رافقه طموحٌ لا يفتر بالسعي إلى الأفضل، وهو طموح برز في نشأته الدراسية الأولى، وبقي معه حتى مراحله اللاحقة التي حقق فيها طالب هندسة المعلوماتية "زين العابدين النوا" نجاحاً وتفوّقاً لافتينِ بجامعته التي يدرس فيها في "الهند" من خلال حصوله على معدل 100% في فصوله الدراسية، ما جعله طالباً مميزاً ونال مجموعةً من الامتيازات ضمن برامج الجامعة التي يدرس فيها، بالإضافة لتصميمه عدداً من المشاريع.
من البداية
مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت مع "زين العابدين النوا" الذي تحدّث عن مسيرته الدراسية بالقول: «نشأت في محافظة "اللاذقية" ودرست في مدارسها، وبعد نجاحي في الثانوية العامة انتسبت إلى فرع هندسة الحاسبات والتحكم الآلي في جامعة "تشرين"، وشاركت خلال سنواتي الدراسية بمسابقات طلابية عدة كالأولمبياد العلمي السوري في تخصص الرياضيات والمعلوماتية في المرحلة الثانوية، والبطولة البرمجية المعروفة باسم ACM في المرحلة الجامعية وتحديداً في السنة الثانية، ومع بدايات السنة الثالثة كنت أفكر بتغيير مجال الدراسة خصوصاً بعد مراسلتي لجامعة في "ألمانيا"، وتمكّني من الحصول على قبول جامعي في اختصاص الطب البشري، استمرت عمليات المراسلة والرد تقريباً حتى منتصف السنة الرابعة في جامعة "تشرين"، لكن تعثر القبول لعدم تحقق شرط مبلغ مالي قدره ثمانية آلاف يورو يودع في البنك خلال تلك الفترة».
علمت من أحد الأصدقاء عن وجود منحة دراسية مقدمة من "الهند" وقد تم قبولي فيها، فقمت بمراسلة اتحاد الطلبة السوريين في "الهند" وأرسلت مستنداتي لهم على أمل الحصول على القبول في السنة التالية وبعد اعتذار بعض الأشخاص عن الالتحاق بالمنحة تمّ قبولي للالتحاق بالجامعة الهندية عام 2018 خلال أسبوع واحد فقط
منحةُ "الهند"
لم يتوانَ عن البحث وخاصة بعد تعثر سفره إلى "ألمانيا" ويضيف: «علمت من أحد الأصدقاء عن وجود منحة دراسية مقدمة من "الهند" وقد تم قبولي فيها، فقمت بمراسلة اتحاد الطلبة السوريين في "الهند" وأرسلت مستنداتي لهم على أمل الحصول على القبول في السنة التالية وبعد اعتذار بعض الأشخاص عن الالتحاق بالمنحة تمّ قبولي للالتحاق بالجامعة الهندية عام 2018 خلال أسبوع واحد فقط».
ويتابع "النوا": «تقدمت للامتحان فحصلت حينها على درجات عالية، ونلت معدلات تامة وشبه تامة في الفصول اللاحقة وصولاً للحصول على معدل 100%، وهو ما دفع الجامعة لمنحي بعض الميزات وتكليفي بتصوير فيديو إعلاني لجذب الطلاب من الجنسيات الأخرى للقدوم والدراسة في "الهند"، وكتابة بعض المقالات العلمية في مجلة الجامعة والمشاركة في البطولات البرمجية المحلية في الولاية التي تنتمي لها الجامعة».
ويضيف: «من أحد أهم الميزات التي حصلت عليها بسبب حصولي على معدل 100%، رحلة علمية لمدة شهر إلى "ألمانيا"، ولكن تمّ تأجيلها لاحقاً بسبب وباء كورونا، وفي السنة الثانية تم انتخابي لأكون مسؤولاً عن التواصل بين الطلاب والقسم الإداري والتدريسي في قسم تخصصي في الجامعة، وجاء ذلك نتيجة لقدرتي على التواصل الاجتماعي والعلمي مع أعضاء الهيئة التدريسية».
تصميمُ بيتٍ ذكيّ
قام "النوا" بتصميم عدد من المشاريع خلال سنواته الدراسية بناءً على رغبته بالإضافة للامتحانات النظرية، وكان أهم المشاريع التي تم العمل عليها "تصميم بيت ذكي" فريد من نوعه باستخدام الـ IOT، يقول عنه: «البيت يعتمد على ساعة ذكية تقرأ المؤشرات الحيوية للإنسان وترسل الأوامر للأجهزة المنزلية، على سبيل المثال إذا كان الشخص قادماً من الخارج ودرجة حرارته مرتفعة بسبب الجو الحار، تقوم الأجهزة بإرسال أمر لـ(كولر) الماء ليقوم بزيادة تبريد الماء، وإذا كان الشخص متوتراً تقوم بإرسال أمر لمشغل الموسيقا لتشغيل مقطوعة كلاسيكية مهدئة للأعصاب، ويتم حالياً عمل دراسة لتزويد أفكار هذه الخدمة للسيارات، حيث تقوم السيارة بإرسال إشارات إلى الشركة المصنعة تخبر فيها عن الحالة الفنية للسيارة خاصة عند وجود عطل، وفي هذه الحالة تتصل الشركة بالعميل وتخبره عن مقدار العطل ومدى خطورته وربما تطلّب منه الوقوف لبعض الدقائق لإرسال فريق لإصلاح العطل».
نظامُ مشفى إلكترونيّ
من وحي أزمة انتشار وباء كورونا قام "النوا" بتصميم نظام مشفى إلكتروني وعن هذا المشروع يقول: «في السنة التالية تمّ العمل على إدارة نظام مشفى إلكتروني خاص في ظل أزمة كورونا، حيث كان من الصعب تجنب الازدحام في المشافي والمعاملات الورقية الطويلة، لذلك كان هذا المشفى قادراً على تسجيل المرضى والموظفين والكادر الطبي للمشفى ضمن بياناته، ويستطيع المريض من خلاله إدخال معلوماته ومعرفة الطبيب المعالج له وحجز موعد وغرفة في المشفى قبل القدوم، كما يستطيع الأطباء معرفة عدد الحالات والمرضى ومعلوماتهم وتصنيفها حسب خطورتها واضطراريتها، ويستطيع النظام التذكير بمواعيد العمليات وجدولتها وضبط مواعيد الأدوية ونوع الطعام وتوقيته لكل مريض، ويستطيع النظام بالإضافة لذلك إدارة مستودعات المشفى وصيدليته ومطعمه».
ويتابع حديثه عن تطبيق آخر قام بإنجازه: «خلال هذا العام تم العمل على بناء تطبيق موبايل للتواصل الاجتماعي ضمن الجامعة شبيه بموقع فيس بوك، يربط طلاب جميع الأقسام والكليات ضمن الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية، ما يمكّن جميع الطلاب من التواصل والتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات والاستفسارات، ما يسهل أيضاً الوصول إلى إعلانات الجامعة والفعاليات بشكل أسرع».
عاشقُ البرمجة
تميّز "النوا" عن زملائه في مجال دراسته وهذا ما تحدث عنه مهندس الحاسبات "عبد الجليل ديبو" قائلاً: «كان "زين العابدين" من الطلاب الذين قمت بتدريسهم في السنة الأولى هندسة حاسبات، كان طالباً طموحاً ويمتلك قدرات ذهنية عالية تميّزه عن زملائه، كنت أدرّسه وأساعده بمجالات علمية برمجية لا تُعطى في الجامعة وكان شغوفاً بها، وعلى الرغم من أن أغلب طلاب السنة الأولى يشعرون بأن البرمجة لغة فوق الفهم فقد كان يستوعبها بشكل كبير من خلال طرحه أسئلة متقدمة أكثر، فقد كان يقوم بالبحث والتعلم بشكل ذاتي.. بعد فترة زمنية علّمته الأمور العملية التي يتم العمل من خلالها داخل الشركات العالمية، كآلية كتابة الأكواد وآلية التفكير وحل المشكلات وغيرها، بدأت معه في مجال برمجة مواقع الويب وكالعادة كان نشيطاً ويتعلم بسرعة، ويثبت جدارته أمام أي وظيفة أو مهمة فيحلها بأكبر قدر من الدقة والاحتراف، وصرت أرسل له كل مرجع ذي قيمة ليزيد خبرته، وبعد سفره أصبح يتواصل معي في حال ظهور أي مشكلة برمجية لديه، هو طالب نشيط وقابل للتعلم بشكل كبير لا يتوقف عند حد معين وشغفه بالتميز بعلمه وثقافته تجلى بشكل واضح بالنتائج التي حققها في "الهند"».
يذكر أنّ "زين العابدين النوا" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1996، ويدرس هندسة المعلوماتية بجامعة "ماروادي" في دولة "الهند" مدينة "راجكوت".