تحدياتٌ كبيرة واجهتها عائلة "معن رافع" لتخلقَ من الضعف الجسدي لابنتهم "رند" قوةً ذهنيةً مكّنتها من الحصول على العديد من الجوائز التي جاءت كحصيلة دعمٍ أسري لا محدود، كان آخرها حصولها على جائزة الأسرة المتميّزة في رعاية أصحاب الهمم.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 16 كانون الأول 2019 مع "سماح رافع" والدة "رند" لتحدثنا عن مشاركتهم في المسابقة حيث قالت: «لقد عملنا دائماً على خلق الفرص لابنتنا "رند" لتتجاوز ضعفها الجسدي، ولتصل بطموحها وقدراتها الذهنية العالية إلى أي مكان تتمناه، وتأتي اليوم هذه الجائزة لتكافئها على مجهودها على الرغم مما واجهته من صعوبات.
رسالتي أوجهها لمن لديه طفل من أصحاب الهمم، نظموا أنفسكم ولا تجعلوا عواطفكم تطغى على آمالكم وآمال أطفالكم، وامنحوهم الوقت الكافي لإبراز قدراتهم، وتصميمهم سيكون أعلى إن استثمرت طاقاتهم بشكل جيد، ولا تخجلوا منهم، واجعلوهم يشعرون بقيمتهم في الحياة
عملُنا دائماً كأسرة نموذجية اهتمت بكل أفرادها منذ البداية جعلنا نملك خبرةً هامة مكنتنا من الحصول على نتائج متميزة في مختلف النواحي التي تخصّ بناتنا أكاديميّاً واجتماعياً، واكتسابهن العديد من المهارات الحياتية، ولهذا قررنا المشاركة في مشروعنا الأسري هذا كي يستفيد منه المجتمع من ناحية، ولنحصل من خلاله على تقدير لذواتنا على عمل قمنا به على مدى سنوات طويلة من ناحية أخرى. هذه الجائزة هي الأولى على مستوى العالم التي تحمل اسم التميّز والذكاء المجتمعي، وهي تضم فئات تعالج مختلف قضايا المجتمع، والهدف منها الوصول لحلول مبتكرة لما يواجهه المجتمع من مشاكل، وتسليط الضوء على الفئات المتميّزة وتقدير أعمالها وتكريمها، ومن خلال هذه الجائزة يمكن تحفيز المجتمع على العمل الجماعي سواء الأسري أو فرق العمل المنتجة أو المبتكرة».
وتختم بالقول: «رسالتي أوجهها لمن لديه طفل من أصحاب الهمم، نظموا أنفسكم ولا تجعلوا عواطفكم تطغى على آمالكم وآمال أطفالكم، وامنحوهم الوقت الكافي لإبراز قدراتهم، وتصميمهم سيكون أعلى إن استثمرت طاقاتهم بشكل جيد، ولا تخجلوا منهم، واجعلوهم يشعرون بقيمتهم في الحياة».
أما المدرّسة "ناديا محمود" والتي رافقتهم في كل ما يتعلق بجهودهم الأسرية لسبع سنوات فقد قالت: «تعرفت على هذه الأسرة المميزة والمثالية في المدرسة التي أعمل بها، ومنذ لقائي الأول جذبتني الطاقة الإيجابية التي تتمتع بها الأسرة، طاقة جاذبة لكل من حولها، وأكثر ما يميزهم التحدي والإصرار على بلوغ المعالي بفلذة أكبادهم الضعيف قبل القوي، فساروا متحدين الصعاب مستثمرين نقاط القوة المشتركة بين الزوجين من محبة وتفاهم وتقدير، ما جعلهم يتمتعون بروابط قوية، وهذه الجائزة ليست أمراً جديداً على أسرتهم، كما أنّها جعلت "رند" سعيدةً وفخورةً بنفسها، فقد حققت ذاتها وأثبتت للجميع أنّها لا تقل أهمية وفرصةً عنهم، كما كان لها دور في تقديم الدعم المعنوي للأسرة ككل، والدعم المادي أيضاً، والفخر والاعتزاز بما قدّموه».
يذكر أنّ الجائزة من فئة الأسرة المتميزة في رعاية أصحاب الهمم تأتي ضمن برنامج "الشيخة فاطمة" للتميز والذكاء المجتمعي.