استحق المعلم السوري "أنس أبو سعدة" جائزة معلم العام العالمية في "دبي"، وتلقى دعوة خاصة للمشاركة في قمة التحول التعليمي في "باريس"، كما حظي بتكريم من وزارة التربية السورية لترشحه لجائزة المعلم العالمي، وجائزة المعلم الخبير المبدع التابع لشركة مايكروسوفت لثلاث مرات.
طريق العلم
يتحدث "أبو سعدة" ابن محافظة "السويداء" عن بداياته وقرارته "المصيرية" حسب وصفه، واتجاهه نحو ذات الطريق الذي سلكه والده، فوالده معلم مجاز باللغة الإنكليزية، وأمه معلمة أيضاً.
قمت بواجب التعليم في بلدة "القريا" جنوب مدينة "السويداء" بمدرسة الشهيد "عروة شقير" للتعليم الفني والمهني وفي مدارس أخرى، وكانت من أجمل السنوات وانا أرى الكثير من طلابي، منهم من أصبح طبيباً أو مهندساً أو ضابطاً أو مخترعاً
ويقول: «المؤهلات العلمية التي نلتها كانت ثمرة جهود سنوات من التعب لأثبت قدرتي على صنع شيء جديد لي، فقد بدأت دراستي من مساعد مجاز بالهندسة الإلكترونية، وبعدها نلت شهادة جامعية باللغة الإنكليزية من جامعة "دمشق" وحصلت على دبلوم التأهيل التربوي أيضاً من جامعة "دمشق"، وصولاً إلى درجة الماجستير في دمج التكنولوجيا بالتعليم».
ويضيف: «كان لفترة انتشار "كوفيد" دوراً مهماً في زيادة اهتمامي في التطور الإلكتروني، واستثمرت الوقت بما شعرت أنه مفيد لشخصيتي ومستقبلي، فبعد الانتهاء من تقديم مشروعي بالتحدث عن برنامج "زووم" كأول باحث يتطرق لأهمية استخدام هذا البرنامج كبحث أصيل، قمت بالبحث لإنشاء الأبحاث التربوية والمشاركة في مؤتمر الطفولة الأول كباحث مشارك بمحور التكنولوجيا والطفولة، ومن هنا أخذت تفتح أمامي آفاقٌ بحثية واهتمامات كانت بحاجة لكثير من العمل والجد، لكنها خلقت متعة ومسارات تلاقت مع اهتماماتي بالتكنولوجيا والأبحاث».
المعلم الخبير
مارس "أبو سعدة" التدريس منذ عام 2006، ويعتبر أن أجمل ما في التدريس هي تنشأة الأجيال على العلم والمعرفة.
ويقول: «قمت بواجب التعليم في بلدة "القريا" جنوب مدينة "السويداء" بمدرسة الشهيد "عروة شقير" للتعليم الفني والمهني وفي مدارس أخرى، وكانت من أجمل السنوات وانا أرى الكثير من طلابي، منهم من أصبح طبيباً أو مهندساً أو ضابطاً أو مخترعاً».
اهتم "أبو سعدة" بتطوير مهاراته بدافع ذاتي ما أهّله كمعلم خبير يتابع عمله اليومي في "دبي" في مؤسسة "جمعة الماجد" للمدارس الأهلية الخيرية، بتحدي دائم لنفسه أولاً، وثانياً مع محيطه التربوي، ففي كل مرحلة كان يقدم لنفسه تطوراً إما الحصول على شهادة أو مشاركة على مستوى دولي أو عالمي يرفع اسم بلده، بنزوع واضح للتميز وإثراء مسيرته التعليمية.
وعن مشاركاته يقول: « لقد كان حلمي دائماً أن أمثل بلدي في المنابر العالمية، وقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات منها: جائزة معلم العام العالمية على المستوى الدولي في "دبي" العام الحالي، ودعوة خاصة للمشاركة في قمة التحول التعليمي في "باريس" العام الماضي، وتم تكريمي من وزارة التربية السورية للترشح لجائزة سمو الشيخ "محمد بن زايد" لأفضل معلم أيضاً العام الماضي، وكنت الوحيد من محافظتي المرشح لجائزة المعلم العالمي لعام 2021، بالإضافة لجائزة المعلم الخبير المبدع التابع لشركة مايكروسوفت لثلاث سنوات على التوالي من عام 2021 أيضاً، والعديد من المشاركات الدولية والعالمية».
جوائز مستحقة
عن جائزة مايكروسوفت يقول: «شركة مايكروسوفت تدعو كل المعلمين الحاصلين على جوائز، وتعنى بالعملية التربوية في العالم للاشتراك معهم كل سنة من باب تحسين جودة العملية التعليمية، والنجاح في هذه التجربة مرتبط بالجدارة والخبرة والمهارة حيث يتم مخاطبة مركز التعلم في شركة المايكروسوفت والدخول في اختبارات تزامنية إلكترونية ذات طابع تكنولوجي لها فترة زمنية محددة، وبالمتابعة والاهتمام كان لي شرف الحصول على الجائزة ثلاث مرات.. هذه الجائزة منحتني كماً كبيراً من المعارف، وخبرة تكنولوجية كبيرة من حيث البرامج التي تتعلق بالتقنيات الغامرة وخاصة بالعالم الافتراضي الذي أعشق التبحر به والاستزادة من علومه، بما يكفل تطوير مشروعي التعليمي الذي أرغب في متابعته وتطوير مهاراتي كمعلم سوري لأرفع اسم بلدي في المحافل التعليمية والعلمية التربوية».
المبدع والمتفاني
بدوره "مؤمن الحاطوم" وهو معلم ومدرب تربوي معتمد في وزارة التربية، ومجاز في التربية، وحاصل على عدة جوائز عالمية منها جائزة المعلم العالمي (Global Teacher Award) لعام 2021 والتي تمنحها منظمة (AKS Education Awards) للمعلمين المتميزين في مختلف الدول، وسفير التعليم العالمي للعام نفسه، وخبير مايكروسوفت للتعليم (MIE Expert) للعام الدراسي 2023- 2024، يصف عن المعلم "أنس أبو سعدة" بالمعلم المبدع والمتفاني في عمله.
يشير "حاطوم" إلى استخدام "أبو سعدة" طرقًاً مبتكرة ومشوقة لشرح المواد الدراسية، لتحفيز الطلاب على المشاركة والتفاعل، وهو يتعامل مع الطلاب بصدق واحترام، ويساعدهم على تطوير مهاراتهم وثقتهم بأنفسهم. كما أنه يتحلى بروح التعاون والتواصل مع زملائه المعلمين، ويشاركهم خبراته وآرائه.