لا يكاد الحديث عن التحكيم الكروي يحضر إلا ويستحضر معه مسيرة الحكم المساعد "أحمد قزاز"، والذي يعد واحداً من أفضل الحكام المساعدين المحليين والآسيويين خلال العقدين الأخرين، حيث شارك بتحكيم أهم وأصعب المباريات المحلية والعربية والآسيوية، ولفت الأنظار إليه بحسن إدارته وتطبيقه لمواد قانون اللعبة، وبعد اعتزاله التحكيم كلف برئاسة لجنة حكام محافظة "حلب" لعدة دورات، وظفها في إيصال خبرته ومهارته إلى الأجيال الصاعدة من حكام الكرة.
رحلة الملاعب
تعلق "قزاز" بكرة القدم مبكراً انطلاقاً من حارته في "حي الزبدية"، ومن ثم لعب كما يقول، بفريق "الترسانة" الشعبي عدة مواسم متتالية تحت إشراف المدرب "ممدوح مبيض" على أرض ملعب الأخوة، وهناك برز كمهاجم سريع امتلك مهارة المراوغة والقدرة على تسجيل الأهداف، ومن فرق الأحياء الشعبية انتقل للعب ولفترة قصيرة بنادي "الاتحاد" تحت إشراف المدرب الراحل "عدنان شكشك" والكابتن "جهاد أشرفي"، وبعد نيله الشهادة الثانوية درس وتخرج من المعهد الرياضي وكان من الأوائل.
ويضيف "قزاز": "سمعت بأن هناك لجنة لتنسيب الحكام قد حضرت من "دمشق"، فتقدمت لها ونجحت في الاختبارات المطلوبة مع ثمانية عشر زميلاً متقدماً، كان ذلك في عام 1991، ومباشرة وبعدما تم اعتمادنا جرى تكليفنا بتحكيم مباريات لفئات الأشبال والناشئين، وبعد عامين ترقيت للدرجة الثانية، وزادت خبرتي أكثر في ميادين التحكيم لفرق الدوري، وفي عام 1997 أصبحت حكم درجة أولى بعد أن شاركت بعدد كبير من مباريات الرجال في الدوري العام والكأس".
الحكم الدولي
تميز الكابتن "قزاز" كحكم مساعد في الكثير من مباريات الدوري والكأس التي قادها وحقق فيها معدلاً مرتفعاً من العلامات، وفي نهاية عام 2003 تم ترشيحه لدخول اختبارات اللائحة الدولية، وبنتيجتها نال المركز الأول على مستوى الجمهورية بالنسبة للحكام المساعدين المتقدمين للائحة الدولية، واكتملت الأمور بنيله الشارة الدولية موسم 2004، وخضع بعدها لدورة صقل للحكام الدوليين أقيمت في دولة "الإمارات العربية المتحدة" حاضر فيها من "سورية" العميد "فاروق بوظو" والحكم الدولي المحاضر" جمال الشريف"، وهناك أحرز المركز الثاني باختبارات اللياقة البدنية على مستوى حكام غرب آسيا، وأشادت الصحف الإماراتية بذلك، ثم شارك بعدها في عدة دورات صقل للحكام الدوليين في كل من "لبنان و الأردن و تركيا".
يستذكر الكابتن "قزاز" أهم المباريات التي شارك في تحكيمها محلياً وعربياً ومنها لقاء فريقي "القادسية" الكويتي و"السد" القطري وكذلك لقاء فريق "أصفهان "الإيراني" و"العربي" الكويتي، ولقاء فريق "أربيل" العراقي و"ابني" المصري، و"الترسانة" المصري و"النجمة" اللبناني، وعلى مستوى المنتخبات كانت لقاءات (الأردن و وكازخستان / قطر و كوريا الجنوبية) وتجمع البطولة العربية للمدارس في "اليمن"، والبطولة العربية للمدارس في "جدة" والمباراة النهائية بين "المغرب و السعودية"، وبطولة الصداقة الدولية في "قطر والبطولة الفرنكوفونية في "لبنان"، ومن أهم مباراياتها "الكاميرون وكندا" التي كانت بقيادة الحكم الفرنسي "كات فيليب"،والتي شهدت أبرز مواقفه في الملاعب، حسب وصفه، حيث ألغى هدفاً لمنتخب "الكاميرون" بعد تثبيته من قبل الحكم الفرنسي "كات" بسبب خطأ على المهاجم قبل تسجيل الهدف، وعلى إثرها خرجت "الكاميرون" من البطولة، فيما أشاد المراقبون والصحف اللبنانية بصحة وشجاعة القرار، ومن تلك الحالة تم اختياره للمشاركة بالمباراة نصف النهائية بين "المغرب وكندا".
أفضل حكم
حصل الكابتن "قزاز" على جائزة أفضل حكم مساعد محلي في عام 2007، وتم تكريمه بوقتها من رئيس اتحاد الكرة الدكتور "أحمد جبان"، وبنفس العام حظي بلقاء السيد الرئيس وتكريمه بعد مشاركته بالمباراة بين نادي "الأهلي وفنار بخشة التركي"، بمناسبة افتتاح استاد ملعب الحمدانية الدولي العملاق، ويفتخر بتحكيمه لأربعة نهائيات متتالية في بطولة كأس الجمهورية، وفي نهاية عام 2011 وبعد سبعة مواسم قضاها في تحكيم الدوري المحلي، أعلن انتهاء رحلته ومشواره في الملاعب كحكم دولي بعد وصوله للسن القانوني للتقاعد المتعارف عليه عالمياً وهو 45 عاماً، ليتفرغ بعدها للعمل كمقيّم دولي للحكام في مباريات الدوري العام، مع تسلمه عدة مناصب رياضية منها رئيس لجنة الحكام الفرعية في مدينة "حلب"، وعضو لجنة الحكام الرئيسية في "سورية"، وضمن لجنة تطوير الحكام المركزية ولجنة دراسة تقارير المقييمين والحكام في اللجنة الرئيسية".
مستوى متميز
بدوره يشيد الحكم الدولي السابق "نزار وتى" بالمستوى الذي بلغه" قزاز" في مجال التحكيم ويقول: "عند انتساب الكابتن "قزاز" لسلك التحكيم كنت رئيساً للجنة حكام "حلب" ومشرفاً على انتسابه، ومنذ البدء كان متميزاً ومدركاً لمهامه ومسؤولياته كحكم صاعد في قيادة المباريات التي كلف بها، وتابع طريقه بنجاح من درجة لأخرى حتى نال لقب الشارة الدولية، لقد بدى مميزاً وأشاد الجميع بمستواه التحكيمي وما كان يقدمه، وحسناً فعل بعد تقاعده بصقل ذاته بدورات ومراقب للحكام".
أما الحكم الدولي السابق "خالد دلو" يقول: "الكابتن "أحمد" أصغر مني بقليل صعد للدرجات العليا نتيجة تفوقه وتعبه على نفسه كثيراً، شاركت معه بقيادة العديد من المباريات المحلية المهمة والصعبة وكان ناجحاً وموفقاً، ترك التحكيم وهو في القمة، وفور اعتزاله تم تكليفه بمهام اللجنة الرئيسية أحياناً والفرعية أحياناً أخرى مع الإشراف على تطوير الحكام الجدد".
من جهته الحكم الدولي المتقاعد "عبد الله بصلحلو" يشير إلى أنه والكابتن "أحمد قزاز" ترافقا معاً في قيادة عدد من المباريات المهمة الصعبة، حيث كان هادئاً ومميزاً وعاملاً إيجابياً في نجاح المباريات التي قادها معه بما كان يمتلكه من خبرة وحنكة.
تبقى الإشارة إلى أن الكابتن "أحمد قزاز" هو من مواليد عام 1965، يعمل مدرساً لمادة التربية الرياضية، وابنه "عبد الرزاق" يسير على نهج والده وهو حكم كروي درجة أولى.
تم إجراء اللقاء بتاريخ الثالث عشر من شهر تشرين الأول لعام ٢٠٢٣