لم يأتِ تميز المهندس السوري "بسام البحري" ابن محافظة السويداء من فراغ، وهو الذي اتخذ من إتقان العمل شعاراً لازمه طيلة فترة اغترابه، حتى نال حظه من النجاح الذي تكلل بتكريم مكتبه الهندسي في دولة "الإمارات العربية المتحدة".
وعلى أرض الوطن كان للمهندس "البحري" قصص تميز أخرى بدأها من خلال إطلاقه مشروعاً سياحياً في محافظة السويداء، فضلاً عن أياديه البيضاء التي امتدت لمساعدة العشرات من طلاب الجامعات والأسر المحتاجة.
المهندس "بسام" داعم لجمعيتنا، هو دائماً يقدم التبرعات ويساهم بنجاح نشاطاتنا ومبادراتنا، إضافة إلى دعمه لطلاب الجامعات ودعمه للأسر المحتاجة، فهو يؤمن بأهمية دعم التعليم للنهوض والارتقاء وتفكيره ينم عن رقي وثقافة، وعلى الصعيد الإنساني هو شخص خلوق ومهذب وصديق للجميع، هادئ الطباع ويعشق عمل الخير
قصةُ اغتراب
عن تجربة اغترابه يقول المهندس "البحري": «في طفولتي عشقت مراقبة الأشياء من حولي والبحث عن الجمال محلقاً بأحلامي وأفكاري من دون حدود أو قيود، تعلمت أن الحياة جميلة عندما ننظر إليها بحب وتفاؤل وأن ما تزرعه اليوم تحصده غداً، تعلمت أن السماء لا تمطر ذهباً فاجتهدت وقررت ألا أنتظر، وأن أزرع الأمل في كل أرض مهما كانت قاحلة..
في عام 1976 حيث كنت في العاشرة من عمري انتقلنا للعيش بدولة "الإمارات" مع عائلتي وهناك أكملت دراستي حتى حصولي على شهادة في الهندسة المعمارية، وأسست لاحقاً مكتب "غرناطة" للمعماريين والمهندسين الاستشاريين في مدينة "العين" الإماراتية عام 1994، وقد حصل على تكريم من بلدية "العين" عام 2019».
تكريمٌ بجدارة
ويضيف: «استطعت من خلال عملي في الهندسة المعمارية، مزج العادات والتقاليد وطريقة المعيشة والثقافة والحداثة ضمن مبنى يشعُّ بالحياة، مع ربط المبنى من الداخل بالمحيط الخارجي بطريقة عصرية وشكل معماري مميز، بحيث يكون كل مبنى له خصوصيته حسب مستخدميه، وقد لاقت هذه التصاميم إعجاباً ورواجاً خصوصاً بعد تنفيذها واستخدامها، كان العمل يستغرق ساعات طويلة لتقديم أفضل التصاميم والعمل بشكل أكاديمي لتقديم مستوى أداءٍ عالٍ لمنع أي خطأ في التنفيذ، وقد أثمر ذلك الجهد وحصل المكتب على تقدير الجهات المسؤولة وعملائنا وحتى الشركات المنفذة، واستمرارنا بالمحافظة على هذا المستوى أسهم بنجاح العمل واستمراره فأنجزنا مئات المشاريع من فلل سكنية وبنايات تجارية ومراكز تسوق وفنادق».
وعن التكريم الذي حازه يقول "البحري" : «عام 2019 أطلقت بلدية "العين" في دولة "الإمارات" أول مبادرة لخلق جو من التنافس والتطوير بين المكاتب الاستشارية، ليكون التكريم الأول من نصيبنا ولله الحمد، وأنا هنا أتحدث باسمي وباسم جميع العاملين في مكتب "غرناطة"، فالجميع بذل جهداً جباراً وهم يستحقون التكريم، فقد كان شعارنا في العمل "إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه" هذه المبادرة فيما بعد أضحت تقليداً سنوياً وفي كل عام هناك مكرمون جدد».
على أرض الوطن
لم يقتصر تميز المهندس "البحري" على ما حصل عليه من تكريم في دولة "الإمارات"، بل تعداه إلى تميز آخر على أرض الوطن وبالتحديد في محافظته "السويداء"، حيث بدأ بمشروع سياحي متكامل إلا أنه توقف بسبب ظروف الحرب التي شهدتها "سورية".
يقول "البحري" : «كانت البداية بمشروع فندق ومنتجع في منطقة "ظهر الجبل" عام 2008، وكان للمشروع أهمية كبيرة ولقي تشجيعاً من المعنيين، تم إنجاز 60% منه رغم تحديات نقص الخبرات ونقص العمالة الماهرة في المنطقة، ولكن بعد الحرب أصبح من الصعب استكماله، على أمل عودة الاستقرار لمتابعة ما بدأنا به.. كنت شديد الحرص على تنفيذ الفندق بمواصفات قياسية ودرجة سياحية عالية، لرفع مستوى الأداء ولأن أهلي في "السويداء" يستحقون منشأة متميزة، وسررت عندما علمت بأن هذه الفكرة شجعت العديد من المستثمرين للاقتداء بها».
أيادٍ بيضاء
ويعدُّ "البحري" من أوائل الداعمين للتعليم ولطلبة الجامعات على وجه التحديد، حيث بدأ مشروعه الداعم لهم عام 2014 وما زال مستمراً إلى الآن، وعدد الطلاب المستفيدين في ازدياد كل عام حيث وصل مؤخراً إلى عشرين طالباً.
السيدة "سميرة سرايا" رئيس جمعية الأيادي البيضاء في محافظة "السويداء" تقول: «المهندس "بسام" داعم لجمعيتنا، هو دائماً يقدم التبرعات ويساهم بنجاح نشاطاتنا ومبادراتنا، إضافة إلى دعمه لطلاب الجامعات ودعمه للأسر المحتاجة، فهو يؤمن بأهمية دعم التعليم للنهوض والارتقاء وتفكيره ينم عن رقي وثقافة، وعلى الصعيد الإنساني هو شخص خلوق ومهذب وصديق للجميع، هادئ الطباع ويعشق عمل الخير».
الدكتور "ماهر بدر" طبيب عيون وصديق للمهندس "بسام" تحدث عنه بالقول: «تربطني بالمهندس "بسام" علاقة صداقة، نلتقي في إجازاته وأثناء اغترابه نتواصل عبر الانترنت، أعرفه هادئاً ومحباً وأخلاقه عالية، ينتمي لأسرة عُرفت بالصدق ونبل الأخلاق، كنت ضمن مؤسسي جمعية "براعم" لرعاية الطفولة عندما علمت مصادفة بأنه يقدم رواتب لطلاب جامعات، والرواتب تكفي لمصاريف الدراسة بالكامل، والحقيقة لم أفاجأ لمعرفتي بطبعه ونبل أخلاقه ولكن تلك المبادرة تستحق التقدير وتسليط الضوء عليها، استثمار الشباب هو استثمار ناجح ومنعكاساته إيجابية دائماً».
بقي أن نذكر أن المهندس "بسام البحري" من مواليد محافظة "السويداء" عام 1966 ومقيم حالياً بين "الإمارات" و"بريطانيا".