يعد الفنان "محمد يوسف مولوي" والمتخصص بفن الديكور، واحداً من أهم العاملين البارعين بتنفيذ أعمال وتصاميم الديكور والزخرفة في "حلب"، حيث تزين أعماله المنازل والمسارح والصالات والمنشآت العامة والخاصة.
أصول وجذور
موقع مدونة وطن "eSyria" زار الفنان "محمد يوسف مولوي" والذي يشغل حالياً منصب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بـ"حلب" وعن علاقته وحبه وشغفه وسبب تعلقه بفن الديكور يقول: "أنا من مواليد مدينة "حلب" القديمة وتحديداً من حي "العقبة" 1970، وعائلتي "المولوي" هي عائلة فنية معروفة ومشهورة تمتهن الخط العربي والرسم وبشكل متوارث فيما بيننا، فجدي الخطاط الحلبي الشهير "محمد زكي مولوي" أعماله بالخط موجودة حتى الآن داخل حرم الجامع الأموي، ووالدي مشى بنا بنفس الاتجاه وجمع ما بين جمال الخط العربي وفن الرسم، ويعتبر من مؤسسي نقابة الفنون الجميلة بمدينة "حلب"، وقد سافر إلى "ألمانيا" ودرس هناك هندسة الديكور والعمارة، وأخي "وليد" مهندس ديكور، وأعمامي "محمد وكمال" من كبار خطاطي المدينة، وضمن هذه الأجواء الفنية التي تعنى بجمال الخط العربي والديكور كانت طفولتي في المدرسة الابتدائية، من خلال مشاركتي بمعارض الطلائع والشبيبة بتقديم أعمال بالخط العربي مع تفوقي بحب رسم المناظر الطبيعية والزخرفة، وأول عمل من رسمي قدمته إهداءً لمدير التربية الراحل "محمد علي دباغ" في عام 1986، وكان بكلمات "وبشر الصابرين" ولازال معلقاً حتى الآن في المكتب، وقدمت عملاً آخر بمناسبة تجديد البيعة للسيد الرئيس، وبسبب وفاة أخي وحاجتي للبقاء بجانب والدي تعذر علي السفر لمدينة "دمشق" للدراسة بـ "كلية الفنون الجميلة" رغم قبولي ونجاحي بالاختبارات المطلوبة، وكان البديل لي البقاء في مدينة "حلب" والدراسة في معهد إعداد المدرسين قسم الفنون، ونلت المركز الأول".
ويضيف "مولوي": "تعلقت بفن الديكور مبكراً من خلال تنفيذ بعض الأعمال المحلية، ومع مرور الوقت طورت وصقلت موهبتي من خلال الدراسة أولاً، والخبرة التي أكتسبتها بالأعمال ثانياً، وبقيت على تواصل مع كبرى الشركات العالمية والمختصة بهذا المجال للاستفادة والاطلاع على التطور الحاصل في العالم في هذا المجال".
احتراف الديكور
تابع "مولوي" مشواره الفني بالتوجه نحو فن الديكور، وقدم أول عربة لمهرجان القطن لشركة الطرق والجسور حينها خلفاً لوالده الذي كان مكلفاً بهذا العمل في كل مهرجان، وعرض العمل وسط "شارع باب الفرج.
ويتابع الفنان سرد مسيرته وعالمه بفن الديكور ويعرفه بالقول" هو فن جمالي يقدم بأبسط المقومات لإظهار المنشأة أو العقار او المسرح كلوحة فنية جميلة متكاملة من خلال استخدام الريشة والألوان ومهارة وبراعة الفنان بنقل أحساسيه ومكنوناته الداخلية على تلك الأعمال التي ينفذها، الديكور هو الفن الجميل الذي يحول الأماكن العادية إلى قطعة ساحرة من خلال قياسات وحسابات ولمسات الفنان".
وعن المواد الرئيسية المستخدمة في تنفيذ أعمال الديكور يقول : "هي خشب السنديان و(جيبسوم بورد) في الأسقف، لتمرير خطوط الإنارة مع الألواح الخشبية للقواطع والخلفيات والجدران وتركيب الزجاج المعشق بالطباعة الحديث والألمنيوم للعزل الحراري والطاقة البديلة".
وعن أهم أعماله الديكورية يقول: "نفذت أعمال الديكور في المطعم البانورامي والرئاسي والسينما في فندق "شهباء الشام"، وكذلك تحديث الواجهات والمسارح لدار الكتب الوطنية، والنافذة الواحدة بمنطقة "الشيخ نجار" من خلال الإكساء الخشبي والتزيينات بمادة (الألكوبوند) بطابع أوربي، وتجديد مسرح التعليم المسيحي، ومبنى الشركة الإسلامية للتأمين في مدينتي "حلب" و"اللاذقية" والعديد من الصالات التجارية، ورحلتي في عالم فن الديكور ماتزال متواصلة عبر النت مع كبرى الشركات العالمية التي تعنى بمهنة الديكور وتقوم بتنزيل كل جديد حديث بهذا الخصوص".
وفيما يتعلق بخطوات تنفيذ أي عمل في الديكور يقول الفنان "مولوي": "نقوم أولاً بمعاينة المكان وتصويره مع وضع تصورات كاملة تتعلق بالمساحة والنوافذ والاتجاهات والأماكن الأنسب والملائمة لوضع القياسات ووفق برنامج ثلاثي الأبعاد وبتقنيات فنية عالية، وينفذ العمل بالألوان الحارة وورق الذهب والزجاج المعشق".
ويرى أن مدينة "دمشق" تأتي في طليعة المدن السورية التي تهتم بفن الديكور من خلال تنفيذ العديد من مشاريعها بإسلوب ديكوري جميل، وفي "حلب" لابد من الاستفادة أكثر من وجود معالمنا التاريخية وتوظيفها بما يخدم مهنتنا ويطور عملنا للارتقاء بهذا الفن الجميل، مع مواظبة الاطلاع على كل جديد وخاصة من الشركات الصينية والتي تعتبر رائدة العالم بفن الديكور.
ويختم "مولوي" متمنياً من كل خريجي كلية الفنون الجميلة الانخراط بالحياة العملية أكثر حتى تتطور أعمالهم وتزداد جمالاً وألقاً.
خبرة وتميز
"جابر الساجور" مدير الثقافة بـ "حلب" يقول: "يملك فنان الديكور "يوسف مولوي" إمكانيات كبيرة في تنفيذ أعماله وله نظرة ثاقبة وخبيرة، ظهرت براعته من خلال الأعمال العديدة التي نفذها في مدينة "حلب" وبتقنية وحرفية عالية أضافت الكثير من الجمال لتلك المواقع، ونحن في مديرية الثقافة ندعم ونشجع حرفة فن أعمال الديكور وضمن الامكانيات المتوفرة لدينا، ونتمنى أن يزداد عدد المهتمين بهذا الفن الشيق والجميل لإظهار مواقعنا ومسارحنا وملاعبنا وساحاتنا بشكل يلفت الأنظار إلى قيمة وأهمية هذا الفن الراقي".
بدوره يؤكد الفنان التشكيلي "إبراهيم داود" إن "يوسف مولوي" هو فنان ابن فنان ومن عائلة عريقة امتهنت الفن ولها باع واسم معروف بفن الخط والديكور والتصميم والزخرفة، لذلك ليس غريباً تميزه وبراعته، وهو الذي قدم الكثير من المشاريع، وأعماله يشار لها بالبنان، ولديه إحساس وملكة خاصة، ويسعى من خلال مسؤوليته لزيادة الكوادر المؤهلة والمدربة ومد يد العون لجيل الشباب والمهتمين بهذا الفن وهو مكسب بتكليفه لرئاسة اتحاد الفنانين التشكيليين بالمدينة .
ويقول الفنان التشكيلي "خلدون الأحمد": "تربطني علاقة وثيقة مع الفنان "يوسف مولوي" منذ مراحل الدراسة الإعدادية، أعماله مميزة في هندسة الديكور وهي غاية في الإبداع والجمال، طور كثيراً من أدواته ليعطينا أجمل الأعمال".
الفنان التشكيلي "محسن خانجي": "يعتبر الفنان "يوسف مولوي" من أهم فناني المدينة وهو صاحب مدرسة ناجحة بفن الديكور، و"صالة الخانجي" جاهزة لاستقبال كافة المعارض المحلية والعربية بدون أي مقابل لعرض أعمال فناني الديكور بغية تطويرها وإعطائها كل الاهتمام لهذا الفن الجميل الذي يسحرنا وليس له حدود" .
تم إجراء اللقاءات والتصوير بمبنى الفنون التشكيلية بـ "حي الجميلية" بتاريخ الخامس عشر من شهر أيار لعام ٢٠٢٣.