تكشف المسيرة العلمية والمهنية للمخترع الراحل "سمير شيبان" عن العديد من المحطات والاختراعات التي برع بها، والتي حصل في الكثير منها على براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة (USPTO)، والتي صنّعها في شركته الخاصة التي أسسها في ولاية "Arizona" الأمريكية، مستفيداً من خبراته ومهاراته التي اكتسبها من خلال دراسته ومسيرته المهنية.
نجاح وتميز
تتحدث المدرّسة "شادن شيبان" شقيقة المخترع الراحل، عن جزء من حياته الراسخة في ذاكرتها وذاكرة العائلة منذ أكثر من نصف قرن" وتقول: «ولد أخي "سمير" في مدينة "اللاذقية" عام 1947، وكان والدي "شحادة شيبان" أول من درس الحقوق في زمنه، واشتغل كمدير للمصرف الزراعي، كان اهتمام والدي بالغاً بالمواد العلمية واللغات، وكان يطلب منا أن نصدر ما يشبه المجلة الدورية فيها مقالات علمية ومقالات مكتوبة باللغة الإنكليزية، وعلي هذا المنوال سار شقيقي والذي أنهى دراسته الثانوية في مدرسة "جول جمال" في "اللاذقية"، كان ناجحاً ومتميزاً منذ طفولته ويمتلك شخصية قيادية، محباً للعلم وحريصاً على نشره والتشجيع عليه، كما كان داعماً معنوياً ومادياً لأفراد العائلة منذ سفره».
الاختراع الثاني كان طريقة تصنيع "الصوبية" (وسيلة التدفئة الوحيدة في الجرود)، اختراعه كان مهماً لأنه قادر أن يقلل نسبة استخدام المازوت وتخفيف الآثار الضارة له، واستطاع أن يصنّع "الصوبية" في أحد مصانعه ويذهب المنتج بشكل خاص لزبائن في "أميركا"، ثم أخذ يصدّر إلى دول "آسيا" وجنوب شرق "آسيا"
تميزه باللغة الإنكليزية وحبّه للعلم قاداه إلى السفر للدراسة والعمل خارج "سورية"، يقول شقيقه المغترب المدرّس "سامر شيبان": «كان الراحل يستطيع كتابة مقالات باللغة الإنكليزية منذ أن كان في الثانوية، وهذا من أهم الأسباب التي دفعت مدرّسيه وخاصة مدرّسي اللغة الإنكليزية أن يرشحوه من أجل المنحة التي قدمتها الحكومة الأمريكية في برنامج "تبادل الطلاب" عام 1965 بعد حصوله على الشهادة الثانوية، ونجح أن يكون المرشح لمنحة دراسية، وخاصة بعد أن كان جزءاً من الاختبار كتابة مقالة باللغة الإنكليزية، وأن يكون متفوقاً في المواد الأخرى ثم عاد إلى "سورية" بعد عام، ودرس هندسة الميكانيك في المعهد الصناعي العالي في "دمشق" آنذاك».
مهارات
استطاع المخترع "شيبان" أن يغني مسيرته المهنية، كما يقول شقيقه "سامر": «عاد إلى الولايات المتحدة عام 1971، إلى ولاية "وسكانسن" للحصول على الماجستير بالهندسة، وحين علمت العائلة التي استضافته في سفره الأول، أنه عاد إلى الولايات المتحدة أقنعوه بتغيير الجامعة وأن يقدموا كل الدعم له، فسجل ودرس الماجستير في OSU جامعة ولاية "أورغن" عام 1975، حيث أمضى معظم حياته المهنية فيها، وحصل فيها على عقد في شركة "INTEL " ومن هناك عمل على اختراعاته قبل أن ينتقل إلى "اريزونا" عام 1995».
مهارات وخبرات تراكمية وظّفها المخترع في تأسيس شركته الخاصة يقول "شيبان": «بعد التقاعد من شركة "INTEL" عمل أخي على تأسيس شركته الخاصة " PURE AIR SYSTEMS" عام 1999، التي كان يصنع بواسطتها آلات من اختراعه وتصميمه والتي تقع في "تشاندلر اريزونا"، ويصدّرها إلى العديد من دول العالم، وهناك سلسلة اختراعات له، أبرزها اختراعه حول السفن العائمة والمقاومة للغرق التي تطفو على عنفات تولد الكهرباء من طاقة الأمواج».
براءات اختراع
تمت الموافقة على الطلبات التي قدمها "سمير شيبان" لحماية براءات اختراعاته، وكان قد تم منحها بالفعل من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة (USPTO)، يتحدث "سامر شيبان" عن أهمها قائلاً: «مولد كهرباء من خلال طاقة الأمواج مقاوم الرياح (مفهوم جديد لهيكل سفن تولد الكهرباء من طاقة الامواج وغير قابله للغرق)، فرامل للمنشار الكهربائي للتوقف الكامل قبيل لحظة اللمس، هياكل بيوت مقاومة للأعاصير فوق الأرض من كتل بجدران مصنوعة من الإطارات القديمة بعد تفتيتها، حواجز وجدران مقاومة للرياح السطحية، الأكسدة الديناميكية لغاز العملية، نظام مكافحة التسرب النفطي والأعاصير، الأكسدة الديناميكية لغازات المصانع الخطرة، جهاز للأكسدة الديناميكية لغاز العملية، طريقة تخفيف الغازات الخطرة، الأكسدة الديناميكية لغاز العملية، واقي للمنشار الكهربائي لإعطاء إشارة مسبقة، نظام الحد من الغازات الخطرة باستخدام السخان الكهربائي وجهاز تنقية المياه، عوامل كيميائية مشتركة ومعالجة الأكسدة الديناميكية للغازات الخطرة، جهاز لمعالجة الغازات التلقائية الاشتعال وغازات الاحتباس الحراري السامة، جهاز تمارين الذراع واليد، طريقة تفاعل الغازات التلقائية الاشتعال، جهاز للأكسدة وإزالة المواد من تدفق الغازات الخطرة، مرسبات الغازات الخطرة».
بصمة راسخة
يتحدث اللبناني "جمال إبراهيم" صديق المخترع الراحل وهو أستاذ جامعي لبناني الأصل ومدير في شركة للتأمين الصحي في "Arizona" عن علاقته بالراحل "شيبان" ويقول: «دامت صداقتنا منذ عام 2003 حتى وفاته في 2015، كان لصداقتنا خصوصية مختلفة خاصة أننا في الغربة، ومن خلال علاقتنا أصبح لدي اطلاع على أفكاره واختراعاته المتميزة، ولفت انتباهي اختراع تطويره لفلتر يحجز كل الجزيئيات في الجو مثل الغبار والأشياء
التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وأعتقد أن هذا الاختراع كان أهم اختراعاته، لأنه سهّل عملية تنظيف الجو من كل شيء وخصوصاً للمصانع التي تنتج الصفيحات الذكية "Memory Chips " للكمبيوترات وغيره، واقترحت عليه حينئذٍ أن يسوّقها للمستشفيات وغيرها من الأماكن التي تحتاج للعزل من كل المؤثرات الخارجية».
ترك بصمة راسخة عبر اختراعاته المتميزة، يضيف "إبراهيم": «الاختراع الثاني كان طريقة تصنيع "الصوبية" (وسيلة التدفئة الوحيدة في الجرود)، اختراعه كان مهماً لأنه قادر أن يقلل نسبة استخدام المازوت وتخفيف الآثار الضارة له، واستطاع أن يصنّع "الصوبية" في أحد مصانعه ويذهب المنتج بشكل خاص لزبائن في "أميركا"، ثم أخذ يصدّر إلى دول "آسيا" وجنوب شرق "آسيا"».