استطاعت مؤسسة "تنامي ترين"، المتخصصة في بأعمال التدريب والاستشارات من إنجاز خطوات لافتة في مجال عملها، والذي تجلى من خلال الدورات والمبادرات المجانية التي تنظمها بمشاركة فريق متطوع ومتخصص بمجالات مختلفة تخدم الفرد والمجتمع، كما كان لشريحة الطلاب الجامعيين والخريجين الحصة الكبرى بإطلاق مبادرة "بصمة تنموية".
مؤسسة معتمدة
مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت مع "صبحي سرديني" المدير العام لمؤسسة "تنامي ترين" والذي قدم تعريفاً بالمؤسسة التي تأسست عام 2013، حيث يقول: «هي مؤسسة متخصصة في أعمال التدريب والاستشارات، معتمدة من وزارة التنمية الإدارية كمركز وطني معتمد، نقدم من خلالها مجموعة من الدورات بمختلف المجالات منها المجالات الإدارية والدعم النفسي والمهارات الفردية أو ما يسمى المهارات البسيطة، ودورات لها علاقة بمجال التربية الخاصة والتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة تهدف المؤسسة حسب ما يشير "سرديني" إلى توفير بيئة تعليمية بحثية معاصرة وقادرة على الاستجابة للتحديات واستثمار الفرص، ومواكبة التطورات والمستجدات في المنظومة المعرفية المهنية وتوطينها محلياً، وكذلك دعم المبادرات والمشاريع التطوعية المجتمعية، والمساهمة في تلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل، وفي تمكين قيمة الأداء المتميز والعمل التشاركي.
استفاد عدد كبير من الجامعيين منذ إطلاق المبادرة، حيث بلغ عددهم ما يقارب ألف مستفيد، والتمويل ذاتي ضمن المؤسسة ونتحمل كافة الأعباء المادية
بصمة تنموية
خصّت مؤسسة "تنامي ترين" شريحة الجامعيين بمبادرة مجانية تؤهلهم لدخول سوق العمل، وعنها يقول "سرديني": «من بين الفئات المستهدفة ضمن عمل المؤسسة شريحة الجامعيين سواء كانوا طلاباً أو خريجين، فالطلاب الجامعيون بحاجة لأخذ مهارات عملية عن الأمور النظرية التي يتلقونها في الجامعة، والخريجون بحاجة لتعزيز سيرتهم الذاتية بمهارات تطبيقية وعملية ليتمكنوا من دخول سوق العمل بشكل جيد، ولتحقيق هذا الهدف قمنا منذ ثلاث سنوات بإطلاق مبادرة مجانية بعنوان "بصمة تنموية"، والغاية منها تقديم مجموعة من الدورات التدريبية وتقديم مفاتيح بسيطة وأساسية للجامعيين طلاباً وخريجين مجاناً، فالمستفيد لا يدفع أي أجر مقابل إجراء الدورة وبذلك نلبي رغبتهم بتأهيلهم لدخول سوق العمل بكفاءة جيدة ومقبولة، يتعرفوا من خلالها على طبيعة عمل الشركات والمهارات التي تلزمهم لدخول سوق العمل أو الشركة من الجانب الإداري وغيرها من المهارات». ويضيف: «استفاد عدد كبير من الجامعيين منذ إطلاق المبادرة، حيث بلغ عددهم ما يقارب ألف مستفيد، والتمويل ذاتي ضمن المؤسسة ونتحمل كافة الأعباء المادية».
تفاهمات مجانية
لعل أكثر ما يميز مؤسسة "تنامي ترين" فريقها المتخصص، فهو على حد قول"سرديني": «يضم مجموعة من المدربين المتخصصين في المؤسسة، ويجب أن يكون المدرب مختصاً وأكاديمياً في مجال التدريب، وممارساً للمهارات التي يقدمها للمتدربين، والمدرّبون ضمن المبادرة هم متطوعون، ويتم تقديم المبادرة مجاناً، وأكثر ما يميز المؤسسة في مجال الدورات هو موضوع التخصص ووجود الكوادر والكفاءات، بالإضافة لمرجعيتنا كمركز وطني معتمد، والمؤسسة مستمرة بالمبادرة المجانية». وعن مذكرات التفاهم المجانية مع الجهات الرسمية يضيف: «لدينا مجموعة شركاء من جهات حكومية ورسمية، حيث تمّ توقيع مذكرات تفاهم معهم، كالهيئة العامة لمشفى "ابن خلدون" في محافظة "حلب"، كما تمّ حديثاً توقيع مذكرة مع نادي "حطين" الرياضي وجهات أخرى، وهي مذكرات مجانية، الغاية منها التشبيك وتقديم المعلومة المرجوة وتبادل الخبرات بشكل مجاني والاستفادة وتقديم التفاعل الإيجابي».
تدريب وتنمية
المتدربة "رنا خطيب" فنية أشعة بالجمعية السورية الخيرية لأورام الثدي، تتحدث عن شغفها بالتدريب وتنمية مهاراتها في مؤسسة "تنامي ترين": «بدأت بدورة دعم نفسي جماعي أعجبني الأسلوب والمحتوى والطريقة، وتتالت الدورات التي قمت بها من (تنمية ذاتية، وبرمجة لغوية عصبية، إلى إعداد قائد عالي الأداء، وإعداد قادة إداريين، وإعداد مدرّب TOT، وانتقالاً إلى إدارة المشاريع وخدمة العملاء، وصولاً لدورات لغة الجسد وإعداد العرض التقديمي والإلقاء) ، وتتابع حديثها قائلة: يتخرج المتدرّب مؤهلاً في المجال الذي تدرّب على مهاراته، وهذا ما تمت ترجمته لدي من حيث الفائدة وانعكاسها على عملي ومساري الوظيفي، وهناك امتحان بعد كل دورة ينال المتدرب من خلاله العلامة التي يستحقها». ضحى قره جي" خريجة كلية التربية معلم صف من المستفيدات من مبادرة "بصمة تنموية" تقول: «بدأت رحلتي في "تنامي" أثناء متابعتي الفيس بوك، فوجدت إعلاناً لدورة مجانية في مؤسسة "تنامي ترين" بعنوان "التنمية الذاتية" كانت المحاضرات شيقة ومفيدة وفيها غزارة معلومات، من خلال تلك الدورة أخذت أغير تفكيري وأكتشف الثغرات في شخصيتي وأنهيت سبع دورات منوّعة حتى الآن، وأثرت الدورات على طريقة دراستي وتعاملي مع الناس ومع طلابي وحياتي الاجتماعي، تعلّمت الالتزام والمثابرة ». أما "لانا صاري" محامية متمرنة تقول: «اتبعت دورات عدة في المؤسسة عبر "بصمة تنموية" و حققت من خلالها غايتي في تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس، وساهمت الكورسات العملية في تطوير الأفكار وتهذيب النفس وتطويرها وإكسابها المرونة الكافية لتقبل الصدمات والعمل على تلافيها بالإضافة لتطوير السيرة الذاتية ودخول سوق العمل
نتائج إيجابية
بدوره يتحدث دكتور علم النفس العيادي "شوقي أحمد غانم" عن عمله في المؤسسة ويقول: «أعمل في المؤسسة كمدرّب استشاري منذ عام 2015، وأدرّب ضمن الفريق المتطوع في المؤسسة، الحقائب الخاصة بالطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة والدعم النفسي ودورات تخصصية مجانية.. هدفنا تطوير الخبرات والمهارات لدى الراغبين بالبحث عن فرصة عمل أو خريجي الجامعات، وتركز هدفي على تقديم الفائدة لخريجي الجامعات من طلاب علم النفس ورياض الأطفال وإعطائهم الخبرات التي لم يحصلوا عليها خلال الدراسة الجامعية، وتكوين كوادر علمية في مجالات الطفولة المبكرة بالإضافة لتبادل الخبرات وتوسيع دائرة المعارف، كما قمنا من خلال المؤسسة على نشر ثقافة الدورات التدريبية وأهميتها بنسبة 80% وخاصة أننا في جامعاتنا نأخذ الخبرات العلمية ونفتقد العملية، فقد كان وجود المؤسسة مهماً جداً من النواحي كافة وخاصة أننا نقدم دورات مجانية في ظل الظروف المادية الصعبة، وهي مرخصة ومعتمدة، وكان انعكاسها إيجابياً على المجتمع، وأصبح أغلب المتدربين يعملون مع المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية على صعيد تخصصي وينعكس على الواقع بنتائجه الإيجابية".