تهتم "رزان النص" بالاحتفاظ بالتحف والمقتنيات القديمة التي تعد من رموز التاريخ والثقافة، وتحمل بصمة الحرفيين القدامى الذين أنتجوا قطعاً تلبي حاجة الأفراد، ليتحول الكثير منها مع الوقت إلى تحف تتوزع في زوايا المنازل أو المتاحف كجزء متكامل مع الديكور.
القيمة معنوية
اختارت" رزان" هذه المهنة عن عشق وحب لكل تحفة قديمة تذكرها بعراقة وفن وأسلوب كل شعب وبلد في العالم.
كثيراً ما يستهويني الرسم اليدوي الصيني وهنالك الكتير من القطع لم أرغب ببيعها رغم الطلب الكبير عليها، ومازلت احتفط بقطع أحبها وهي غير قابلة للعرض والبيع، كالمجوهرات العتيقة وبعض قطع الكريستال المنزلي، وبالمقابل أهتم كثيراً بالتجديد في نوعية وطريقة العمل فيها حيث هنالك أشكال متنوعة ومختلفة وهذا مايلفتني على الدوام
وتضيف في حديثها لمدونة وطن: «مجموعتي هذه من القطع القيّمة هي حصيلة لأربعة أعوام من الشغف المتواصل وشعوري بأهمية اقتنائها في كل منزل أو مكان، ومن المهم الاحتفاظ بها كل الوقت، وبالتأكيد بالنسبة لي هي ثروة حقيقية متل اقتناء الذهب والفضة بل أعتقد أنها أجمل ثروة، وذلك لأنها تحوي فناً راقياً بخلاف المقتنيات الحديثة التي تغلب عليها الصناعة الآلية والطباعة الإلكترونية، ولعل ما شجعني على مواكبة هذه الهواية، هو القيمة المعنوية التي تعكسها التحف على المكان وانعكاس ذلك على روح محبيها».
وعن بداياتها تقول: «كانت عندما اقنتيت لوحات صينية من بائع متجول أراد التخلص منها دون أن يعي أهمية مضمونها الثقافي والمعنوي الفني، فقررت اقتناءها وعرضها على صفحتي، وأدركت حينها أن هنالك الكثيرين من الأشخاص يمتلكون شغف التجارة بالتحف والأنتيكات القديمة كرسم أو كنحت يدوي جميل، وخصيصاً في دمشق ونواحيها كأهالي "داريا وعربين" مثلاً، الذين كانوا يرسمون يدوياً وبتقنيات قديمة وبسيطة، ويبدوا ذلك واضحاً على كل قطعة عتيقة من بساطة المواد كالنحاس المستخدم فيها، من الجميل أنه بقي عند الكثيرين عشق لهذا الجانب الذي أحاول التركيز عليه وتنميته باستمرار».
أمانة وثقة
في هذا الصدد تتابع حديثها "رزان" عن اقتناء وبيع التحف الأنتيكات قائلة: «بالتأكيد يساهم الانترنت اليوم بالتسويق لهوايتي وعملي، فقد تمكنت من تقديم معظم التحف، مازاد من ثقافتي بنوع الخامات وبأنواع التحف ومصدرها الرئيسي، ماكوّن لديّ صداقات ومعارف من داخل البلد وخارجها، وهذا شيء مهم وممتع لي كعمل، حيث أصبح الإقبال على شراء التحف بشكل متسارع من كل شخص مهتم، وكان جل اهتمامي هو أن تكون طريقة العرض جميلة وجاذبة، ومع الوقت حاولت تحقيق اسم وسمعة جيدة بالسوق ضمن أسعار مقبولة جداً، فهدفي ليس الربح بقدر التسويق لجمال القطع وعرضها وإدراكي لحاجة الناس لبيع بعض المقتنيات لديهم، وإتاحة الفرصة للبعض الآخر بشرائها بطريقة سريعة وسهلة ليس فقط على مستوى دمشق، بل في جميع المحافظات والدول المجاورة، لذلك من الضروري التعامل بكل ثقة وأمانة مع الجميع وهي أهم شي لدي أكتر من المردود المادي نفسه».
تحف نادرة
حالياً تعمل "رزان" في منزلها ولديها مكان لتوزيع وشحن التحف وعرضها، وعن ذلك تقول: «أتمنى أن يصبح مجالي أوسع بكتير وأتمكن من إنشاء متجر كبير يضم تحفاً متنوعة أكثر ومن كل بلدان العالم، أكثر ما يؤثر بي الأشخاص المضطرين لبيع مالديهم من مقتنيات منزلية كانت بمثابة ذكرى لديهم، لذلك أحول مساعدتهم قدر الإمكان في شرائها منهم بأسعار مقبولة جداً مقارنة بالسوق، وفي ذات الوقت هناك عدة عائلات تأتي من الأرياف لتحضر لمناسباتها الخاصة فتبتاع كمية كبيرة من القطع، وأحاول أن أساعدهم في اختيار وشراء تحف مميزة وجميلة بكلفة أقل، وواظبت على هذا العمل وأدرك جماله تماماً، ومن ناحية أخرى هنالك شح وقلة في مجال تواجد الأنتيكات القديمة في منطقتنا، وأحاول الاحتفاظ بها قدر الإمكان وأتمنى دوماً اقتناء تحف نادرة».
وتشير "النص" إلى أن كل قطعة لها ميزاتها كالإيطالي الجميل ذي الرونق الخاص، وأيضاً القطع الفرنسية ومنها اللوحات والمجوهرات والمزهريات وغيرها.
وتضيف: «كثيراً ما يستهويني الرسم اليدوي الصيني وهنالك الكتير من القطع لم أرغب ببيعها رغم الطلب الكبير عليها، ومازلت احتفط بقطع أحبها وهي غير قابلة للعرض والبيع، كالمجوهرات العتيقة وبعض قطع الكريستال المنزلي، وبالمقابل أهتم كثيراً بالتجديد في نوعية وطريقة العمل فيها حيث هنالك أشكال متنوعة ومختلفة وهذا مايلفتني على الدوام».
ثقة متبادلة
يقول "محمود نشواتي" زبون من محافظة حلب ويهتم بشراء التحف القديمة: «أحب أن أقتني دائماً تحفاً متميزة ومشغولة بكل حرفية وإتقان، وهذا ما أبحث عنه، ومنذ حوالي السنة أتعامل مع "رزان" بخصوص شراء تحف متنوعة ومختلفة فهي تمتلك تحفاً ذات جمالية خالصة، وقد لاحظت احتفاظها بقطع تناسب الجميع والتعامل بيني وبينها مبني على الثقة بجودة وأصالة التحفة المغلفة بشكل جيد مهما كان سعرها، واستلمها منها من دون عيوب ومن الممكن للمتابع الجيد لهذا الموضوع ملاحظة الجودة من خلال الصور من دون أن يراها على أرض الواقع.. أشجع رزان دائماً على مواصلة عملها بهذا الخصوص وخاصة لجهة الاستجابة لعملية البيع والشراء رغم بعد المسافات بين دمشق وحلب».