كان لاهتمام عائلته دورٌ مهمٌ في دعم مسيرته كونه من أسرةٍ فنيةٍ معروفة؛ أمّنت له كلّ الأجواء المناسبة، وساعدته على التألق والإبداع فأصبح له يدٌ في أكثر من لون فني، خاصة بالتمثيل الذي حقق فيه الكثير من النجاحات.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 11 كانون الأول 2019، تواصلت مع الفنان "جمال عكريش" ليحدثنا عن مسيرته الفنية حيث يقول: «ولدت في مدينة "حلب"، لكن عشت معظم طفولتي في "الرقة" حيث درست المراحل الثلاث في مدارسها، وأكملت تعليمي في معهد المعلمين (الصف الخاص)، وبعد التخرج عام 1990 كلفت بتدريس مادة الموسيقا في مدرسة "الأسد" للأنشطة التخصصية، وفي معهد "دار المعلمين".
كانت لي مشاركات واسعة في الرسم التشكيلي في "الرقة"، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة ضمت اللوحات الفنية التي أنجزتها، وكان من المقرر لها أن ترى النور في معارض "دمشق" لولا حقد الإرهابيين الذين قاموا بتمزيق هذه اللوحات وتحطيمها بتهمة الكفر والبدع، حيث اضطررت للهروب مع عائلتي إلى "دمشق"
وفي عام 1997 كلفت بافتتاح قسم الموسيقا في معهد المدرسين، ودرست فيه عدة سنوات لحين انتقالي إلى محافظة "ريف دمشق" في عام 2006 حيث ما زالت مدرساً في ناحية "جديدة عرطوز" حتى الآن».
وعن بداية اهتمامه بالفنون يقول: «كان ذلك منذ صغري عندما كنت طالباً في الصف الرابع الابتدائي، وبتشجيع من والداي بدأت بالعزف على آلة الأكورديون؛ حيث شاركت بعدة دورات للتعلم عليها بشكل جيد، وشاركت في تلك الفترة بجميع مهرجانات منظمة "الطلائع"، ومهرجانات اتحاد "شبيبة الثورة"، والمسرح العمالي، والمسرح القومي.
كما كان لي مشاركات خارجية في دولة "الإمارات" ضمن مهرجان "دبي"، و"الشارقة"، والمسرح القومي، وخلال مشاركاتي في هذه النشاطات حصلت على جوائز كثيرة من خلال تكريمي أكثر من مرة نتيجة تألقي في تلك الأعمال، وحزت على المرتبة الأولى عام 1980 بالعزف على آلة الأكورديون في "الرقة"، وفي التمثيل المسرحي، وأعتبر الفنان المصري الراحل "عزت أبو عوف" قدوة لي في الحياة الفنية، حيث كان يدمج المسرح بالموسيقا وبالتمثيل.
كان لي مشاركات كثيرة في عدد من المسرحيات ضمن مضمار المدارس، ومنها مسرحية "لعبة التاجر"، و"لعبة الرعاع" من إخراج "نجم عليان"، وحصلت على جائزة أفضل ممثل في عام 1992 في مهرجات اتحاد "شبيبة الثورة" في "الحسكة" عن دوري في مسرحية "الفرواتي يموت مرتين" من إخراج الدكتور "حمدي موصللي"، كما كان لي شرف المشاركة في "دار الأوبرا"، في "دمشق" بالعزف والغناء والتمثيل».
ويتابع حديثه بالقول: «حرصاً على متابعة مسيرتي الفنية بالشكل المطلوب، نقلت إقامتي إلى مدينة "دمشق" لأكون قريباً من مركز النشاط الإعلامي الذي يلبي طموحاتي الكبيرة، وكانت باكورة نشاطاتي التمثيلية في الأعمال التلفزيونية في مسلسل "الهروب"، ثم شاركت بعدها في مسلسل "بقعة سوداء"، ثم توالت بعدها الأعمال التي بلغت 10 مسلسلات كان أبرزها "الولادة من الخاصرة"، و"بنات العيلة"، و"طوق البنات"، وشاركت أيضاً في بعض الأعمال التاريخية، ومنها "رابعة العدوية"، و"إمام الفقهاء". ونتيجة لنجاحي في الأدوار التي عملتها، أسندت لي أدوار رئيسية في أكثر من مسلسل، ومن بينها "رائحة الروح"، و"عطر الشام"، و"ترجمان الأشواق".
ولم تقتصر مشاركاتي على المسلسلات المحلية؛ بل شاركت في أعمال عربية نظراً لإجادتي اللهجة العراقية والمصرية باقتدار حيث شاركت إلى جانب كبار الفنانين العراقيين أمثال "طه علوان"، و"بهجت الجبوري"، و"حسين حجاب" في عدد من المسلسلات أبرزها مسلسل "قنبر علي"، و"متى تنام"، و"الشيخة".
ومن الأعمال الخارجية الأخرى في عام 2011 كانت لي بصمة جميلة في الدراما المصرية في مسلسل "السائرون نياماً" للمخرج "محمد فاضل"، من بطولة الفنان المصري الكبير "علي الحجار"، والفنانة "فردوس عبد الحميد"».
وعن نشاطاته الفنية الأخرى يقول: «كانت لي مشاركات واسعة في الرسم التشكيلي في "الرقة"، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة ضمت اللوحات الفنية التي أنجزتها، وكان من المقرر لها أن ترى النور في معارض "دمشق" لولا حقد الإرهابيين الذين قاموا بتمزيق هذه اللوحات وتحطيمها بتهمة الكفر والبدع، حيث اضطررت للهروب مع عائلتي إلى "دمشق"».
"نجم عليان" فنان مسرحي عنه يقول: «"جمال عكريش" فنان رائع ونشيط، وله باع طويل في الحركة المسرحية، وكانت له مشاركات فعالة ومتميزة في عدد من المهرجانات المسرحية على مستوى القطر والمحافظة، وله عدد من الأعمال التلفزيونية الجميلة، وقد تعب على نفسه كثيراً حتى وصل إلى هذه المكانة، واللافت للنظر أنه يجيد أداء كافة الأدوار نتيجة إتقانه لبعض اللهجات التي ساعدته على البروز بشكل واضح».
الدكتور "حمدي موصلي" ناقد وكاتب مسرحي عنه يقول: «يمكن وصفه بأنه حالة استثنائية من العمل المسرحي والدرامي السوري في مطلع التسعينيات، وقد شارك معي في أول مسرحية وحازت المركز الأول على مستوى القطر في مهرجان الشبيبة بمسرحية "الفرواتي"، وحصل من خلالها على أول جائزة، وتم عرض هذا العمل في أكثر من مكان بعد أن لاقت استحساناً كبيراً لدى الجمهور والنقاد.
كان من أفضل الممثلين المسرحيين لأنه يمتلك موهبة واضحة بالتمثيل، وسريع البديهة، ويمتلك ذكاء واضحاً يساعده على الحفظ بسرعة، لكنه غير مواظب، ولو كان غير ذلك لكان حالة استثنائية في التمثيل، ورغم أنه لم يكن من خريجي المعهد العالي لكنه نجح بحجز مكان له بين الممثلين الدراميين.
وإضافة لتميزه في المسرح والدراما كان رجلاً موهوباً بالموسيقا، ويجيد العزف على كثير من الآلات، ولديه فرقة موسيقية تشارك في كل المناسبات».
يشار إلى أنّ الفنان "جمال عكريش" من مواليد "حلب" 1965.