امتدت مسيرة الإعلامي والشاعر الغنائي "توفيق عنداني" لنحو نصف قرن كتب خلالها حوالي 400 أغنية للوطن والحب فضلاً عن الأغاني الشعبية، وغنى من كلماته كبار المطربين السوريين والعرب، إضافةً إلى تميزه في العمل الصحفي المكتوب، المرئي، والإذاعي.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "بسام الخالد" بتاريخ 16 آب 2020، ليحدثنا عن الراحل قائلاً: «الصحفي والشاعر الغنائي "عنداني" صاحب مسيرة عطاء طويلة، حقق في مجال الصحافة مسيرة غنيّة في العمل الصحفي والإبداعي، من أبرز محطاتها رئاسة تحرير مجلة "صوت العرب" إضافة لعمله الصحفي في عدة صحف ومجلات في "حلب"، "حماة" ثم "دمشق" التي عاش فيها بعد نزوحه عن منزله في "حرستا" وتعرّض مكتبته الغنّية والهامة للنهب والدمار، وكان من أهم برامجه التلفزيونية برنامج "دهب عتيق" على شاشة "سورية دراما"، المحطة الهامة التي سلط الضوء من خلالها على ذهب الغناء وجواهره وعمالقته، تم تكريمه عدة مرات من قبل وزارة الإعلام السورية ووزارة الثقافة كان آخرها بمناسبة عيد التلفزيون على مسرح "دار الأوبرا"، كان صديقاً محباً، مخلصاً، صحفياً، كاتباً وشاعراً غنائياً ومؤرخاً فنياً قل مثيله، عمل في إذاعة "حلب" ثم انتقل إلى "دمشق" وبقي حتى لحظاته الأخيرة شعلة في العطاء على الرغم من تجاوز عمره الثمانين عاماً أمضاها في العمل الإعلامي بين الصحافة المقروءة، الإذاعة والتلفزيون، كما كان ناشطاً نقابياً متميزاً، إنه بحق (شيخ شباب) وعميد كتاب الأغنية السورية بلا منازع».
كنت أعرف الشاعر "عنداني" اسماً من خلال الإذاعات السورية والعربية التي كانت تذيع أغاني لكبار المطربين من كلماته قبل أن التقيه شخصياً منذ حوالي العشر سنوات أي في بداية الأزمة في "سورية"، حيث التقيتُ به في دائرة الموسيقا في "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، جذبني إليه من خلال أسلوبه في الحديث واحترامه للجميع وجرأته في قول الحق حيث أنّه كان لا يجامل أبداً بخصوص الشعر وخاصة النصوص الغنائية، وبعدها تطورت علاقتي معه حيث كان معجباً بكتاباتي الشعرية ككل والغنائية على وجه الخصوص، وكنت أغبطه على كتاباته المميزة، تاريخه الأدبي والإعلامي الطويل، وخبرته، فشاعر مثله كتب لكبار المطربين وبأغلب اللهجات العربية كالسورية واللبنانية والمصرية والخليجية لا أعتقد أنّ أحداً يستطيع أن يأخذ مكانه سوريّاً وعربيّاً
من جهته "مزاحم الكبع" شاعر وأحد أصدقاء الفقيد يقول: «كنت أعرف الشاعر "عنداني" اسماً من خلال الإذاعات السورية والعربية التي كانت تذيع أغاني لكبار المطربين من كلماته قبل أن التقيه شخصياً منذ حوالي العشر سنوات أي في بداية الأزمة في "سورية"، حيث التقيتُ به في دائرة الموسيقا في "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، جذبني إليه من خلال أسلوبه في الحديث واحترامه للجميع وجرأته في قول الحق حيث أنّه كان لا يجامل أبداً بخصوص الشعر وخاصة النصوص الغنائية، وبعدها تطورت علاقتي معه حيث كان معجباً بكتاباتي الشعرية ككل والغنائية على وجه الخصوص، وكنت أغبطه على كتاباته المميزة، تاريخه الأدبي والإعلامي الطويل، وخبرته، فشاعر مثله كتب لكبار المطربين وبأغلب اللهجات العربية كالسورية واللبنانية والمصرية والخليجية لا أعتقد أنّ أحداً يستطيع أن يأخذ مكانه سوريّاً وعربيّاً».
بدوره "علام العبد" صحفي وأحد زملائه قال: «برحيله يخسر الوسط الإعلامي السوري أحد أبرز الإعلاميين والشعراء الذين تركوا بصمات واضحة في العمل الإعلامي الغنائي والأدبي والوطني، أصدر "عنداني" كتاباً بعنوان "البعث في دروب النضال" عام 1965، وكتب للحزب نحو ثمانين عملاً غنائياً، وتحت عنوان "ألف تحية" غنّت للبعث من أشعار "عنداني" الفنانة "دلال الشمالي"، وكانت له إسهامات إذاعية، وقد جرى تكريمه عبر عشرات المهرجانات المحلية، العربية، والدولية، وشكلت إبداعاته جزءاً مهما من تاريخ الأغنية في "سورية" والمنطقة العربية، وخلدت مؤلفاته أصوات كبار المطربين، يمتلك نحو 400 أغنية معظمها غير معروف لعدم بثّها في الإذاعة، غنى له "رفيق شكري"، "سهام إبراهيم"، "نور الهدى"، "هيام يونس"، "سوزان عطيّة" من "مصر"، "سهام الصفدي" من "الأردن"، وغيرهم، إضافةً إلى "عبد الرزاق محمد" و"رفيق سبيعي" الذي غنّى من أعماله أكثر من 12 نصاً منها "اقعود واتحبّك"، "حبوباتي التلموذات"، "أم صيّاح عم تتعلّم" وغيرها، كما كتب في ظل الحرب على "سورية" نحو أربعين أغنية وطنية منها "من قاسيون" غناء "نور عرقسوسي"».
يذكر أنّ الراحل "توفيق عنداني" عمل في الإذاعة والتلفزيون أكثر من خمسة وخمسين عاماً، من مواليد "إدلب" عام 1939، حائز على إجازة في اللغة العربية، عضو في اتحاد الصحفيين العرب، رئيس جمعية "المؤلفين والملحنين"، تم تكريمه في العديد من الدول منها "سورية"، "العراق"، "لبنان"، "الجزائر"، نال شهادة الدكتوراه الفخرية، وتوفي في شهر آب 2020 بعد إصابته بفايروس "كورونا".