دفعه عشقه وولعه بفنّ الخطّ العربي إلى متابعة كل ما هو جديد في هذا النوع من الفن، واستطاع بالمثابرة تحقيق أحلامه من خلال الفوز بجوائز قيمةٍ في مسابقاتٍ كثيرة، واقتناء لوحاته في عدد من الدول العربية.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2020 تواصلت مع الفنان الخطاط "رياض العبدالله" ليحدثنا عن مشواره مع الفن حيث يقول: «رحلتي مع فن الخط العربي بدأت بفترة مبكرة من عمري، ومنذ وجودي في الصف الثاني تحديداً عندما كنت طالباً في مدرسة "عائشة أم المؤمنين" في "الرقة"، واستمريت أمارس هذه الهواية في مناسبات مختلفة بعد حصولي على شهادة الثانوية التجارية في عام 1992، وبعدها التحقت بالخدمة الإلزامية لعدة سنوات، وبعد ذلك توظفت في منظمة الاتحاد الرياضي، لكن لم أستمر طويلاً لأني وجدت عملاً يتعلق بهوايتي كخطاط عندما تم تعييني في مديرية التربية بهذه الصفة.
بعد عدة سنوات من ممارسة هوايتي؛ بدأت أفكر بشكل جدي بتطوير هذه الموهبة، وباجتهاد شخصي من خلال متابعة تجارب كبار الخطاطين عن طريق الكتب والكراريس في فترة ازدهار فن الخط العربي، وبتشجيع من الفنان "جلال شيخو" الذي كان أول من اكتشف موهبتي وشجعني على المتابعة في هذا المجال حتى اتقنت كافة مبادئه وخصوصياته، وبت مؤهلاً لإعلان نفسي فناناً يمتلك خبرة كبيرة، وقادر على المشاركة في المسابقات والمعارض الدولية
وفي عام 2010 تم تكليفي مدرساً لمادة الخط العربي في معهد الثقافة الشعبية التابع للمركز الثقافي في "الرقة" حيث كنت أتولى مهمة الإشراف على إقامة دورات مستمرة لتعليم فن الخط العربي بمختلف أشكاله، وكان المعهد يستقبل أعداداً كبيرة من الراغبين بتعلم هذه المهنة»،
ويضيف بالقول: «بعد عدة سنوات من ممارسة هوايتي؛ بدأت أفكر بشكل جدي بتطوير هذه الموهبة، وباجتهاد شخصي من خلال متابعة تجارب كبار الخطاطين عن طريق الكتب والكراريس في فترة ازدهار فن الخط العربي، وبتشجيع من الفنان "جلال شيخو" الذي كان أول من اكتشف موهبتي وشجعني على المتابعة في هذا المجال حتى اتقنت كافة مبادئه وخصوصياته، وبت مؤهلاً لإعلان نفسي فناناً يمتلك خبرة كبيرة، وقادر على المشاركة في المسابقات والمعارض الدولية».
وعن مشاركاته قال: «في عام 2005 توسع نشاطي في هذا المجال، وبت أتطلع لإثبات وجودي وموهبتي، وأصبحت أتابع أخبار المسابقات التي كانت تقام في بعض الدول العربية والإسلامية، فقمت بالمشاركة في كثير منها، وحصلت على العديد من الجوائز القيمة فيها، ومثلت "سورية" في عدة مسابقات، وتم تكريمي أكثر من مرة، وكانت أبرز الجوائز التي حصلت عليها هي: الجائزة الثانية بخط الثلث العادي في مسابقة "عبد الحميد الكاتب" في "الرقة" عام 2006، والجائزة الثانية بخط الثلث والنسخ في مسابقة بنك "البركة" التركي الثانية في "اسطنبول" 2008، والمركز السادس بخط الثلث والنسخ في جائزة "البردة" العالمية في "أبو ظبي" عامي 2008 و2009، وجائزة أساسية بمسابقة "الحلية الشريفة" في "اسطنبول" 2010، ومكافأة أساسية بخط الثلث والنسخ بالمسابقة الدولية الرابعة لبنك "البركة" التركي 2014، ومكافأة أساسية بخط الثلث العادي بالمسابقة الدولية العاشرة لفن الخط العربي باسم "الحافظ عثمان" في "اسطنبول" 2015، ومكافأة أساسية بخط الجلي تعليق بالمسابقة الدولية العاشرة لفن الخط العربي باسم "الحافظ عثمان" في "اسطنبول" 2015، والجائزة الثالثة بخط الثلث العادي في المسابقة الدولية السابعة لمنظمة الدول الإسلامية باسم الخطاط "هاشم البغدادي" في "اسطنبول" 2016.
كذلك تم تكريمي باقتناء كافة لوحاتي التي عرضت خلال معرض وزارة الثقافة السورية لعدة أعوام خلال احتفالية اختيار "دمشق" عاصمة للثقافة العربية، كما تم اقتناء لوحاتي التي عرضتها ضمن فعاليات معرض "الشارقة" الدولي في عام 2007، إضافة لاقتناء عدد من اللوحات من قبل بعض الدول العربية والأجنبية.
ومن النشاطات الأخرى التي شاركت فيها خلال تلك الفترة مشاركتي في ملتقى "رمضان" لخط القرآن الكريم بدعوة من إمارة "دبي" عام 2009، والمشاركة بالملتقى الأول في "الدوحة" عاصمة الثقافة العربية في عام 2010، والمشاركة بفعاليات مهرجان "بينالي الشارقة" الدولي لفن الخط العربي في عام 2010».
ويتابع حديثه بالقول: «كانت لي نشاطات أخرى تميزت فيها أيضاً، ومنها في الجانب الرياضي؛ حيث كنت من عشاق كرة القدم ومن اللاعبين البارزين في فترة التسعينات عندما كنت ضمن فريق نادي "الشباب" الرياضي، وقد مثلت النادي في كثير من المباريات في الدوري العام، وكنت أمتلك الكثير من المهارات الفنية ميزتني عن بقية اللاعبين من أبناء جيلي رغم وجود نخبة من أبرز لاعبي محافظة "الرقة" في تلك الفترة، وكان وقتها فريقنا متميزاً من حيث المستوى الفني، وحقق نتائج جيدة خلال مشاركته في مباريات الدوري العام»،
الفنان الضوئي "جلال شيخو" عنه يقول: «عرفت الخطاط "رياض العبد الله" منذ أن كان طفلاً بالصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، ولمست فيه شغفه بالخط العربي، فكتبتُ له على حقيبته المدرسية بالخط الديواني فقفز قلبه الصغير من صدره فرحاً، وبدأت رحلةُ عشقه في عالم الخط، وباجتهاد شخصي لسنين طويلة، وبعمل دؤوب استطاع أن يضع قدمه بين الخطاطين الكبار في العالم.
حصد جوائز عالمية بخطوط الثلث والنسخ والتعليق الجلي، ونَهج على خُطى الأوّلين، يمتاز بصنعته في الخط وبدقة متناهية، فمن رآها يُصاب بالدهشة وكأن حروفه صُقلت كالألماس».
"ياسر خطاب" مدير معهد الثقافة الشعبية في "الرقة" عنه يقول: «أرى في الخطاط "رياض العبد الله" موهبة وقوة عزيمة، والصبر، وشطب المستحيل، وهي صفات متأصلة في أمثاله من الناجحين المبدعين في اختصاصهم، وقد عاصرته خلال فترة طويلة قبل أزمة الحرب وما بعدها، وتابعت خطوات تميزه وإبداعه في هوايته في مجال الخط العربي ووصوله إلى مرتبة عالمية من التفوق، والحصول على جوائز وشهادات تقدير من مؤسسات وجهات معروفة على مستوى كبير في الوطن العربي.
وكنت أتابع طريقته في الإبداع، حيث كان يستلهم معاني كلماته قبل أن تخطها يداه على اللوحة، لذلك كانت تأتي تعبيراً عن روحه الجميلة، وتنم عن خلق رفيع وسامٍ».
يشار إلى أنّ الخطاط "رياض العبد الله" من مواليد "الرقة" 1974، ومقيم حالياً في محافظة "حماة".