منذ اليوم الأول لانطلاق مبادرة "فزعة حوران" من بعد ظهر يوم الجمعة 10/2/2023 دعماً لمتضرري الزلزال، بدأ توافد أهالي محافظة "درعا" بشكل مكثف إلى لجان جمع التبرعات لمساعدة منكوبي الزلزال، حيث نصب أهالي المدن والقرى والبلدات خيماً خاصة تضم لجاناً لجمع التبرعات المالية والعينية وبدأت عمليات التبرع المستمرة حتى الآن.
خيم وطن
محافظ "درعا" المهندس "لؤي خريطه" يبين في تصريح لـ"المدونة" أن أهالي المحافظة أطلقوا على مبادرتهم شعار "سورية أسرة واحدة" وهذا الشعار يدل على أن المصاب واحد وأن كارثة الزلزال وحّدت جميع السوريين، لافتاً إلى أن المجتمع المحلي في المحافظة معوّلٌ عليه بشكل كبير لدعم متضرري الزلزال، وفي هذا الاتجاه قامت جميع الوحدات الإدارية بوضع الخيم لجمع التبرعات المالية والعينية في مجال عمل الوحدات الإدارية، وكانت هذه المبادرة تعبيراً من أهالي المحافظة عن وقوفهم إلى جانب إخوانهم في المحافظات التي أصابتها الكارثة.
نحن في حوران قاطبة أعلنا "الفزعة" في أرجاء المحافظة عسى أن يتقبلها الله، وتكون بمثابة اليد الدافئة على جراح إخواننا وجرح الوطن النازف أصلاً قبل هذا المصاب الجلل
ويشير محافظ "درعا" إلى تواجد المتطوعين في كل المواقع لتنسيق الجهود في معرض تنظيم عملية وصول المواد العينية والمبالغ المالية التي تبرع بها من المجتمع المحلي، مقدماً الشكر للإعلاميين في المحافظة الذين كرّسوا كل جهودهم لنقل وقائع هذه المبادرة وما يتم بذله من جهود من القائمين والمتطوعين.
قلب واحد
بدوره يقول "محمود عطا لله بجبوج" مختار حي الأمويين في مدينة "درعا" وهو أحد المتبرعين: «لزاماً علينا اليوم الوقوف وقفة واحدة لمساعدة إخواننا المتضررين في "حلب واللاذقية وحماة وإدلب"، والذين تركوا منازلهم قسراً نتيجة الزلزال من خلال تقديم الألبسة والأغذية ومد يد العون والمساعدة، وهذا واجب أخلاقي ووطني على كل مواطن سوري شريف».
ويتابع "بجبوج" والذي أكد جاهزيته لاستقبال ثلاث عائلات من الأسر المتضررة لمدة عام كامل،
بالقول: «نحن في حوران قاطبة أعلنا "الفزعة" في أرجاء المحافظة عسى أن يتقبلها الله، وتكون بمثابة اليد الدافئة على جراح إخواننا وجرح الوطن النازف أصلاً قبل هذا المصاب الجلل».
كما بين المهندس "أحمد سويدان" عضو مجلس الشعب أنه تم تشكيل لجانٍ فرعية للتبرعات في قرى وبلدات ومدن المحافظة، إلى جانب بناء خيمة مركزية في ساحة مبنى المحافظة، لافتاً إلى اللوحة الوطنية الجميلة التي يرسمها أطفال ونساء ورجال وشيوخ، من خلال التبرع باللباس والمصاغ وحتى المؤونة فالمصاب جلل ويحتاج لتكاتف الجميع.
ويضيف "سويدان": «اليوم هذا الزلزال وحّد السوريين تحت لون وطني واحد، لأنهم هكذا هم أهل "سورية" كانوا وسيبقون دائماً أهلاً للنخوة والمروءة والكرم والشهامة، وتسابق الشباب برفقة قوافل الإغاثة المحملة بالمواد الإغاثية، هي دليل على أنَّ الوطن تضمده أيادي أبنائه وتبنيه سواعدهم، والجرح الذي نزف هو جرح الوطن كله».
واجب وطني
المحامي "منصور إسماعيل القادري" والذي تبرع بمبلغ 15 مليون ليرة في خيمة الوطن بمبنى المحافظة، يعد هذا الفعل الإنساني واجباً وطنياً وهو أقل ما يمكن تقديمه لأبناء الوطن المتضررين من هذه الكارثة.
بدوره دعا مدير أوقاف درعا الشيخ "أحمد الصيادي" أهالي المحافظة إلى ضرورة أن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية والحدث الكبير، في تبرعاتهم لأسر وعائلات المتضررين من الزلزال وذلك من خلال نصب الخيم في كل بلدة ومدينة لجمع التبرعات عبر لجان مشكلة لهذه الغاية، إلى جانب إنه تم تخصيص الجمع في يوم الجمعة للأهالي المتضررين.
ويؤكد رئيس غرفة الصناعة والتجارة بدرعا وجمعية البر والخدمات الاجتماعية المهندس قاسم المسالمة أنه ومنذ اليوم الأول لإعلان المبادرة، بدأ توافد أهالي محافظة "درعا" بشكل مكثف إلى لجان جمع التبرعات لمساعدة منكوبي الزلزال، حيث نصب أهالي المدن والبلدات خيماً خاصة تضم لجان جمع التبرعات المالية والعينية وبدأت عمليات التبرع تحت عنوان "فزعة وطن".
ويضيف: «جمعية البر فتحت أبوابها منذ اللحظات الأولى للزلزال لاستقبال المساعدات العينية، إضافة لما قدمه تجار وصناعيو المحافظة من تبرعات سخية دعماً للأهالي المتضررين وأسرهم في جميع المحافظات المنكوبة».
يُشار إلى أن العديد من المبادرات انطلقت بالمحافظة من جمعيات ومنظمات شعبية وغيرها لمساندة أهلنا المتضررين.