قضى مشواراً طويلاً في ميدان رياضة "الرقة"، متنقلاً بين أكثر من موقع، وترك في كل منها بصمةً وأثراً طيباً لحضوره الفعّال، ونجاحه في تنفيذ المهام الموكلة إليه، كما عرف بوفائه وتعلقه الكبير بناديه وتاثره بنتائجه.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 أيار 2020 التقت المدرب "محمود النافع" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية الطويلة فقال: «منذ صغري تولعت بحبّ الرياضة شأن أقراني من أبناء جيلي، وكانت البداية في لعبة كرة السلة حيث انتسبت إلى نادي "الشباب" وكان ذلك عام 1965، لكن لم استمر فيها طويلاً، حيث جذبتني لعبة كرة الطاولة بتشجيع من اللاعب المميز في تلك الفترة "إبراهيم هلال"، فأكملت مشواري في هذه اللعبة في مدينة "حمص" عندما كنت أدرس في دار المعلمين، وخلال تلك الفترة تمّ اختياري ضمن فريق منتخب مدارس "حمص" الذي كان يشارك في بطولات المدارس المركزية في فترة منتصف السبعينيات.
نظراً لتوسع نشاط اللعبة وظهور عدد من اللاعبين المتميزين خلال تلك الفترة، قمنا بتنسيب نادي "شبيبة الرقة" إلى اتحاد كرة الطاولة للمشاركة في نشاطات الاتحاد بالدوري العام، وفي أول مشاركة له نجح فريقنا بالتأهل للدرجة الأولى، وحقق نتائج جيدة رغم قصر عمر اللعبة في هذا النادي المحدث
وبعد تخرجي وعودتي إلى "الرقة" تابعت اللعب باسم المحافظة، وشاركت في العديد من بطولات الجمهورية مع عدد من اللاعبين كان من أبرزهم "خليل مشوح"، والراحلين "علي عكله"، و"ثائر مشوح"، كما مثلنا "الرقة" في بطولات المعلمين على مستوى القطر، وأحرزنا المركز الأول لعدة سنوات».
أما عن مشواره التدريبي يقول: «بعد أن تركت اللعب، توجهت إلى ميدان التدريب لعدم قدرتي على الابتعاد عن ميدان اللعبة التي عشت فيها أياماً جميلة، وتعرفت على العديد من الأصدقاء، وتوليت مهمة تدريب منتخبات المحافظة المدرسية التي كان لها مشاركات سنوية في البطولات المركزية مع جميع المحافظات، ونتيجة للتحضير والاستعداد الجيد لهذه البطولات، نجحنا بتشكيل فريق متميز من اللاعبين الواعدين الذين تطور مستواهم الفني بشكل واضح، واستطعنا تحقيق نتائج متميزة خلال مشاركاتنا ففي عام 1985 أحرز الفريق الذي كنت أقوم بتدريبه المركز الأول في بطولة "الشبيبة المدرسية" التي جرت في محافظة "اللاذقية"، وكان يضم اللاعبين "ميسر المحمد"، "أمين العلي"، "إبراهيم الحسن"، "فهد العلي"».
ويضيف بالقول: «في تلك الفترة، تمّ تكليفي برئاسة اللجنة الفنية المسؤولة عن اللعبة في "الرقة"، واستمر العمل بشكل مكثّف في ميدان اللعبة من خلال تشكيل منتخبات المحافظة بمعظم الفئات والحرص على المشاركة في كافة الأنشطة وبطولات الجمهورية لرفع مستوى اللاعبين من خلال الاحتكاك مع أبطال اللعبة في المحافظات الأخرى، وقد تحققت الفائدة المرجوة من هذه المشاركة، حيث تطور مستوى اللاعبين بشكل لافت، وحققت فرق المحافظة نتائج جيدة، حيث أحرزنا المركز الثاني في بطولة الجمهورية لفئة الأشبال التي جرت في "الحسكة" عبر اللاعبين "ماهر مشوح"، "هاني النافع"، "أحمد غازي"، "مصطفى المصطفى" بإشراف المدرب القدير "خليل مشوح".
وفي أعوام 1993 و1998 و1999 حققنا مراكز أولية في بطولات المراكز التدريبية على مستوى القطر بإشراف المدرب "أيمن النافع"، وعلى صعيد بطولات المدارس المركزية حصل لاعبونا "زهري النافع"، "فراس حنوش"، "بوزان بركل" و"عيسى النافع" على المراكز الأولى لمدة ثلاث سنوات على التوالي خلال فترة منتصف التسعينات، ومن المراكز المتقدمة التي حققها لاعبونا حصول البطل "محمد النافع" على المركز الأول لبطولة الأشبال عام 2005، ونتيجة لتميز مستواه الفني وتفوقه على عدد كبير من أبطال الجمهورية، تعاقد معه نادي "المحافظة" في "دمشق" لتمثيله في مباريات الدوري العام».
ويتابع: «نظراً لتوسع نشاط اللعبة وظهور عدد من اللاعبين المتميزين خلال تلك الفترة، قمنا بتنسيب نادي "شبيبة الرقة" إلى اتحاد كرة الطاولة للمشاركة في نشاطات الاتحاد بالدوري العام، وفي أول مشاركة له نجح فريقنا بالتأهل للدرجة الأولى، وحقق نتائج جيدة رغم قصر عمر اللعبة في هذا النادي المحدث».
وعن أهم المهام الإدارية التي كلف بها خلال مسيرته الرياضية يقول: «في كرة الطاولة شغلت معظم المهام الفنية والإدارية في المحافظة، إضافة إلى تكليفي كعضو في لجنة المراكز التدريبية التابعة لاتحاد كرة الطاولة، ومشاركته كحكم في مباريات الدوري العام لكلّ الفئات، كذلك كلفت عضواً في إدارة نادي "الشباب" لعدة سنوات، وإدارياً لبعض فرق كرة القدم، وكنت أتابع مباريات النادي في كلّ الألعاب داخل وخارج المحافظة برفقة معظم أبنائي، وفي الرياضة المدرسية، كلفت أيضا بأمانة سر دائرة التربية الرياضية لفترة طويلة، وبعض المهام الأخرى ضمن نطاق عمل الرياضة المدرسية لحين تقاعدي».
الإعلامي الرياضي "حسن بشير" عنه يقول: «"محمود النافع" كان زميلاً وأخاً وصديقاً عرفته منذ مطلع السبعينيات، وعملنا سوياً في مدرسة "الرافقة" فكان نموذجاً للزميل التربوي المعطاء والمخلّص الوفي لطلابه، ويعدُّ شعلةً من الحيوية والنشاط وصاحب دعابة وروح لطيفة مرحة، يقابلك بابتسامة تدخل البهجة والسرور لكل من يلتقيه.
وفي عمله الرياضي كان مبدعاً ومعطاء في كرة الطاولة لاعباً ومدرباً وإدارياً، وتخرج على يديه عدد من أبطال كرة الطاولة في "الرقة"، وهو متابع من الطراز الرفيع لجميع المهام التي كان يكلف بها سواء في ناديه، أو في الجهات الأخرى».
"خالد الأحمد" مدرس تربية رياضية عنه يقول: «"محمود النافع" أشهر من نار على علم في رياضة "الرقة" وأحد رموزها البارزين، وهو رجل عصامي بكل معنى الكلمة بنى نفسه كمدرب لكرة الطاولة فأبدع، وأنجز وخرّج لاعبين تفوقوا، وأحرزوا مراكز أولية على مستوى القطر.
عاصرناه في دائرة التربية الرياضية فكان شعلة من النشاط، وله حظوة ومكانة في قلوب الجميع، وكان يساعدنا كثيراً في مسألة السفر مع الفرق الأنثوية خارج المحافظة نتيجة أخلاقه العالية وسمعته الطيبة حيث يعدُّه الكثيرون أخاً وأباً».
يشار إلى أنّ المدرب "محمود النافع" من مواليد "الرقة" عام 1950.