حفل "الجولان" في السينما باهتمام المخرجين والأدباء والفنانين منذ احتلاله، ودارت الكاميرات تصوّر بطولة المقاتلين على الجبهة، وتحولت الروايات وقصص البطولة إلى صور حية تعج بالحركة لتنقل على شاشات التلفزة والسينما.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 تموز 2020 التقت الفنان "يوسف مقبل" من أبناء "الجولان" المحتل، إذ قال: «ظهرت قضية احتلال "الجولان" والنزوح الكبير لأهله إثر العدوان الصهيوني وقصف القرى والبلدات والمواجهة العنيفة بين جيش الاحتلال الصهيوني، والجيش العربي السوري كخلفية للحدث الرئيسي في أفلام المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد" كما في "ليالي ابن آوى"، "رسائل شفهية"، "ما يطلبه المستمعون"، وحتى فيلمهِ الأخير "أيام الضجر"، إذ لم تغب عنه قضية الجبهة ووجود الأب مع عائلته على خطوط المواجهة مع العدو الصهيوني بحكم انتسابه إلى القوات المسلحة.
هناك مخرج كرس معظم أفلامه من أجل قضية "الجولان" هو "غسان شميط"، فمنذ فيلمهِ الأول "شيء ما يحترق" الذي كتبه الأديب "وليد معماري"؛ ركز فيه على معاناة النازحين في تجمعاتهم وواقع الفقر والبؤس والظروف الاجتماعية القاسية، ويبتكر في فيلمهِ المميز "الهوية" أسلوباً جديداً يعتمد على فكرة التقمص، إذ يعود البطل الشاب الفلسطيني "عهد" إلى قريته الأصلية في "الجولان" المحتل مستعرضاً الأحداث الماضية التي سبقت انتحاره بعد قصة حب فاشلة، ليكتشف أن الأمور لم تتغير خلال الـ 20 عاماً التي قضاها خارج القرية، حيث تأتي أهمية الفيلم كونه يطرح قضايا عامة تتعلق بالعادات والتقاليد ومفهوم الحب بتجلياته المختلفة، إضافة لرصده المعاناة اليومية لأهالي "الجولان" في كفاحهم المرير بغية التمسك بالهوية السورية ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي
أما المخرج "محمد ملص" فتناول الموضوع من زاوية أخرى بعد أن عرض فيلمين وثائقيين عن "القنيطرة" الأول عام 1974 بعنوان "قنيطرة 74"، إذ تأتي الشخصية الوحيدة في الفيلم إلى "القنيطرة" لا لتشاهد الدمار بل لتبحث عن ذاكرتها، والثاني "الذاكرة" الذي قال عنه "ملص": (حين صورت فيلم "القنيطرة 74" اكتشفت أن هناك امرأة لم تغادر "القنيطرة" أبداً أثناء الاحتلال، ولذلك عدت إلى "القنيطرة" من جديد وحاولت أن أرى في ذاكرة تلك المرأة "وداد ناصيف" كم حرباً عشنا وكم كان العمر مليئاً بالرصاص، ولكنها قررت البقاء، وحتى لم يكن لها إلا قططها العشرين تطعمهم وتبحث عن المفقود بينهم)، وفي فيلميه الروائيين "أحلام المدينة"، و"الليل" دمج "ملص" السيرة الذاتية بالذاكرة، إذ ركز في الأول على معاناة النزوح عبر قصة أم تلجأ إلى بيت والدها في "دمشق" مع ولديها إثر وفاة زوجها، ضمن فترة تموز إبان أحداث 1954- 1958، وفي فيلمهِ الأخير بعنوان "محارم" اخترع مشهداً يقول فيه الطفل بطل الفيلم أنه سيطلب من أبيه صورة من "الجولان" ليلصقها على مركبة السوزوكي التي يحلمون بشرائها في المستقبل، وتجيبه الأم قائلةً: (شو بدك بصورة "الجولان" بعد هذا العمر)».
وتابع بالقول: «هناك مخرج كرس معظم أفلامه من أجل قضية "الجولان" هو "غسان شميط"، فمنذ فيلمهِ الأول "شيء ما يحترق" الذي كتبه الأديب "وليد معماري"؛ ركز فيه على معاناة النازحين في تجمعاتهم وواقع الفقر والبؤس والظروف الاجتماعية القاسية، ويبتكر في فيلمهِ المميز "الهوية" أسلوباً جديداً يعتمد على فكرة التقمص، إذ يعود البطل الشاب الفلسطيني "عهد" إلى قريته الأصلية في "الجولان" المحتل مستعرضاً الأحداث الماضية التي سبقت انتحاره بعد قصة حب فاشلة، ليكتشف أن الأمور لم تتغير خلال الـ 20 عاماً التي قضاها خارج القرية، حيث تأتي أهمية الفيلم كونه يطرح قضايا عامة تتعلق بالعادات والتقاليد ومفهوم الحب بتجلياته المختلفة، إضافة لرصده المعاناة اليومية لأهالي "الجولان" في كفاحهم المرير بغية التمسك بالهوية السورية ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي».
"أحمد محمود الحسن" باحث في تراث "الجولان" يقول: «توجد مجموعة من الأفلام الوثائقية والسينمائية عن "الجولان"، و"القنيطرة"، حيث قدمت محافظة "القنيطرة" العرض الأول للفيلم الوثائقي "الجولان في عيونهم" على مسرح سينما "الأندلس" التي دمرها الإسرائيليون قبيل انسحابهم من "القنيطرة" عام 1974، إذ تم العرض تحت سقف وجدران السينما المتداعية وبحضور مئات العائلات الجولانية، فيما فوجئ صغار تلك العائلات بهذه الصالة التي تشير إلى نهضة ثقافية عاشتها المدينة قبل الاحتلال الإسرائيلي لها، وتضمن الفيلم شهادات حية موثقة لمن حضر عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير "القنيطرة" بصور مشبعة ومتعمدة، وذلك من خلال نسفها بالديناميت والهدم بالبلدوزرات والجرافات، والفيلم من سيناريو "بسام عمر"، تصوير "خضر الموسى".
المخرج "رامي فرح" قدم فيلماً بعنوان "صمت" يروي حكاية وطن يتحدى الظلم والاحتلال، وجاء مدعوماً بشهادات طوت قرناً من الزمن عن علاقة الناس بالمكان؛ كالأزقة وملاعب الطفولة والحوانيت والمدارس والضجيج والفرح والحزن والمروءة وصور التظاهرات والأسرى.
أما فيلم "عندنا في الجولان" للمخرج "وسيم الصفدي"، فهو إنتاج مشترك للمخرج ولجامعة "بواتيه" الفرنسية، فهو يتناول حياة وآفاق تطور فئات عدة من المجتمع الجولاني تحت الاحتلال، ويصور الأولاد الصغار يلعبون قرب مصائد الموت حقول الألغام المنتشرة بكثرة داخل "الجولان"، وفي محيط قراه، إذ لا تتوفر من أجلهم أماكن أخرى للعب، وقضاء أوقاتهم، كما يتحدث عن الأسرى السابقين في سجون الاحتلال الصهيوني الذين سجنوا لسنوات طويلة بسبب رفضهم الاحتلال، ثم خرجوا من الأسر، لكنهم بقوا ضمن السجن الكبير الذي هو الاحتلال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى كخريجي الجامعات والإمكانيات المحدودة المتوفرة أمامهم.
وهناك فيلم المخرجة الشابة "إيناس حقي" بعنوان "المعبر" الذي يتابع تعقيدات وشجون زيارة بعض أهالي "الجولان" المحتل إلى ذويهم في "سورية"، ولا ننسى الشريط السينمائي الوثائقي للروائي والناقد "صلاح دهني" الذي جاء تحت عنوان "زهرة الجولان"».