تنقّل في كثيرٍ من المواقع التربويّة التي كان يكلّف بها لتصويب العمل وإصلاح الخلل فيها، كما شغل عدداً من المراكز القيادية في المنظمات الشعبية، واستطاع بحنكته ومهاراته المتميّزة تحقيق النجاح، وترك بصماتٍ إيجابيةٍ في كل منها.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 7 تموز 2020 تواصلت مع المربي "عمار العكلة" ليحدثنا عن مسيرته التربوية الطويلة حيث يقول: «درست المراحل الدراسية في مدينة "الرقة" ثم التحقت بدار المعلمين في مدينة "حمص"، وتخرجت عام 1977 وكلفت موجهاً في ثانوية "عمر بن الخطاب"، وخلال تلك الفترة حصلت على الشهادة الثانوية، وانتسبت إلى جامعة "دمشق" كلية الآداب، وحصلت على شهادة في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية عام 1983.
بعد انتهائي من خدمة العلم، عينت معاوناً للمدير في ثانوية "المعري"، وبعدها عينت مديراً للمعهد وثانوية الفنون النسوية، وأثناء عملي فيهما كان لنا نشاط واسع حيث كنا نقيم سنوياً معارض مميزة للأعمال التي تنتجها الطالبات خلال الوظائف التي يتم تكليفهن بها خلال الفترة الدراسية، وكانت هذه المعارض تحظى بمتابعة كبيرة من أبناء المحافظة لجودة الأعمال المعروضة، ثم بعدها تم تكليفي بإدارة ثانوية الشهيدة "حميدة الطاهر"، ومن بعدها مديراً لدار المعلمين (الصف الخاص)، وأخيراً كلفت مديراً لثانوية "الرشيد" مدة عشر سنوات
وفي تلك الفترة كلفت بمهمة أمين رابطة المدينة لاتحاد "شبيبة الثورة" لعدة سنوات، ثم بعدها تمّ اختياري عضواً في قيادة منظمة "الشبية" في "الرقة"، وتوليت مكتب الثقافة والفنون وخلال فترة تكليفي كانت لنا نشاطات كثيرة على مستوى المحافظة والقطر في الأعمال الفنية والأدبية من مهرجانات مسرحية وأدبية وثقافية في مدينة "الرقة" وريفها، كما شاركنا في المهرجانات المركزية على مستوى القطر، ومنها مهرجان "الشبيبة" في محافظة "درعا" عام 1984 ومهرجان "الشبيبة" في محافظة "اللاذقية" عام 1985، وشاركنا في مهرجان "الأغنية السياسية" في محافظة "إدلب" عام 1986، وحصلنا على المركز الثاني على مستوى القطر، والمهرجان الأدبي في محافظة "حمص" للشعر والقصة والمقالة».
ويتابع حديثه بالقول: «بعد انتهائي من خدمة العلم، عينت معاوناً للمدير في ثانوية "المعري"، وبعدها عينت مديراً للمعهد وثانوية الفنون النسوية، وأثناء عملي فيهما كان لنا نشاط واسع حيث كنا نقيم سنوياً معارض مميزة للأعمال التي تنتجها الطالبات خلال الوظائف التي يتم تكليفهن بها خلال الفترة الدراسية، وكانت هذه المعارض تحظى بمتابعة كبيرة من أبناء المحافظة لجودة الأعمال المعروضة، ثم بعدها تم تكليفي بإدارة ثانوية الشهيدة "حميدة الطاهر"، ومن بعدها مديراً لدار المعلمين (الصف الخاص)، وأخيراً كلفت مديراً لثانوية "الرشيد" مدة عشر سنوات».
وعن المهام الأخرى التي شغلها يقول: «كلفت عضواً في المكتب الفرعي لنقابة المعلمين عام 1997، وتوليت أمور مكتب التربية، ونفذنا خطة عمل مستمرة حيث أقمنا الكثير من الندوات الثقافية واللقاءات التي كانت تضم خيرة الكوادر العاملة في المجال التربوي، وكان الهدف من ذلك مناقشة واقع العملية الدراسية بهدف الارتقاء بالعملية التربوية بشكل عام، كما أقمنا في المركز الثقافي بـ"الرقة" ندوة مركزية حول تطوير الامتحانات في "سورية"، وشارك فيها آنذاك معاون وزير التربية الراحل "سليمان الخطيب"، ورئيس قسم المناهج في "الرقة" الراحل "عبد الحليم العلي"، وكانت لي مشاركات مستمرة أيضاً في مدرسة الإعداد الحزبي لفترة طويلة بإعطاء محاضرات فكرية وسياسية في الكثير من المراكز الثقافية في مدينة "الرقة" وريفها، كما كنا نقيم سنوياً ندوات توعية للمواقيف في سجن الأحداث بـ "الرقة"، وفي السنوات الأخيرة وقبل إحالتي على التقاعد كلفت بتدريس مادة الثقافة الوطنية في كلية الآداب، والمعهد الرياضي».
"هدى فلوح" مدرسة متقاعدة عنه تقول: «المربي "عمار العكلة" تعجز الكلمات عن وصفه حقيقة دون أي مجاملة، عملت معه في عدد من المدارس بصفة موجهة، وكانت من أجمل الأيام خلال مسيرتي التعليمية فقد كان تعامله رائعاً، وكان متميزاً بحكمته من خلال تعامله الأبوي مع الطلاب واحترامه لزملائه المدرسين، وإخلاصه لمهمته حيث كانت المدرسة بيته الثاني، ويتابع بنفسه كل الأمور باهتمام كبير ويحرص على تشجيع الطلاب المتفوقين، وكان يتواصل مع أهاليهم من أجل استمرار تفوقهم، كما كان مرجعاً للجميع في كل ما يتعلق بالعملية التربوية، وكانت له أيضاً معي مواقف إنسانية لا يمكن أن أنساها، وكان يمد يده لمساعدة الجميع».
المدرس "عبد اللطيف المطر" عنه يقول: «عرفته منذ منتصف السبعينيات عندما جمعتنا الدراسة في دار المعلمين بـ"حمص" فهو بالنسبة لي أخ وصديق وزميل أستطيع أن أصفه بأنه متواضع لحد البساطة، وجدي بعمله لحد القداسة، وقد أثبت نجاحه في كل المواقع التربوية التي عمل بها نتيجة طبعه واحترامه للآخرين، وجعلهم مساعدين وشركاء له بالعمل بحيث يصبح الكادر الذي يعمل معه كتلة متجانسة هدفها النجاح لأنهم شركاء فيه، كما أنه لا يميز بين أحد وآخر بحكم موقعه مديراً على زملائه، وهذا ما ظهر واضحاً في إدارته لأهم المواقع التعليمية في "الرقة"، كما ساهمت سعة ثقافته وتفهمه لعمله بجعله ينتهج أسلوب الإدارة الناجحة المبدعة من خلال العمل بروح القانون لا به دون تجاوز، ولم يعمل بعمل التقليد والروتين والتحجر لذا كان قادراً على مواجهة المشكلة وحلها دون الإضرار بالآخر زميلاً أو طالباً، يصاف إلى ذلك أنه كان في ممارسة عمله صادقاً ووفياً واجتماعياً، ويترك الأثر الجميل مع كل من يتعامل معه».
يشار إلى أنّ المربي "عمار العكلة" من مواليد "الرقة" عام 1957.