تفوّق لاعباً وتميّز مدرباً في ميدان كرة القدم الرقيّة بعد أن نجح في تأسيس قاعدة واسعة من المواهب تخرّج منها لاعبون برزوا بشكل لافت على مستوى القطر، ويعود له الفضل في منافسة ناديه "الشباب" بمحاولة الصعود للدوري الممتاز لأكثر من مرة.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 تموز 2020 تواصلت مع الكابتن "إبراهيم الراشد" ليتحدث لنا عن مسيرته الطويلة في ميدان كرة القدم حيث يقول: «بدأت بممارسة كرة القدم اللعبة الشعبية منذ نهاية السبعينيات عندما استهوتني نتيجة الجاذبية الخاصة التي تتميز بها عن الألعاب الأخرى، وكانت البداية في المدرسة والمشاركة في بطولة المدارس التي كانت تقام على مستوى المحافظة، ومن ثم الانتقال لتمثيل منتخب "الرقة" المدرسي في البطولات المركزية للمرحلة الأولى، وبعدها انتقلت إلى فرق الأحياء الشعبية التي كانت ناشطة في فترة الثمانينيات ضمن فريق "الإسماعيلي"، ثم انتسبت إلى نادي "الشباب" وتدرجت بكافة فئاته، ولعبت في تلك الفترة مع منتخبات المحافظة الأهلية والمدرسية لعدة سنوات حققنا في بعضها مراكز جيدة.
الكابتن "إبراهيم الراشد" رياضي غني عن التعريف في كرة القدم بـ "الرقة" حيث كان لاعباً متميزاً منذ صغره، وتابع حضوره الفعال عندما أصبح مدرباً حيث حقق الكثير من الإنجازات، وله أيادٍ بيضاء عندما اختص بتدريب الفئات العمرية حيث طور مستوى عدد كبير من اللاعبين الذين له فضل كبير عليهم، وهو شخص ميداني يعشق مهنته، ويعمل دون كلل أو ملل ودون مقابل في معظم الأحيان، ويحظى بمحبة وتقدير كل من عمل نتيجة صدقه وغيريته على لعبة كرة القدم في ناديه
كما سنحت لي الفرصة في تلك الفترة للعب مع أندية "الاتحاد"، و"الحرية" عندما كنت بفئة الشباب، لكن بعض الظروف حالت دون انتقالي لها وتحقيق حلمي بالمشاركة معها كونها من أندية المقدمة بالقطر في كرة القدم التي خرّجت من بين صفوفها الكثير من نجوم كرة القدم السورية في تلك المرحلة»،
ويتابع حديثه بالقول: «طيلة الفترة التي كنت أمارس فيها لعبة كرة القدم في نادي "الشباب" كان النادي مصنفاً بالدرجة الثالثة، وكنا نشارك سنوياً في التصفيات النهائية للصعود للدرجة الثانية، ولم نوفق بذلك نتيجة بعض الظروف التي لم تساعدنا، ومنها ضعف الإمكانيات المادية للنادي وعدم قدرته على تأمين المستلزمات الضرورية للعبة، وغياب الحوافز وضعف الكوادر التدريبية في مدينة "الرقة" بشكل عام، ما يجبرها أحياناً لاستقدام مدربين من المحافظات المجاورة من "دير الزور"، و"حلب"، لكن رغم فشلنا بعدم تحقيق طموحاتنا بالصعود للدرجة الثانية لم نيأس، واستمرت المحاولات بشكل سنوي حتى نجحنا في عام 1993 بالتأهل للدرجة الثانية بعدما تصدرنا تجمع الأندية الذي أقيم في مدينة "اللاذقية"، واستطعنا الفوز بالمركز الأول بعد منافسة حادة مع عدة أندية، وأعدُّ ما حصلنا عليه إنجازاً ثميناً لنادينا بشكل خاص، وكرة قدم "الرقة" بشكل عام كونه جاء بعد غياب استمر لأكثر من 17 عاماً قضاها النادي في دوري الدرجة الثالثة.
وقد ساهم ذلك بلفت الانتباه لوضع كرة القدم بالمحافظة حيث بدأت تجد بعض الاهتمام فتوسعت نشاطاتها، وبدأت تحظى بمتابعة جماهيرية أكثر من ذي قبل، وبدأت بعض المواهب تبرز نتيجة الالتزام بالتدريب والمشاركة في مباريات الدوري العام».
وعن متابعته العمل في ميدان اللعبة كمدرب يقول: «كان ذلك بالصدفة عندما كنت لاعباً بفريق الرجال، وفي تلك الفترة أعلن عن بدء دوري للأندية لفئة الشباب، فبحثت الإدارة عن مدرب لقيادة الفريق، ولم تجد أحداً يقبل بالعمل، فقامت بتكليفي بهذه المهمة، وخلال فترة قصيرة من الاستعداد استطعت تجهيز فريق جيد شارك في التجمع النهائي، وأحرز المركز الأول وساهم بصعود النادي للدرجة الثانية، ومن بعدها تابعت العمل في ميدان التدريب بعد أن وجدت فيه ما يحقق رغباتي وطموحاتي، لذلك عملت على تطوير إمكانياتي من خلال المشاركة بجميع الدورات التدريبية التي كانت تقام داخل المحافظة وخارجها.
وخلال فترة ممارستي التدريب كلفت بتدريب فرق نادي "الشباب" لكافة الفئات، وفريق رجال نادي "الفرات"، ونادي "العمال"، ومنتخبات "الرقة" المدرسية، والأهلية على مدى سنوات طوال، ومنتخب مدينة "الطبقة" إضافة إلى بعض فرق الأحياء الشعبية».
وعن أهم النتائج التي أحرزتها الفرق التي دربها يقول: «بالنسبة لنادي "الشباب"، فقد كنت مدرباً لفريق الرجال الذي تصدر دوري الدرجة الثانية عام 2009، ونافسنا عدة أندية للتأهل للدرجة الأولى، لكن لم نوفق لوجود فوارق كبيرة مع تلك الأندية التي تمتلك إمكانيات كبيرة لم نتمكن من توفيرها، كذلك نافسنا بقوة على الصعود للدرجة الأولى لفئة الشباب عندما تأهلنا للمباراة النهائية مع نادي "رميلان" الذي خسرنا معه بصعوبة في أجواء غير طبيعية عندما أشرك لاعبين مخالفين للسن القانونية، ومن أندية أخرى، وقدمنا حينها اعتراضاً لاتحاد كرة القدم، لكن للأسف تم السكوت عن الموضوع.
وعلى صعيد الرياضة المدرسية دربت عدة فرق لمختلف الفئات، وحقق بعضها في البطولات المركزية نتائج جيدة، وحالياً أقوم بتدريب فريق "الترجي" في مدينة "الطبقة" منذ عدة سنوات، وخلال مسيرتي التدريبية خرّجت عدداً من اللاعبين المتميزين الذين فرضوا أنفسهم واستقطبتهم أندية درجة أولى ومنهم "أكرم الحسين"، "حسام الشيخ"، و"محمد دهان"».
"عصام العفيش" لاعب سابق في نادي "الشباب" عنه يقول: «الكابتن "إبراهيم الراشد" رياضي غني عن التعريف في كرة القدم بـ "الرقة" حيث كان لاعباً متميزاً منذ صغره، وتابع حضوره الفعال عندما أصبح مدرباً حيث حقق الكثير من الإنجازات، وله أيادٍ بيضاء عندما اختص بتدريب الفئات العمرية حيث طور مستوى عدد كبير من اللاعبين الذين له فضل كبير عليهم، وهو شخص ميداني يعشق مهنته، ويعمل دون كلل أو ملل ودون مقابل في معظم الأحيان، ويحظى بمحبة وتقدير كل من عمل نتيجة صدقه وغيريته على لعبة كرة القدم في ناديه».
الإعلامي "حسام دعدوع" عنه يقول: «الكابتن "إبراهيم الراشد" قدم الكثير لكرة القدم الرقية لاعباً ومدرباً، وكان له دور مهم في الكشف عن عدد من المواهب التي رفدت منتخبات المحافظة والأندية.
وما يتميز به عن غيره من الكوادر التدريبية، هو أنه لا يتوانى عن العمل في أصعب الظروف التي كانت تلازم اللعبة بالمحافظة من ضعف الإمكانيات، وغياب أبسط المستلزمات الضرورية، ورغم ذلك نجح خلال قيادته لمعظم الفرق والمنتخبات الأهلية والمدرسية في تحقيق نتائج جيدة في كافة المشاركات في مباريات الدوري العام».
يشار إلى أنّ المدرب "إبراهيم الراشد" من مواليد "الرقة" عام 1968.