رسم خطواتِ مستقبله مبكراً ونفذها بهدوءٍ وثقة، واستطاع من خلال متابعته ودأبه تحقيق طموحاته، وامتلك خبرةً كبيرةً في اختصاصه، وفي الجانب الاجتماعي فرض وجوده من خلال مشاركة أبناء بلده في كلّ المناسبات فحجز له مكانةً وتقديراً في قلوب الجميع.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2020 تواصلت مع المغترب "جدعان الصطاف" ليروي لنا سيرته ورحلة اغترابه حيث يقول: «درست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة "الرشيد" في "الرقة"، وأكملت المرحلة الثالثة في الثانوية الصناعية حرفة (الخراطة والتسوية)، وفي عام 1978 تابعت دراستي في المعهد الصناعي بـ"حلب"، وتزامن موعد تخرجي مع صدور قرار من الدولة يتضمن الموافقة على دفع البدل النقدي للمغتربين بدول الخليج لمدة خمس سنوات، فكان ذلك مشجعاً لي للسفر بحثاً عن عمل يحقق لي رغباتي السابقة التي كانت تتعلق بطموحاتي بالاغتراب لذلك توجهت إلى "السعودية".
"جدعان" رجل طيب وصادق ومتواضع، يحب أهله ووطنه وأصدقاءه، وفيّ جداً وكريم لا يتوانى عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، اجتماعي من الطراز الأول، ودائم الحضور في كافة المناسبات الاجتماعية وهو حريص على مشاركة أبناء بلده بشكل دائم، كما يحظى بمحبة كل أبناء محافظة "الرقة" سواء الريف أو المدينة وكل من يعرفه، إضافة إلى ذلك هو من عائلة محترمة ومعروفة ولها مكانتها المتميزة في المحافظة
وخلال السنه الأولى من وجودي هناك تنقلت في عدة أعمال لعدم معرفتي بسوق العمل، وخاصة كوني من أبناء المحافظات الشرقية حيث لم يكن لنا تجربة بالخوض بممارسة العمل منذ الصغر كما هو الحال في بعض المدن كـ"حلب"، أو "دمشق" حيث يحثون أطفالهم على ممارسة العمل بالتوازي مع الدراسة، لذلك كان لا بدّ من الصبر لبعض الوقت للوصول إلى ما أصبو إليه فعملت في شركة للطباعة والنشر لمدة عام، وبعدها توظفت بشركة "بيت الرياض الجريسي" منذ عام 1983 وحتى تاريخه، وهذه الشركة تحتل موقع الريادة في "السعودية" في مجال مبيعات التأثيث المكتبي، و كل ما تحتاجه المكاتب والدوائر الحكومية والجامعات من تأثيث وأجهزة طباعة وأجهزة حاسب آلي، ولم يقتصر نشاطها التجاري داخل "السعودية" فحسب بل كان لها مشاركات خارجية وفي معارض محلية وعالمية».
ويتابع الحديث بالقول: «بالنسبة لي تدرجت بالعمل في الشركة من متدرب إلى مندوب لها في المشاركات الداخلية والخارجية، ثم بعد فترة من الزمن تمت ترقيتي لمرتبة مندوب كبار العملاء في مجال المطابع، ويشتمل ذلك على كل ما يتعلق بأجهزة طباعة "الأوفست" وفرز ألوان وأجهزة ما قبل الطباعة، وفي هذا الجانب شاركت في معارض عالمية، الأول كان معرض "دروبا" العالمي لتكنولوجيا الطباعة في العالم في مدينة "دوسلدورف" الألمانية الذي يعقد كل 4 سنوات، حيث تعرض فيه كبريات الشركات المنتجة للمطابع وملحقاتها والأجهزة المكملة لها وآخر ما أنتجته من مستحدثات فنون الطباعة، وقد شاركت أكثر من أربع مرات بناء على الدعوة الموجهة لنا لحضور هذا المعرض للاطلاع على آخر ما توصلت إليه الشركات من أجهزة حديثة، حيث نقوم باختيار ما يلزم من مستلزمات الطباعة وفرز ألوان وما يحتاجه عملاؤنا في "السعودية" من هذه الأجهزة، والثاني معرض "آيبكس" في مدينة "بيرمنغهام" الإنكليزية لتكنولوجيا فن الطباعة الذي تمت المشاركة فيه عدة مرات، علما أنه في السنوات الأخيرة تحولت النسبة الغالبية من المطابع إلى الطباعة الرقمية الإلكترونية، وقد حصلنا من خلال هذه المعارض التي كنا نشارك فيها على فوائد كثيرة منها توقيع عقود لشراء أجهزة حديثة من خلال اطلاع العملاء عليها بزيارتهم للمعارض، كما قمت بزيارة "اليابان" بدعوة من شركة "ساكوراي" لأجهزة الطباعة "الأوفست" واطلعت على طريقة تصنيع الآلات وكل ما يتعلق بمنتوجات الشركة».
ويضيف بالقول: «في بداية عام 2005 بدأ عملي يتوسع بالشركة بعد أن تم إبرام عقود مشاريع لتأثيث القطاعات الحكومية من وزارات وجامعات وما شابه ذلك، إضافة لاستمراري بالمشاركة في المعارض السنوية للأثاث التي كانت تقام في "ألمانيا"، "إيطاليا"، "الصين" و"ماليزيا".
وفي السنوات العشر الأخيرة تم التركيز على شرق "آسيا" حيث شاركت العام الماضي في معرضين في "الصين"، الأول في مدينة "غوانزو"، والثاني في مدينة "شنغهاي".
ومن خلال مشاركاتي المستمرة في هذه المعارض الكبيرة والمهمة أصبحت لدي خبرة كبيرة في كل مايتعلق بأجهزة الطباعة وملحقاتها من كافة الجوانب».
"خالد كعجه جي" من أبناء جيله عنه يقول: «أعرف "جدعان الصطاف" منذ الصغر، كان حاد الذكاء والبصيرة، وكان لديه دائماً طموح بالاغتراب والعمل خارج الوطن، وعندما سنحت له الفرصة اختار "السعودية"، وهناك تنقل في أكثر من مكان حتى استقر أخيراً في شركة كبيرة ورائدة على مستوى "السعودية"، وفي الجوانب الشخصية أشهد بأن هذا الرجل يمتلك الكثير من الأخلاق الحميدة، ويساهم بشكل كبير في أعمال الخير، وله دور كبير وفعّال بالتواصل بين أبناء "الرقة" في المغترب ومساعدة الآخرين، وهو من النوع المتواضع الذي لا يحب التفاخر بأفعاله، كما أن له علاقات جيدة مع وجهاء وأبناء عشائر "الرقة" في مدينة "الرياض"، وهو محبوب من الجميع ومشهود له بالسيرة الحسنة والكرم».
المحامي "محمد كريم البوحبال" عنه يقول: «"جدعان" رجل طيب وصادق ومتواضع، يحب أهله ووطنه وأصدقاءه، وفيّ جداً وكريم لا يتوانى عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، اجتماعي من الطراز الأول، ودائم الحضور في كافة المناسبات الاجتماعية وهو حريص على مشاركة أبناء بلده بشكل دائم، كما يحظى بمحبة كل أبناء محافظة "الرقة" سواء الريف أو المدينة وكل من يعرفه، إضافة إلى ذلك هو من عائلة محترمة ومعروفة ولها مكانتها المتميزة في المحافظة».
يشار إلى أنّ "جدعان الصطاف" من مواليد "الرقة" 1958، ومقيم في "السعودية".