نالت "نغم الدعبل" من اسمها نصيباً كبيراً؛ لتغزل النغم مع أيام طفولتها وشبابها، حيث تجيد العزف على عدة آلات مع تفضيل واضح للقانون الذي تميزت بالعزف عليه كفنانة مغتربة.
برعاية والديها تعرّفت باكراً إلى الوتر، وفاضت موهبتها على المسارح في سنواتها الست، وقالت لمدونة وطن "eSyria" عن مسارات حياتها بتاريخ 15 كانون الأول 2018: «في طفولتي كانت الموسيقا جزءاً من حياتي، حيث تربيت على صوت الآلات الموسيقية، لأعزف بعمر الرابعة، وقد تدربت على الغناء مع والدي عازف العود ومدرّس الموسيقا، ووالدتي مدرّسة الموسيقا أيضاً، لأجد في هذه الأجواء مساحة واسعة للحلم والتحليق مع اللحن مع ما يطرب ويمرن أذني على ألحان ونغمات كانت علامة فارقة في طفولتي.
متابعة العزف على القانون عرفت بي على عدة مستويات، وكنت ضيفة برنامج "عازفات" في حلقة خاصة عن الموسيقا وحياتي، بعدها كتبت مقطوعة موسيقية لمتحف "اللوفر" في "أبو ظبي"، ومنه كان اللقاء بين الموسيقا والهندسة، فترجمت شعوري تجاه معاني المتحف وهندسة المكان، وكانت مقطوعة موفقة
أتقنت العزف على الأورغ، على الرغم من أنني لم أتدرّب أكاديمياً في معهد، لكن والديَّ قدّما الجزء الأكبر من المعرفة، لتكون الموهبة قائمة على علم، تبدأ من دراسة النوتة إلى ما هو أعمق من ذلك.
ففي كل إجازة نقضيها في الوطن؛ كنت وإخوتي نتابع دورات العزف لأخلق حالة تواصل دائم مع الموسيقا في ميل كامل لتكون هذه الصلة موهبة لا تخرج عن الأوقات المخصصة لها، ويبقى للدراسة وقتها وأهميتها الخاصة، لكن اهتمام المدارس في "الإمارات" بالموسيقا وما شاركت به من حفلات مع فرق الأطفال، كانت بمنزلة تدريب جميل مدّني بالخبرة والظهور على المسرح لأغني الأناشيد، وأعزف على آلة الأورغ أولاً، ومن بعدها الكمان، وبعدها القانون ليصبح آلتي المحببة».
وعن تلاقيها مع القانون ومشاركاتها، تضيف: «شاركت بصولو الأطفال في "الشارقة"، وكل فرقة تقدم فقرة محددة، وفرقة منها اصطحبت آلة القانون، حيث كانت بلا عمل، ولا أحد يعزف عليها، اقتربت منها، ووجدتها مميزة ومعقدة في ذات الوقت، لكن سحرها جذبني، ويبدو أنها ستبقى الرفيقة التي رغبت بتعلّم العزف عليها. تابعني والدي وساعدني؛ فلم تتوفر فرصة دراستها رسمياً، فاعتمدت على ملاحظات الوالد وتركت باقي الآلات لأتفرغ لها، وبعدها شاركت بمسابقات حصلت على المستوى الأول بعد التخرّج في المدرسة كأول عازفة في فئة الشباب، مع القانون بدأت تحديات كبيرة، ولدي العزم على الاستمرار، فهذه الآلة جديرة ولها مكانتها المميزة في التخت الشرقي، وعلى الرغم من صعوبتها تبقى الأكثر رقة وملامسة للروح.
حافظت وإخوتي وفق رؤية الأهل على الموسيقا كهواية بعيدة عن العمل، وتابعت دراسة الهندسة المعمارية، وبقيت الموسيقا الأقرب إلينا، لكن ليست مصدراً أساسياً للعمل، حيث كوّنت وإخوتي مع شباب من "السويداء" مجموعة باسم "نبض السويداء"، وقدمنا موسيقانا في مناسبات خاصة. وشاركت تقريباً في كل المناسبات الوطنية مع إخوتي، حيث شاركنا بفرق مثل فرقة "وطن لكل العرب". ومؤخراً قدمنا مشروعنا الموسيقي الأول "حكايتي مع زايد"، ونعدّ لمشروع فرقة باسم عائلتنا».
مع التلحين تجربة تبني عليها خطوات قادمة، وتقول: «تجربة التلحين بدأت قبل عدة سنوات على الأورغ، ألحّن وأعيد كتابة الأناشيد باعتماد كلي على السماعي، حيث تعاملت مع الكلمات بطريقتي؛ أضيف إليها أوزّعها وأقدمها من جديد بحلّة لاقت الاستحسان وشجعتني على المتابعة.
في مرحلة مبكرة في المدرسة اختبرت عدة تجارب في التلحين، وبعد التخرج كانت لي تجربة مع نشيد للأم، وعندما تواصلت مع الشاعرة "حلا حرب"، قدمت لي قصيدة جميلة، حاولت التعامل معها بالموسيقا التي ترقى إلى جمالها».
وتابعت بالقول: «متابعة العزف على القانون عرفت بي على عدة مستويات، وكنت ضيفة برنامج "عازفات" في حلقة خاصة عن الموسيقا وحياتي، بعدها كتبت مقطوعة موسيقية لمتحف "اللوفر" في "أبو ظبي"، ومنه كان اللقاء بين الموسيقا والهندسة، فترجمت شعوري تجاه معاني المتحف وهندسة المكان، وكانت مقطوعة موفقة».
يقول عنها العازف الموسيقي "مأمون أبو راس": «العازفة "نغم" إحدى الفنانات الواعدات، أبدعت في عدة مجالات مختلفة، لكن الإبداع الحقيقي ظهر مع القانون، آلتها التي عبرت معها وبها عن إحساس مرهف وذكاء فطري، جعلها تتمكن من العزف بعمر مبكر، وتتحدى كل الصعاب التي يمر بها كل من يريد أن يتقن العزف على تلك الآلة الجميلة الصعبة نسبياً.
تتميز بالمثابرة والاجتهاد وروح التحدي؛ وهو ما جعلها تجيد عزف مجموعة متنوعة من الأعمال الموسيقية العربية والعالمية.
أحب فيها شخصيتها المرحة التي تضفي حضوراً متميزاً على خشبة المسرح، وتساعدها في كسر رهبة مواجهة الجمهور، وإيصال إحساسها لهم بكل سهولة ومن دون تكلف».
الجدير بالذكر، أن "نغم كمال الدعبل" من مواليد "دمشق" عام 1991، خريجة الهندسة المعمارية في "الإمارات العربية المتحدة" عام 2017، نالت عدة جوائز أهمها أول عازفة للقانون في "دبي"، وشاركت بعدد كبير من المهرجانات والمناسبات إلى جانب مشاركتها مع فرقة "دعبل" المكونة من إخوتها عشاق الموسيقا.