امتهن صنع المأكولات السورية بكلّ أشكالها، وطوّر موهبته وحبّه للطبخ من خلال دراسته، وسعى إلى نقل ثقافة المأكولات الشعبية السورية إلى العالم، فقدّم بيت "الفلافل" السوري بأبهى حلّةٍ في "هولندا".
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 25 حزيران مع "محمد الصيدلي" ليتحدث عن حياته حيث قال: «درست في معهد التأهيل والتدريب المهني الفندقي والسياحي، في منطقة "دمر" في "دمشق"، وتخرجت منه عام 2012، عملت في مجال التجارة في أول طريقي، ثم سافرت إلى "لبنان" ومارست العديد من الأعمال الحرة التي كانت تساعدني في تأسيس مستقبلي، بالإضافة إلى عملي ضمن اختصاصي وهو الطبخ في الكثير من المطاعم اللبنانية، بعدها سافرت إلى "هولندا" حيث عانيت كثيراً لأجد فرصتي في إقامة مشروعي الخاص، وعُرض عليّ العديد من الأعمال لكني رفضت، وهنا بدأت العمل من خلال الفعاليات المقامة من قبل المنظمات الهولندية التي كانت تساعد الجاليات العربية على الاندماج مع بعضها، فكنت أُعدّ لهؤلاء الأشخاص وجبات الطعام في كلّ النشاطات، ومن هنا حاولت نشر ثقافة المطبخ السوري لدى الهولنديين الذين أصبحوا يحضرون خصيصاً لتناول الوجبات السورية».
حاورتني العديد من الصحف المحلية، لأن الكثير منهم يعلمون الأمور التي عانيت منها حتى استطعت تأمين عملي الخاص، كنت لا أتحدث الهولندية بطلاقة، ورغم ذلك لم يشعروا أني لا أفهم مطلبهم، عدا عن الأمور القانونية التي يعاني منها المواطن السوريّ لتحقيق هدفه، فالسلطات الهولندية تفرض على كل صاحب فكرة مشروع معين وضع خطة عمل وهي مكلفة جداً، لكني حاربت ولم أيأس لأني مغترب على العكس تماماً؛ كان هذا الشيء دافعاً لي لأحمل ثقافة سورية وتراثها إلى "أوروبا"، واليوم عندما أرى النتائج بأن زبائني يكررون باستمرار كلمة هذه أشهى "فلافل" أتناولها سواء كانوا سوريين أم هولنديين، فأنا أشعر بالفخر الحقيقي لأنّني أقدم لهم الوجبة كما أرغب بأن تقدم لي، وهذا ما أخبرهم به دوماً
وعن أول أعماله الفردية في "هولندا" أكمل قائلاً: «بعد فترة صغيرة من العمل في الطهي، قمت بافتتاح شركة صغيرة يطلق عليها "كيترينغ" لتأمين الطلبات من داخل منزلي، وأصبح الناس يتداولون اسمي بينهم، ويتحدثون عن الطعام السوري الذي أقدمه بوصفات شهية جداً، هذا الأمر حقق لي انتشاراً ضمن منطقتي، ومن خلاله قُدِمتْ لي فرصة لافتتاح مطعم صغير لكنه لا يتسع لأكثر من نوع واحد من الوجبات، وهنا قررت أن تكون الوجبة الشعبية الشهيرة التي سأقدمها هي "الفلافل"، كونها من التراث السوري، ومكوناتها شرقية جداً وغير مألوفة بالنسبة للهولنديين، وعلى الرغم من انتشار الكثير من المطاعم في الآونة الأخيرة في أوروبا باسم "المطعم السوري"، إلا أنها لا تقدم في أطباقها المكونات الحقيقية للمأكولات السورية، فحاولت استخدام البهارات الخاصة بالفلافل مع الإضافات والخضراوات الخاصة بها، وبالفعل لاقت قبولاً كبيراً من الناس مختلفي الهويات والجنسيات، وأصبح هذا المكان الصغير مقصداً للكثير من الناس، فبعضم يرغب بتناول "الفلافل"، والآخر يأتي ليسأل عن أسرار الوصفات السورية، والآخر يأتي ليأخذ الطاقة الإيجابية لبدء مشروعه الخاص».
يكمل "محمد" الحديث عن النتائج التي حققها من المشروع: «حاورتني العديد من الصحف المحلية، لأن الكثير منهم يعلمون الأمور التي عانيت منها حتى استطعت تأمين عملي الخاص، كنت لا أتحدث الهولندية بطلاقة، ورغم ذلك لم يشعروا أني لا أفهم مطلبهم، عدا عن الأمور القانونية التي يعاني منها المواطن السوريّ لتحقيق هدفه، فالسلطات الهولندية تفرض على كل صاحب فكرة مشروع معين وضع خطة عمل وهي مكلفة جداً، لكني حاربت ولم أيأس لأني مغترب على العكس تماماً؛ كان هذا الشيء دافعاً لي لأحمل ثقافة سورية وتراثها إلى "أوروبا"، واليوم عندما أرى النتائج بأن زبائني يكررون باستمرار كلمة هذه أشهى "فلافل" أتناولها سواء كانوا سوريين أم هولنديين، فأنا أشعر بالفخر الحقيقي لأنّني أقدم لهم الوجبة كما أرغب بأن تقدم لي، وهذا ما أخبرهم به دوماً».
"مازن أكراد" مغترب سوري مقيم في "ألمانيا" قال: «نحن نسافر باستمرار إلى دول "أوروبا"، وأثناء رحلتي إلى "هولندا" زرت المطعم الخاص بـ"محمد"، وفوجئت بكمية الزبائن الأجانب الذين يتوافدون بشكل كبير إلى المطعم لتناول الفلافل السورية، وبالرغم من وجود عدة مطاعم لأشخاص سوريين في "هولندا"، إلا أن هذا المطعم كانت له بصمة مميزة بسبب التفرد في تقديم هذه الوجبة الشعبية، وعن نفسي فلقد أصبحتُ زبوناً دائماً، حتى أنني أخبرت جميع أصدقائي عنه؛ الهولنديون منهم والسوريون، والقادمون من الوطن العربي، ولكن الأهم في طريقة "محمد" بصنع الفلافل هو الطريقة التي يقدم فيها الطبق، والتي تجذبك لتجربته دون تردد، وأنا كمغترب سوري فخور جداً بأن أجد مطعماً سورياً شهيراً في بلد غربي، محاولاً نقل التراث السوري، وتعريف الغرب بحضارتنا وإعطائهم صورة جميلة عن حياتنا».
من الجدير بالذكر أنّ "محمد الصيدلي" من مواليد "درعا" عام 1990.