بالرغم مما واجهته في البداية من صعوبات، فقد تمكنت المهندسة "وئام وزو" وبمجهود فردي وتدريب ذاتي من إتقان فن الماندالا، وأثبتت تواجدها خلال مدة قصيرة نسبياً على الساحة الفنية كمحترفة لهذا الفن.
رحلة الاحتراف
عن رحلتها مع فن الماندالا تحدثت المهندسة "وئام وزو" لمدونة وطن حيث تقول: «كان قد مضى عامان على تخرجي من كلية الهندسة الإلكترونية والاتصالات في جامعة "البعث"، حيث بدأت بالرسم سواء على أوراق الدرافت أو على دفاتر الرسم التقليدية، ثم فكرت بتطوير موهبتي، لكن وبسبب عدم توافر مراكز أو معاهد متخصصة بتعليم الماندالا، كنت أتدرب بشكل ذاتي في المنزل، وبعد ستة أشهر فقط من التدرب والتعلم والتجربة، أصبح لدي القدرة والخبرة بما يكفي لتحويل هذه الموهبة إلى مصدر دخل مادي».
أستخدم في عملي أدوات التنقيط وأعواد الشيش ومزّاجة الألوان، ويمكن أيضاً أن أستخدم عبوات أو مكعبات الثلج لهذا الغرض، أما القطع التي أنفذها فمنها لوحات الأسماء والمرايا بكل أحجامها حتى الضخمة منها، والأكواب، والصناديق بأحجام متنوعة، وطاولات الزهر وغير ذلك
وعن سبب توجهها إلى هذا الفن تضيف: «قلة العاملين بهذا الفن، إضافة أيضاً لإيماني الشديد أنه فن سيكون له مستقبل، كذلك دوره المهم في العلاج النفسي كونه يتميز بكثرة التفاصيل والألوان والتصاميم التي تحتاج إلى الكثير من الصبر والتركيز في التفاصيل، ما يساهم بالنسبة لي بتفريغ ما أحمله من طاقات سلبية تتولد من بعض الصعوبات التي تواجهني خلال ساعات النهار، كوني ربة منزل أيضاً ولدي العديد من المسؤوليات، لذلك تتولد لدي الرغبة مع نهاية كل يوم لأن أرسم لوحة صغيرة بتفاصيل دقيقة، وهذه الدقة ساعدتني على امتلاك مهارات التفكير بتروٍ تجاه أي مشكلة تواجهني في الحياة».
صعوبات وحلول
تواجه "وئام" بعض صعوبات المهنة، كعدم تقدير من لا يمتلك ثقافة كافية بطبيعة هذا الفن، خاصة أنه غير واسع الانتشار والعاملون فيه قلة، أيضاً صعوبة تأمين مستلزمات العمل التي لا توجد إلا لدى بعض شركات الدهانات الكبيرة في العاصمة "دمشق"، لكن بالنسبة لها وبعد سنوات من العمل تمكنت من تثبيت اسمها كفنانة محترفة ومعروفة لدى معظم التجار وبأسعار مخصصة لطلبياتها.
الماندالا -كما تشرح "وئام"- هو فن يحتاج إلى الكثير من التروي والصبر والمقدرة العالية على تنظيم الوقت، والخبرة فيه لا تأتي إلا بعد سنوات من العمل الجاد والجهد الكبير.
أما عن أدوات هذا الفن فتقول: «أستخدم في عملي أدوات التنقيط وأعواد الشيش ومزّاجة الألوان، ويمكن أيضاً أن أستخدم عبوات أو مكعبات الثلج لهذا الغرض، أما القطع التي أنفذها فمنها لوحات الأسماء والمرايا بكل أحجامها حتى الضخمة منها، والأكواب، والصناديق بأحجام متنوعة، وطاولات الزهر وغير ذلك».
مشروع عمل
تمكنت المهندسة "وئام" من خلال عملها بفن الماندالا من تحقيق عدة إنجازات على أصعدة مختلفة، وعن هذا الجانب تشير: «كوني الوحيدة في منطقتي أعمل بهذا المجال، فقد تمكنت من خلق فرصة العمل الخاصة بي، والتي أعمل بها بدرجة عالية من التركيز والذوق الخاص، أي إنني تمكنت من خلق بصمة خاصة لي تميز مشغولاتي، أما على الصعيد المادي، ففي البداية كنت أعتبر نفسي مستهلكة لا منتجة، حيث كنت أعمل بتكلفة الإنتاج من دون تحقيق أرباح مادية مع قيامي بتوصيل الطلبيات بنفسي إلى الزبائن، لكن في الوقت الحالي فقد أصبحت أحقق أرباحاً مادية مرضية جداً، والزبون هو من يأتي لأخذ طلبيته، ما وفر جانباً من الأعباء المادية».
وتضيف: «خصصت في منزلي غرفة عمل خاصة لي وبمشغولاتي التي أنفذها بمجهود فردي وأفكار خاصة بي بأدق التفاصيل، لتأتي النتائج أجمل مما كان متخيلاً من الزبائن، وهذا العمل المحترف والثقة التي اكتسبتها من زبائني هي التي تساهم بالترويج لمشغولاتي، أيضاً من أسباب التعريف بي والترويج بأعمالي، كانت مشاركاتي بمعارض منها معرض "نساء صغيرات" لعدة مرات في "حمص"، ومشاركة مع الجمعية السورية للتنمية على أرض المعارض القديمة في "دمشق" لمدة شهر، بالإضافة إلى ما أعرضه عبر صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والصفحة الخاصة بمشروعي الذي أطمح بأن يصبح يوماً ما مشغلاً متكاملاً ومستقلاً عن المنزل».
أعمال متميزة
بدورها ترى "مها كرمة" أن المهندسة "وئام" فنانة موهوبة ومحترفة، وتقدم أعمالاً تحمل الكثير من التميز، ومن القطع التي حصلت عليها هدايا لعدد من المناسبات كالصناديق والمرايا والتي نالت تقدير وإعجاب كل من شاهدها بحسب تعبيرها.
وتشير "وسام الورد" إلى أنها تعرفت على "وئام" من خلال إحدى المعارض، وما لفت نظرها هو الدقة والتميز والأسعار المناسبة، لذلك اشترت إحدى اللوحات التي قدمتها هدية لابنتها، ثم كررت التجربة بشراء عدة قطع وتواصي خاصة كلوحات وطاولة زهر.
ومن خلال المعارض أيضاً تعرف "نعيم سلوم" على منتجات "وئام" وبدأ بالتعامل معها من خلال الحصول على الصناديق وطاولات الزهر وغيرها، ليعرضها في إحدى المحال التجارية التي يمتلكها في محافظة "حمص"، وبحسب تعبيره فقد لاقت مشغولاتها إقبالاً جيداً بفضل دقة العمل والخبرة في التنفيذ.
يذكر أن اللقاءات أجريت بتاريخ 14 و 18 تشرين الثاني 2023.