أنه راقد بمستشفى فهو يهب لنجدته والوقوف إلى جانبه حتى وإن كانت بينهم خلافات شخصية، كما تمتاز العشائر في "دير الزور" بوجود بيت "شعر" لكل قبيلة منها ما هو "مثولث، ومخومس، ومسوبع، ومتوسع"، ويتراوح طول بيت الشعر بين 15 متراً إلى 20 متراً، أما عرضه فيتراوح ما بين 5 إلى 7 أمتار يستخدم في أفراحهم وأتراحهم».