حدّد الطبيب "عبد الجبار الخضر" هدفه العلمي بدراسة الطب منذ الصغر، ولم يكتف باختصاص واحد بل تابع اجتهاده ليحصل على تخصص آخر، ووسّع نشاطه ليؤسس مركزاً طبياً قدّم فيه الكثير من الخدمات، والمساعدات لأبناء الجالية السورية من مختلف الدول.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 حزيران 2020 تواصلت مع الدكتور المغترب "عبد الجبار الخضر" ليروي لنا سيرته العلمية ونشاطاته في المغترب، حيث قال: «درست المرحلة الابتدائية في قرية "كسرة مريبط" بريف "الرقة" الغربي، ثم انتقلت إلى مركز مدينة "الرقة" لمتابعة دراستي، وفي عام 1981 حصلت على الشهادة الثانوية في مدرسة "الرشيد"، وسافرت إلى "رومانيا" لدراسة الطب هناك، حيث انتسبت إلى جامعة مدينة "كلوج" التي تقع على الحدود مع دولة "المجر"، وخلال دراستي كانت لي نشاطات واسعة في مختلف المجالات، ولا سيّما أنه تم تكليفي في تلك الفترة بمهمة المسؤول عن الاتحاد الوطني لطلبة "سورية"، وكانت لنا عدة نشاطات متميزة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر إقامة الاحتفالات بالأعياد الوطنية والمناسبات القومية بشكل مستمر، وكنا خلال هذه الاحتفالات ندعوا العديد من أطياف الشعب الروماني بهدف التعريف بحضارة بلدنا وتاريخه العريق، والمعالم التاريخية فيه، وأهم التطورات التي شهدتها "سورية" على كافة الأصعدة، وكان لهذه اللقاءات أثر إيجابي حيث لعبت دوراً كبيراً في حثّ الكثيرين وقيام وفود كبيرة بزيارات مستمرة للقطر، وساهمت كثيراً في توطيد العلاقات بين "سورية"، و"رومانيا" في عدة مجالات»،
هو من أبناء البلد المغتربين الذين لهم أيادٍ بيضاء في خدمة الوطن، ومدعاة للفخر لوطنه بعمله كطبيب ناجح باختصاصه، وخلال وجوده في المغترب يسجل له أنه لم يقصر تجاه كل السوريين من كافة النواحي معنوياً ومادياً، عدا عن نشاطه العلمي المميز، وبفضل همته العالية زار "سورية" ولعدة سنوات فريق من خيرة الأساتذة الأطباء الألمان، وألقوا محاضرات قيمة في "الرقة" وغيرها من المحافظات السورية، وخلال الأزمة الحالية كان بيته ملتقى لكافة أبناء البلد، ولم يقصر بمد يد المساعدة للجميع بصدق وكرم وسخاء
ويتابع حديثه بالقول: «بعد أن حصلت على شهادة الطب في "رومانيا" عام 1986 انتقلت إلى "ألمانيا" لأتابع دراسة الدكتوراه باختصاص جديد، فاخترت الجراحة الباطنية، وخصوصاً جهاز الهضم، وبعد أن أنهيت دراستي درست اختصاصاً آخر في قسم جراحة الكسور والعظام، ومن ثم تابعت في مجال المفاصل الاصطناعية، وخلال تلك الفترة التي استمرت حوالي 15 عاماً عملت في كثير من المشافي التعليمية الألمانية، وشغلت الكثير من المسؤوليات في هذه المواقع الصحية، حيث كنت طبيباً استشارياً، ومن ثم كبير الأطباء لبعض الوقت، كما كنت مسؤولاً عن أحد أقسام جراحة المفاصل والعظام في إحدى المشافي الكبيرة التي لها مكانة مميزة في "ألمانيا"، وفي عام 2002 انتقلت إلى مدينة "فرانكفورت"، وبدأت أعمل في مركز خاص، وأقوم بمعالجة المرضى من خلال بعض العمليات الصغيرة والمتوسطة، أما العمليات الكبيرة كزراعة المفاصل الاصطناعية في الركبة والحوض، فيتم إجراؤها في أحد المشافي المجاورة لمركزي الطبي هذا».
وعن نشاطاته الموازية لاختصاصه التي كان يقوم بها، يقول: «كانت لي مشاركات فعالة في كثير من النشاطات المتعددة، وخصوصاً في مجال العلم والطب، حيث كنا نعمل على عقد مؤتمرات طبية على مدى أكثر من 20 سنة بمشاركة عدد كبير من كبار الأساتذة والمستشارين الألمان، وكنا ندعوا لها الكثير من الأطباء السوريين للاستفادة منها من خلال تبادل الآراء في كل ما هو جديد في مجال هذه الاختصاصات، كذلك كنا نقوم بزيارات مستمرة إلى"سورية" مع بعض الوفود الطبية، ونضع لها برنامج عمل يشمل مختلف المحافظات السورية، وكانت لمدينتي الغالية "الرقة" حصة من هذه المؤتمرات، إضافة إلى زيارة المشافي وإجراء العمليات الصعبة للكثير من المرضى، وتقديم الكثير من الاستشارات الطبية للمختصين العاملين في هذه المراكز الصحية، وكان الهدف من ذلك هو اطلاع الأصدقاء الألمان والأوربيين على حقيقة الواقع الطبي في "سورية"، والتطور الذي شهده لأن الصورة كانت مشوشة، وغير واضحة عن كثير من الأمور عن بلدنا نتيجة الإعلام المسيّس الذي يشوه في كثير من الأحيان الصورة الحقيقية للواقع الصحي في بلدنا بشكل عام».
ويضيف بالقول: «كان لنا هدف آخر من دعوة تلك الوفود الطبية، وهو زيارة المعالم السياحية والآثار التاريخية العريقة التي تنعم بها "سورية"، خاصة إن تلك الوفود كانت تضم شخصيات سياسية مهمة، وأعضاء برلمان من بعض الدول الأوروبية، وتتم بعد كل زيارة حوارات تتضمن الاستفسار عن كل تلك المشاهدات، وقد تركت صدى طيباً من خلال التغطية الإعلامية التي كنا نتابعها في وسائل الإعلام الألمانية، والتي ساهمت إلى حد كبير في تغيير النظرة التي كانت مكونة سابقاً عن بلدنا، حيث كان الجميع يشيد بالحفاوة والكرم وطيب المعاملة التي كانت ترافق تلك الزيارات، وقد تم نشر هذه الانطباعات في كثير من وسائل الإعلام والصحف الألمانية، ما ساهم في دفع وتشجيع الكثير من الوفود السياحية لاختيار بلدنا إحدى المحطات التي يتوجه لها السياح كل عام للتمتع بالأجواء الجميلة من حيث الطقس، وزيارة المعالم الأثرية التي تمتد إلى آلاف السنين»،
ويتابع حديثه بالقول: «من بين النشاطات التي كان لي دور مهم فيها لم شمل الجالية السورية الكبيرة في "ألمانيا"، حيث استطعنا نتيجة الجهود المبذولة فتح بوابة التواصل بين الكثير من المقيمين هناك منذ فترة طويلة مع الوطن بشكل جيد من خلال تشكيل رابطة للمغتربين التي لعبت دوراً كبيراً ومهماً في جانب لم لشمل، والتفاعل بين الجميع، وقمنا بدعوة الكثير من أبناء الوطن؛ ممن يشغلون مواقع قيادية مسؤولة في "سورية"، ومنهم وزيرة المغتربين سابقاً الدكتورة "بثينة شعبان"، ومفتي الجمهورية "أحمد حسون"، وكان لهذه اللقاءات فائدة عظيمة من خلال تفهم الجميع لمبررات كل ما تعرض له بلدنا من مؤامرات دولية عليه، وقد تأثرت جهودنا كثيراً نتيجة ما حدث، وخاصة فيما يتعلق بعقد المؤتمرات الطبية، وتبادل الزيارات المستمرة بين الجانبين، وانعكس ذلك سلباً على كثير من الجوانب الصحية»،
"نذير الدهنة" عميد المغتربين السورين في "ألمانيا" عنه يقول: «تعرفت على الدكتور "عبد الجبار الخضر" منذ 25 عاماً، وكنت متابعاً لمسيرته العلمية والطبية، ومراقباً لأحواله الشخصية، فهو قامة علمية كبيرة في المجتمع الألماني بإجرائه العمليات التخصصية في المفاصل والركب، وأصبح اسمه مشهوراً في الدول العربية، وهو يجري العمليات الجراحية بشكل أسبوعي لزواره من هذه الأقطار، وقريب جداً من خدمة الجالية السورية في "ألمانيا" خاصة، ويستحق التقدير والاحترام على كل مساعداته الإنسانية لأبناء وطنه الأم، ومشاركاته الاجتماعية لأبناء الجالية السورية في الأعياد الوطنية والقومية وأعيادهم الخاصة»،
الدكتور "عبد الله العبو" عنه يقول: «هو من أبناء البلد المغتربين الذين لهم أيادٍ بيضاء في خدمة الوطن، ومدعاة للفخر لوطنه بعمله كطبيب ناجح باختصاصه، وخلال وجوده في المغترب يسجل له أنه لم يقصر تجاه كل السوريين من كافة النواحي معنوياً ومادياً، عدا عن نشاطه العلمي المميز، وبفضل همته العالية زار "سورية" ولعدة سنوات فريق من خيرة الأساتذة الأطباء الألمان، وألقوا محاضرات قيمة في "الرقة" وغيرها من المحافظات السورية، وخلال الأزمة الحالية كان بيته ملتقى لكافة أبناء البلد، ولم يقصر بمد يد المساعدة للجميع بصدق وكرم وسخاء».
يذكر أنّ الدكتور المغترب "عبد الجبار الخضر" من مواليد "الرقة" 1963.