رغم قصر فترة ممارسته لرياضة كرة اليد لكنه استطاع بنباهته، وسرعة تأقلمه مع فنيات اللعبة من التفوق بها والبروز على مستوى القطر، وأكمل نجاحاته المتعددة بالفنّ عبر حسن تعامله وحرصه على تقديم خدماته للجميع بطيبة خاطر وصفاء نيته.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الأول 2019، تواصلت مع الفنان والمنتج "فهر الرحبي" ليحدثنا عن مسيرته الفنية حيث يقول: «درست المرحلتين الإبتدائية والإعدادية في مدرسة "الرشيد"، ثم أكملت المرحلة الثانوية في قسم حرفة الكهرباء بالثانوية الصناعية، وتابعت تعليمي في المعهد المتوسط الصناعي في "حلب"، وبعد تخرجي في عام 1979 كلفت بتعليم حرفة الكهرباء في الثانوية الصناعية في "الرقة"».
"فهر الرحبي" أعدّه عراباً وأباً وأخاً لمجموعة كبيرة من الفنانين سواء من الممثلين، أو الكتاب أو المخرجين أو الفنيين ممن كانوا يتلمسون طريقهم في الوسط المهني، وأنا أولهم فهو الذي قدمني ورعاني وعاملني كأب وأخ وابن
ويقول عن نشاطه الرياضي: «بدأت في عام 1975 في نادي "الشباب" حيث اخترت كرة اليد كونها اللعبة الشعبية التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة بالمحافظة نتيجة تفوقها على مستوى القطر، ووجود عدد كبير من نجوم اللعبة ممن تمّ اختيارهم ليكونوا من أفراد منتخب "سورية" الوطني، وخلال وجودي باللعبة حظيت باهتمام كبير من المعنيين باللعبة، ومن إدارة النادي نتيجة مكانة والدي الذي كان يشغل مهمة مدير التربية بالمحافظة، وكان النادي في تلك الفترة لا يمتلك أي موارد مالية تؤمن له مستلزمات ألعابه فكنت أتوسط لهم بتأمين الكثير من الأدوات الرياضية التي تحتاجها ألعاب النادي».
ويتابع حديثه بالقول: «نتيجة لتميزي باللعب تمّ ترفيعي فوراً إلى فريق الرجال على غير ما هو معتاد حيث يمرّ اللاعب بعدة مراحل حتى يصل إلى هذه الفئة، وقد شاركت مع الفريق الذي حقق نتائج جيدة في الدوري عندما صعد للدرجة الأولى بعد أن لعب عدة مواسم في الدرجة الثانية.
وخلال تلك الفترة عاصرت عدداً كبيراً من نجوم كرة اليد بالنادي، وقد استفدت كثيراً من خلال اللعب معهم، فانعكس ذلك على مستواي الفني الذي تطور بفضل الالتزام بالتدريب بشكل دائم، وتنفيذ تعليمات المدربين الذين أشرفوا على تدريبي خلال تلك المرحلة.
نقطة التحول الهامة في مسيرتي الرياضية بكرة اليد عندما التحقت بالخدمة الإلزامية حيث شهدت تلك الفترة تأسيس فريق للحرس الجمهوري، وكنت من بين اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار بدعم من الكابتن "خلف الزواد" وهو من أبرز لاعبي كرة اليد السورية الذي دعمني في الانضمام للفريق مع نخبة من نجوم كرة اليد السورية من مختلف الأندية والمحافظات، وخلال وجودنا مع هذا الفريق عشنا حالة احتراف غير مسبوقة بالقطر من خلال تفرغنا للعب بشكل كامل، وتأمين كافة مستلزمات اللعبة ودعم من كافة النواحي، وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على مستوى الفريق الذي تطور مستواه بشكل كبير ونجحنا من خلال مشاركتنا في العديد من المباريات بالفوز بها وأحرزنا بطولة قطعات الجيش أكثر من مرة».
وعن انتقاله ونشاطه في الجانب الفني عن ذلك يقول: «وجودي ضمن الوسط الفني وعملي به لم يكن أصلا مخططاً له، وربما لعبت الصدفة دورها في هذا الأمر حيث كنت أسعى للسفر إلى خارج القطر، وراودتني هذه الفكرة أكثر من مرة في بداية الثمانينيات بهدف تحسين الوضع المادي، لكن المبادرة التي عرضها علي المنتج والمخرج "هيثم حقي" الذي كانت تربطني به صلة قرابه والمتمثلة بإتاحة الفرصة لي للعمل كمساعد إنتاج في مسلسل بالشراكة مع الدكتورة "ميه الرحبي" التي كانت شريكة في ذلك العمل، جعلتني أبدأ انخراطي في العمل الفني حيث بدأت بالتمثيل بأداء بعض الأدوار في عدد كثير من المسلسلات المتنوعة التي وصل عددها إلى ما يقارب 60 مسلسلاً، إضافة إلى 10 أفلام، تنوعت مواضيعها ما بين التاريخية والاجتماعية والكوميدية، وكان من أبرزها "خان الحرير"، "الثريا"، "الأيام المتمردة"، "ذكريات من الزمن القادم"، "الأخوة"، وآخرها "الواق الواق"، وحالياً انصبت معظم اهتماماتي على العمل في جانب الإنتاج للأعمال الفنية، ولدي عدد من الأعمال سيتم إنجازها خلال الفترة المقبلة».
"علاء الدرويش" لاعب منتخب "سورية" بكرة اليد عنه يقول: «الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ عندما أتكلم عن قامة رياضية بكرة اليد، فقد كان "فهر الرحبي" اللاعب الخلوق من أيام الزمن الجميل، ورغم تأخره بممارسة اللعبة لكنه استطاع خلال فترة قصيرة التألق ولفت الأنظار بشكل واضح، وكان من أميز لاعبي "سورية" في مركز الجناح من خلال تسجيله للأهداف الجميلة من الزوايا الصعبة، كما كان رائداً بأخلاقه العالية وعلاقاته الجيدة مع زملائه اللاعبين، وكان له حضورٌ طيبٌ لدى كل من عرفه داخل وخارج الملعب».
"المثنى صبح" مخرج تلفزيوني عنه يقول: «"فهر الرحبي" أعدّه عراباً وأباً وأخاً لمجموعة كبيرة من الفنانين سواء من الممثلين، أو الكتاب أو المخرجين أو الفنيين ممن كانوا يتلمسون طريقهم في الوسط المهني، وأنا أولهم فهو الذي قدمني ورعاني وعاملني كأب وأخ وابن».
يشار إلى أنّ الفنان والمنتج "فهر الرحبي" مواليد "الرقة" عام 1960.