كان الطفل "كرم دلول" في الثانية عشرة من عمره، عندما اكتشف موهبته وشخصيته في الرسم، فأصر على متابعة مشواره ودعم وتنمية مهاراته وصقلها على يد عدد من الفنانين التشكيليين بهدف الوصول إلى المستوى الذي يطمح له، فضلاً عن أن رسوماته باتت علامة فارقة في المعارض التي يشارك فيها.
شغف وطموح
يتحدث "شفيق دلول" والد الطفل، لمدونة "وطن" عن اكتشافهم لموهبة "كرم" وميوله الفنية منذ عدة سنوات، وكيف قدموا له الدعم اللازم لاستمراره وزيادة مهاراته، فقد لاحظت العائلة شغفه بالرسم منذ ثلاث سنوات، عندما بدأ بمتابعة دروس الرسم على "اليوتيوب"، وقرروا البحث عن أفضل الطرق لتنمية موهبته عند أساتذة متخصصين، ومنهم الأستاذ "فريد وسوف"، والذي كان له الدور الأكبر بتنمية موهبة "كرم" حسب قول والده، واعتبره بمثابة أحد أولاده، كما اعتبره "كرم" عرّابه الفني في مجال الرسم.
ويضيف والد الطفل: "شارك كرم في العديد من المعارض واللقاءات التلفزيونية على مستوى مدينة "حمص"، وهو يتحضر حالياً لخوض مسابقة رواد الطلائع على مستوى القطر في الثامن من الشهر القادم".
عن البدايات
بدوره يتحدث الطفل باختصار عن بداية مشواره الفني، وعن اكتشافه لموهبته وعمله على تطويرها بالتزامن مع دراسته وتفوقه فيها.
يقول "كرم" الذي التقته مدونة "وطن" خلال قيامه بالتدرب في مرسم بحي الأرمن بمدينة حمص: "وجدت في الرسم تعبيراً عن شخصيتي وذاتي وكياني، وكان الأمر في البداية يقتصر في على رسم الشخصيات الكرتونية التي كنت أتابعها، ومن ثم تطورت موهبتي بعد تركيزي واستفادتي من تطبيق اليوتيوب، حيث كنت أتابع الفيديوهات التعليمية للرسم حتى وصلت إلى مرحلة جديدة وهي التدرب على يد عدد من الفنانين التشكيليين".
ويشير "كرم" إلى مرحلة مهمة في حياته من حيث تأثيرها الكبير على مهاراته، وهي الفترة التي تعرف فيها على الفنان التشكيلي "فريد وسوف" الذي أثرى مخيلته بالكثير من المعلومات الفنية.
يضيف" كرم": "استفدت من الخبرة الكبيرة للأستاذ "فريد"، وهو من أعطاني دافعاً قوياً للاستمرار، بعد أن آمن بي وبموهبتي وشجعني، وكان الداعم الكبير لي في مسيرتي".
مسيرة التميز
يبين الطفل أن أكثر المواضيع التي يتناولها في رسوماته هو "البورتريه" وخصوصاً التركيز على رسوم وتفاصيل الوجوه وتعبيراتها.
ويقول: "أرسم أي شيء أمامي، سواء كان منظراً طبيعياً أو وجوهاً وغيرها، إلا أن تركيزي كان ولا يزال على الوجوه التي أحب التركيز على تفاصيلها ونقلها إلى الورق أمامي ومن ثم تلوينها".
وعن نشاطاته الفنية والمعارض الفنية التي شارك بها، يضيف: "شاركت بمعرض مواهب واعدة مع "فريق مدى"، ومع ملتقى الفن التشكيلي مع "مدانا 2"، ومعرض آخر بعنوان "فرح الوطن" ، ومعرض في حي الحميدية باليوم العالمي لحقوق الطفل، بالإضافة لمسابقات رواد الطلائع في الصفين الرابع والخامس حيث فزت بالمرتبة الأولى على مستوى المنطقة".
وبالعودة إلى والد الطفل الذي يشير إلى المعوقات والصعوبات المرتبطة بممارسة "كرم" لهواية الرسم، وأبرزها كما يقول تتركز على الجانب المادي في ظل ارتفاع أسعار أدوات الرسم على اختلافها، من الألوان والكرتون واللوحات القماشية الخاصة بالرسم الزيتي، مبدياً استعداده وضمن الإمكانات الموجودة لتلبية ما أمكن من المتطلبات اللازمة لتطوير موهبة ولده.
موهبة واعدة
من جهته يصف الفنان التشكيلي "فريد وسوف" موهبة "كرم" بالواعدة والتي ينتظرها مستقبل فني كبير.
ويقول: "نحرص كفنانين تشكيليين على التواصل الدائم مع كل المواهب الواعدة، وتقديم الدعم المعنوي لها كالتشجيع الدائم وزرع بذرة حب الفن في نفوس الأطفال، وقد لاحظت منذ بداية لقائي الأول مع "كرم" أنه يمتلك موهبة كبيرة تجاه الفن التشكيلي، والأهم في الموضوع هو قابليته للتعلم والتطور مع اهتمامه وشغفه بالرسم، حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الدقة في رسوماته التي تجعل البعض يستغرب عمره الحقيقي".
ويضيف "وسوف": "ما يميز "كرم" عن غيره من الأطفال أنه يسأل دائماً ويتفاعل وينفذ ويمتلك أفكاراً وإحساساً مرهفاً في الرسم، مع التزامه الدائم بمواعيد الدروس، حيث تعلم طرق الرسم والتلوين والتنويع بالألوان ما بين الرصاص والاكريليك والزيتي كذلك لديه أعمال بالنحت بمادة الصلصال".
إبداع فني
وعن الناحية الفنية يوضح الفنان "وسوف" أن موهبة "كرم دلول" كانت واضحة فيما يخص الرسم الواقعي، وبشكل رئيسي تركيزه على الوجوه وتفاصيلها وردات الفعل التي تعكسها الوجوه على لوحاته.
ويشير إلى أن اللوحات التي قام بإنجازها نالت إعجاب كل الزائرين للمعارض الفنية، وخصوصاً لوحة الموناليزا ولوحة أخرى لطفل صغير، مع نقله الواقعي لتعبيرات الوجوه.
ويختم الفنان التشكيلي حديثه بالقول: "موهبة "كرم" ليست عادية ولا يجب إهمالها أو إهمال أي موهبة ناشئة كي لا تفقد الشغف تجاه الفن، وهو ما يتطلب إيلاء الأطفال رعاية خاصة حتى الوصول إلى أحلامهم".
بدوره، يبدي مدير "مشروع مدى الثقافي" في حمص، "رامز الحسين"، في حديثه لمدونة "وطن" إعجابه الكبير بالموهبة التي يتمتع بها "كرم".
وفي حديثه للمدونة على هامش معرض الزهور الذي شمل فعاليات فنية مختلفة شارك بها "كرم" ومجموعة من الأطفال الموهوبين، يعبر "الحسين" عن تقديره لمشاركات الأطفال في مثل هذه المعارض ومنها مواهب واعدة" و "مدانا ألوان 2".
ويضيف: "رسومات "كرم دلول" حاضرة في معارضنا، وهو يغنيها بلوحاته ولاسيما البورتريه ورسومات الوجوه التي يتقن نقل تفاصيلها إلى الورق أمامه".