لم يكد ينهي تخصصه في جراحة القلب بألمانيا، حتى قرر الطبيب "عادل حسين" العودة إلى الوطن، ليضع خبرته وحصيلة دراسته في خدمة أهله وأبناء مدينته "القامشلي"، ولينجز خلال فترة بسيطة عمليات جراحيّة نادرة ضمن اختصاصه الطبي.
اختصاص نادر
عاد الطبيب "حسين" إلى وطنه حاملاً خبرة واسعة في مجال تخصص جراحة القلب والأوعية، وساهم خلال الفترة الماضية بإنجاز عمليات جراحيّة نادرة، لم يسبق أن شهدتها المنطقة.
شاهدتُ حالات كثيرة من المرضى، ممن تم إعفاؤهم من ثمن المعاينة من قبل الطبيب المذكور، وأنا منهم، فهو يقدّر الحالة والوضع المادي للمريض، ويتقبل ذلك برحابة صدر
وفي هذا السياق يتحدث الطبيب عن مسيرته العلمية ويقول: «قبل الحديث عن محطة المباشرة بالعمليات الجراحيّة، أشير إلى أنّ دراسي الأولى في جميع مراحلها الأولى كانت في مدينة "القامشلي"، وبعد نيل الثانوية كانت الدراسة الجامعيّة في كلية الطب البشري بجامعة "دمشق"، أمّا دراسة التخصص فتابعتها في "ألمانيا"، وهناك تخصصتُ بجراحة القلب والأوعية الدمويّة، وأجريت عمليات جراحيّة نوعيّة، وحصلتُ على الإشادات، خاصة أنّ عمليات القلب جميعها تدخل ضمن إطار العمليات الكبيرة».
مهنة إنسانية
مع نهاية تخصصه في "ألمانيا" كان جلّ هدفه تقديم خبرته لأهل مدينته، حيث يضيف: «هذا التخصص مجهد ومكلف أيضاً، خاصة من ناحية تجهيز العيادة وما تحتاجه من أدوات ومستلزمات طبية، لكن كان علي المضي بإكمال هدفي خصوصاً وأن عدد المتخصصين في هذا المجال قليل جداً في منطقتي، فضلاً عن سبب آخر مهم شجعني على هذا التخصص، فخلال دراستي في كلية الطب "بدمشق"، أجريت دراسة حول إحصائيّة رقمية عن الأكثر الأمراض انتشاراً لدى أبناء الجزيرة السورية، حيث تبيّن بأن من أكثر المراجعين إلى مشافي "دمشق" هم الذين يعانون من أمراض القلب، لذلك وبعد نهاية التخصص كانت الرغبة للعودة مباشرة إلى البلد، وإعطاء خبرتي للمشفى الوطني "بالقامشلي"، كيث كان من المقرر أن يتم افتتاح قسم قلبية ضمنه، لكن ونتيجة الحرب والحصار الاقتصادي، لم تتيسر الأمور، كما لابد من الإشارة إلى أنني أمضيت سنة واحدة في إقليم كردستان العراق، وأنجزتُ هناك عمليات صعبة، وقدمت خدماتي لكثير من السوريين الذين كانوا يقصدونني مع سماعهم بوجودي، بالإضافة إلى منح خبرتي لكوادرهم، ثم كانت الوجهة نحو مدينتي "القامشلي"».
عمليات نوعية
أشرف "حسين" على تجهيز مشافٍ تخصصي بامراض القلب في مدينته، وقدّم كل ما يملك من خبرة لها، سواء بتأمين الأجهزة أو الخبرة النظرية والعملية للكوادر، مع إنجاز عمليات مهمّة ونادرة.
ويضيف: «عمليات القلب هنا خففتُ من عناء السفر لكثير من الحالات الطبية، لكن لا يمكن الاستغناء نهائياً عن العاصمة "دمشق".. قبل فترة وجيزة أنجزت عملية جراحية، من خلال إنشاء فتحة بين الكيس التامور المحيط بالقلب وجوف البطن، وذلك لأجل تصريف السائل الضاغط على القلب، هكذا نوع من الجراحات تعتبر نوعية جداً، كون الطبيب الجراح لم يقم بفتح الصدر بل قام بإجراء شق بأعلى البطن، وعملية أخرى لسيدة تبلغ من العمر الثمانين، وتم وضع مجازتين للشرايين القلبية، تم أخذهما من شرايين الصدر الأيسر والأيمن دون استخدام أوردة الساق ودون استخدام جهاز القلب الصناعي، وهذه العملية هي الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية».
قيمة مضافة
الدكتور "سعيد الحميّد" مدير مشفى "الكندي" في "القامشلي" يتحدث عن زميله قائلاً: «اختصاص جراحة القلب قليل في منطقتنا، بخلاف جراحة الأوعية الذي يتوفر بأعداد جيدة، لذلك قدوم الدكتور "عادل حسن" يعد مكسباً للمنطقة برمتها وله قيمة كبيرة، فقد أنجز منذ مجيئه عمليات كبيرة مثل القلب المفتوح وصمامات القلب، وهذه عمليات لم تكن موجودة سابقاً، وهو ما يوفر على الكثيرين الذهاب إلى المحافظات الأخرى».
بدوره تتحدث السيّدة "عائشة علي خلف" من أهالي "ريف "القامشلي" عن الجانب الإنساني لدى الطبيب "عادل": «شاهدتُ حالات كثيرة من المرضى، ممن تم إعفاؤهم من ثمن المعاينة من قبل الطبيب المذكور، وأنا منهم، فهو يقدّر الحالة والوضع المادي للمريض، ويتقبل ذلك برحابة صدر».
"عادل حسين" من مواليد قرية "تل معروف" 1978 زارته مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 23 تشرين الأول 2023 وأجرت اللقاءات السابقة.