تربّى ضمن أجواء فنية بحتة، وورث الموهبة من جده وأبيه، اللذين ارتبط اسمهما بالسينما والدراما السورية والعربية. المخرج "يزن نجدة أنزور" موهبة إخراجية اكتسبها بالجينات والفطرة، إلاَّ أنَّه عمل على إيجاد هوية خاصة لرؤيته الإخراجية.
مدونة وطن "eSyria" التقت المخرج "يزن نجدة أنزور" بتاريخ 25 آذار 2019، في مكتبه بـ"دمشق"، وتحدث عن بداياته قائلاً: «ظننت في صغري أن الإخراج موهبة وجدت بداخلي نتيجة تأثري بجدي ووالدي. وأنجزت عشرين فيلماً قصيراً منذ الثالث عشر من عمري بتشجيع من أصدقائي. وقبل ثلاث سنوات فتحت المؤسسة العامة للسينما دبلوم علوم السينما، حيث أتت مشاركتي في الدبلوم بعد أن تأكدت من أنني موهوب ولست متأثراً فقط بعائلتي. وتكللت مشاركتي في الدبلوم بالنجاح، حيث حصدت المرتبة الأولى بشهادة خمسة عشر مختصاً؛ حيث أكدوا خصوصية هويتي الإخراجية».
شاركت مع المخرج "يزن أنزور" في الفيلم القصير "جوري"، حيث سعدت بالتجربة وأحببتها؛ بداية من فكرة النص، وأثناء سير العمل. هو شخص متعاون جداً، يَتقبل النقاش ويستمع إلى اقتراحات الممثل ويحترمها ويأخذ بها إذا كانت في مكانها الصحيح أو تصب في خدمة المشهد والشخصية
عرف "يزن أنزور" في المدة الأخيرة كمخرج، لكنه قطع مراحل كثيرة قبل ذلك، حيث يضيف: «لم أدرس الإخراج أكاديمياً، درست الإعلام لمدة سنة في إحدى الجامعات بـ"بيروت"، وعملت مع والدتي في مجال الديكور لمدة خمسة عشر عاماً، كما عملت ضمن المهن الحرة، ولاحقاً كمصمم مونتاج وغرافيك ديزاين، إضافة إلى عملي كمصور فوتوغراف ورسام كاريكاتور، وكل الاختصاصات السابقة منحتني خبرة مميزة في الإخراج».
ويضيف: «لكوني مررت باختصاصات عدة في حياتي المهنية؛ فهذا أكسبني خبرة كمخرج، لكننا نعاني اليوم شح الإنتاج، غير أن المخرج عليه أن يكون حلالاً للمشكلات؛ حيث أعتمد على الصورة في أفلامي أكثر من الكلام، وهذا الأمر يتطلب إنتاجاً عالي المستوى، لكنني تمكنت من خلال الأدوات (الصورة، الغرافيكس، المؤثرات...) من إعطاء مستوى الفيلم الطويل للفيلم القصير بالعمل على إحساس ولغة جسد الممثل، وتعزيز ثقافتي ومقوماتي وأدواتي كمخرج».
وعن أعماله قال: «عملت على إخراج فيلم "خبز" بعد دبلوم علوم السينما، وحصد جوائز عدة، وفيلم "الله معنا" الذي يروي معاناة الشباب في الحرب ضمن مهرجان "شموع العطاء". وكان لي فيلم أيضاً يخص عالم "السوشال ميديا" بعنوان: "تاتش". ومؤخراً عملت على إخراج فيلم "جوري" الذي يتحدث عن معاناة الأسرة السورية في الحرب، ويحمل قيماً روحانية تشبه إحساسي، وشاركت أيضاً في إخراج فيلم "حنين الذاكرة"، وهو ضمن الأفلام التي ستعرض في الأيام المقبلة. وإلى جانب أعمالي السينمائية عملت على إنتاج أفلام كرتونية وإعلانات ثلاثية الأبعاد، وأرى أن هذا الفن يوازي فن السينما».
الممثلة "روبين عيسى" بطلة فيلم "جوري" من تأليف وإخراج "أنزور"، قالت عن تجربتها: «شاركت مع المخرج "يزن أنزور" في الفيلم القصير "جوري"، حيث سعدت بالتجربة وأحببتها؛ بداية من فكرة النص، وأثناء سير العمل. هو شخص متعاون جداً، يَتقبل النقاش ويستمع إلى اقتراحات الممثل ويحترمها ويأخذ بها إذا كانت في مكانها الصحيح أو تصب في خدمة المشهد والشخصية».
الصحفي "نضال قوشحة" رئيس المكتب الصحفي للمؤسسة العامة للسينما، يقول: «"يزن" فنان مبدع بصمت، جده مخرج سينمائي مؤسس، كما أسس والده لمرحلة تلفزيونية عربية عرفت بلغة الصورة، لكنه لم يعتمد على إرث جده ووالده، بل حفر طريقه بنفسه. وعندما درس دبلوم العلوم السينمائية وفنونها في مؤسسة السينما؛ زارني قبل يوم من التخرج بعض زملائه، وسألوني من سيكون صاحب المركز الثاني وما بعد؟ فسألت وماذا عن المركز الأول؟ قالوا إنه محسوم لـ"يزن". نفذ في السينما عدداً من الأفلام التي تدور في فلك بعيد، هو يجهد دائماً في تقديم المختلف».
يذكر، أن المخرج "يزن نجدة أنزور" من مواليد مدينة "حلب" عام 1980، ولد في "الأردن" وانتقل إلى "دمشق" في الحادية عشرة من عمره.