سجلت جمعية " الشام للصحة " حضوراً ملموساً قارب الأوضاع الصحيّة لأهالي محافظة "دير الزور" ، مقاربة عكست ارتياحاً كبيراً في ظل الأوضاع المعيشيّة الخانقة لمحافظة عانت الكثير قُبيل تحريرها من الإرهاب، خدماتٌ عدة مجانيّة بشكل كامل تبدأ بعيادات الأطفال، والتوليد للنساء، ناهيك عن رعايتهن الأوليّة في سن الإنجاب، مروراً بالخدمات التغذوية للحوامل والمرضعات، والإسعاف على مدار الـ 24 ساعة، ولا تنتهي بالتوعوية، والإحالات المرضيّة العلاجيّة والتحاليل الطبيّة، ما جعلها مقصد أعدادٍ كبيرة من مواطني المحافظة.
خدمات صحيّة
جاء افتتاح فرع جمعية " الشام للصحة " في محافظة "دير الزور" ليُبلسم الآلام ، في ظل ما طال القطاع الصحي فيها من خراب ، وفقدان الكثير من الكوادر الصحيّة من أطباء اختصاص ومُقيمين ، وممرضين ، لتكون من يُداوي الجراح وسط أوضاع معيشيّة صعبة ، وتحمل عنهم الكثير من متطلباتهم ، وهي تُمارسُ دورها بدافع إنساني محض وبدعم من منظمات دوليّة، وتنسيق كامل مع مديريتي الصحة والشؤون الاجتماعيّة بالمحافظة ، كما تحدث لـ" eSyria " مدير الجمعيّة " خالد العبدالله " : " تُقدم الجمعيّة عبر مراكزها أشكالا متعددة من الخدمات الصحيّة منها : خدمات الرعاية الصحيّة الأولية للأطفال دون الخمس عشرة سنة ، وخدمات الرعاية الصحية الأولية للنساء في سن الإنجاب ، إضافةً لخدمات العيادات الداخلية والباطنية ، والخدمات التغذوية للأطفال دون الخمس سنوات، وللحوامل والمرضعات ، والرعاية الصحيّة للنساء في سن الانجاب ، إضافة إلى خدمات التوعية التغذوية والصحيّة ، كما تُقدم الجمعيّة خدمات التوليد في مدينة "دير الزور"، ومركز التوليد الطبيعي في "البو كمال" على مدار 24 ساعة ، ومثلها في بلدات ( سعلو ، محكان ، القورية ، العشارة ، غريبة ) ، وهي أيضاً تلحظ عمليات الإسعاف على مدار اليوم بمركز البو كمال"، فضلاً عن تقديم خدمات الإحالة للاستشارات الطبية الخارجية، والإحالة للتحاليل الطبية والإيكو والأشعة البسيطة، والقبول بالمشافي الخاصة عند الحاجة وفي حال عدم توفر الخدمة، في صلب الدور الذي تؤديه الجمعيّة بمراكزها المُنتشرة في المحافظة ، مع فرقها الجوالة ، تتواكب وخدمات إدارة الحالة والدعم النفسي ".
استهداف صحي واسع
يشير " العبدالله " إلى أن الدعم للجمعية يأتي من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وصندوق الأمم المتحدة للسكان : " لدينا عيادات للأطفال ، والنساء ، والداخليّة في مدن "دير الزور، البو كمال ، الميادين" ، وفرق جوالة تُقدم مختلف الخدمات للفئات المشمولة، ويستهدف عملنا المهجرين والعائدين حديثاً والمجتمعات المضيفة من الفئات المجتمعية الأكثر تضرراً والأكثر هشاشة بالمجتمع وتشمل الأطفال دون (15) سنة ، والنساء في سن الانجاب (15-49) سنة ، إضافةً للمراهقين والشباب، الرجال بمختلف الأعمار، يصلُ عدد الفرق الطبية الجوالة إلى 4 فرق طبيّة جوالة موزعة على الشكل التالي: فريق طبي يغطي مدينة "البو كمال" وأريافها ، وآخر لمدينة "الميادين" وأريافها ، كذلك أحياء مركز المحافظة والريف القريب، وتتوقع إدارة الجمعيّة أن تطال خدماتها هذا العام أكثر من 250 ألف مستفيد، سواء بالنسبة لخدمات الصحة الإنجابية والأطفال، أوالمسح التغذوي، أو عمليات التوليد، والتوعية الصحيّة والتغذوية، والإسعافيّة".
ويبين" العبد الله" أن أعداد المستفيدين خلال الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت 170 ألفاً، والملفت هنا كم عمليات الولادة الطبيعيّة التي وصلت في شهري نيسان وأيار الماضيين إلى 250 حالة، علماً أن فرقها تضم طبيباً للأطفال، وآخر للنسائية، والأمراض الداخلية، وممرضة صحة وأخرى للتغذية، وقابلة توليد، إضافةً لعناصر مجتمعية في مجال التوعية الصحية والمجتمعيّة والدعم النفسي، وكل الخدمات تُقدم بالمجان.
عمل ممنهج
وإضافةً لخدماتها بمراكزها الثابتة ، فإنّ " الشام للصحة" تأخذ على عاتقها المتابعة الميدانيّة للحالات المرضيّة ، ولا سيما ما خص ولادات النساء ، حيث حضور فرقها في المنازل ، حسب مدير صحة "دير الزور" الدكتور " بشار الشعيبي" : "هنالك تنسيق وتعاون مستمر، سواء في المراكز، أو الفرق الجوّالة ، ويتم تزويدنا بشكل دائم بأرقام وإحصائيات نشاطات الجمعيّة، والعمل يجري وفق "البروتوكولات" المعتمدة من قبل وزارة الصحة ، ويجري تزويدهم بكل ما يلزم لجهة الأماكن المُستهدفة ، وما نلمسه حقيقةً وجود دقة وتنظيم بالعمل بشكلٍ لافت ، ولعل ما يختتمه المعنيون فيها، من إداريين وكوادر طبيّة بشكل يومي بإجراء تقييم للعمل المُنفذ ، لهو دلالة على ما أسلفناه ، وكمُ الخدمات المُقدمة - إن صح التعبير - يحمل ( كتفاً ) عن كاهل قطاعنا الصحي الذي يواجه مُتطلبات كثيرة على صعيد العمل ، وبحسب المعنيين فيها ، فإن المراجعات اليوميّة تصل في عيادات الأطفال إلى 50 - 60 حالة ، كذلك الأمر بالنسبة للعيادات الداخليّة ، علماً أن ذلك يُقدم بشكل مجاني ، وهذا يُخفف الكثير عن كاهل الأهالي ، الذين يُعانون أوضاعاً معيشيّة صعبة".
عمل يومي
السيدة " حنان خلف " نائب رئيس الجمعيّة قالت : " لدى " شام للصحة " عملٌ يومي ، سواء بالنسبة للحالات المرضيّة التي تقصد مراكزها الثابتة والمنتشرة على مساحة المحافظة ، أو فرقها الجوالة التي تُواكب أهالي المناطق المستهدفة ، حتى في بيوتهم ، ما بين إرشاد وتوعيّة ، وما يتطلب منها المتابعة ، كحالات النسوة ما قبل الإنجاب ، وما بعده أيضاً ، لنختم ذلك بتقييم يومي ، أين أصبنا في تحركنا ، وأين أخطأنا ، وما الذي يجب فعله ؟ ، وبناءً على التقييم نبني خطط العمل ، لتجاوز النواقص وتحسين الخدمات ، تنسيقنا بشكل دائم مع الجهات المعنيّة بالمحافظة ، للوصول إلى شرائح أوسع من الأهالي ، ولعل من يقصد مراكزنا هو المُلم أكثر بما نُقدمه ".
تبقى الإشارة إلى أن زيارات " eSyria " المُتكررة بهدف إعداد المادة حول " الشام للصحة "، رصدت مدى الإقبال من المرضى على مراكزها، وعبر الكثيرون عن ارتياحهم لجهة الخدمات بمستوياتها كافة، ومنها ما تتفرد به دوناً عن بقية الجمعيات الناشطة، لذا يبدو الدعم المنظم أكبر، مربوطاً بحراك فعلي تفرضه نشاطاتها.