أخذت الشابة "راما ميرعي" على عاتقها تقديم المساعدة للقطط، خاصة تلك التي تعاني الجوع والمرض، انطلاقاً من شغفها ومحبتها والتي تحولت إلى هواية منظمة، وتزامن ذلك الاهتمام مع إكمال دراستها الجامعية، وتبني مبادرات اجتماعيّة وإنسانيّة.
عالم الحيوان
اتجهت الشابة "ميرعي" /20/ عاماً إلى عالم الحيوان في فترة مبكرة، لم تبالِ بحجم النقد وكمية التنمر التي تعرضت لها، ومع مرور الزمن نالت الرضا وكسبت بعض الدعم، وحققت جزءاً مهماً من رسالتها، على حد وصفها.
"راما" تستحق الإشادة والمساندة، سخّرت شبابها وكل إمكاناتها لمشروع إنساني رائد، وبحكم وجودي في نفس المدينة، أعرف جيداً عملها اليومي، وما تقدمه في سبيل إنجاح رسالتها الرائعة
تقول "راما": «درسـتُ علم الحياة في الجامعة، وحالياً أعمل مديرة فريق السلام لإنقاذ حياة الحيوانات الشاردة، وهو مشروع بدأ منذ عامين، كان حلماً بالنسبة لي وهاجساً كبيراً، كنت أحلم بفتح الملجأ ومع ذلك كنت اصطدم بكم الصعوبات والتحديات، لكن سرعان ما أخذ موضوع الملجأ طريقه للتنفيذ وأنا طالبة ثالث ثانوي، حينها كانت الحادثة الأولى مع القطط بإنقاذ قطة في الحارة تعرضت لضربة سيارة، تفرغتُ لعلاجها وأدويتها وبقائها في منزلي مدة شهرين، بعدها ولوجود قط آخر في منزلي، لم يتقبل الأهل وجود قطين، فاطلقتها في الحي الذي أسكنه، بعد الاطمئنان على صحتها».
لمدة سنة وهي تتابع القطط المريضة لتعالجها، على حساب مصروفها الشخصي، وتحرم نفسها من مستلزماتها اليومية لصرفها على القطط، وتضيف « أصرف على القطط من مصروفي الشخصي، وقضيت عاماً كاملاً وأنا وحيدة في هذا الميدان الصعب، تعرضت لانتقادات كثيرة من أهلي وصديقاتي وجيراني، ووصلت لنقطة أن عملي وجهدي يذهب عبثاً، فالقطة التي أعالجها وأطلقها للحياة تعود وتنتكس، فقررت إنجاز شيء مهم ومنح رسالة للمجتمع حتى يتقبل مساعدة الحيوانات، أغلبهم واجهني بأن الإنسان أولى بالدعم والمساعدة، إيماني بذلك مطلق، لكن بالمقابل هناك جمعيات تعنى بالإنسان، وهذا الحيوان بعيد عن الاهتمام والقطط تحتاج المساعدة أيضاً».
مشروع خيري
وتضيف الشابة: «قبل فتح الملجأ كانت حالات العلاج للقطط تصل إلى عشرين حالة تقريباً، كلها تعالج في منزلي، ثمّ فتحت مشروع أكل خيري للحيوانات، وهو الأول من نوعه، يكون أكلاً طبيعياً للحيوانات بدون حافظات وأضع الفيتامينات، قمت ببيع قطعة من ذهبي، مع الاستدانة حتى باشرت بالمشروع، ثم استأجرت بيتاً وجلبت كل القطط التي عالجتها، وعرّفت الناس بمشروعي، بالتزامن باشرتُ بإجراءات الرخصة القانونية، كل ذلك وحيدة ومعتمدة على نفسي، وخلال شهرين وصل 75 قطّة للملجأ، حتى موضوع النظافة في الملجأ بالاعتماد علي، وبعد فترة انضم إلي عشرون متطوعة، حينها شعرت بالسعادة لأنني بدأت أشعر بتقبل نسبة من الناس لمشروعي».
وتتابع "راما" حديثها شارحة كيف تابعت حملات التوعية مستقبلة العشرات لزيارة الملجأ، خاصة الأطفال ،فتغيرت نظرتهم بعد الحملات والشرح عن هدف مشروعها ورسالتها.
مبادرات أخرى
حظي مشروع "راما" الإنساني بالتقدير والتشجيع، خصوصاً وأنه تزامن مع مبادرات مجتمعية وإنسانيّة أخرى أطلقتها الشابة، هذا ما قالته الصحفية "بريوان محمّد"، والتي تضيف: «"راما" تستحق الإشادة والمساندة، سخّرت شبابها وكل إمكاناتها لمشروع إنساني رائد، وبحكم وجودي في نفس المدينة، أعرف جيداً عملها اليومي، وما تقدمه في سبيل إنجاح رسالتها الرائعة».
تبقى الإشارة إلى أن "راما ميرعي" اعتمدت مشروعها الخاص بالقطط أساساً في حياتها، لكنها لم تتردد في تقديم العون في مبادرات اجتماعية إنسانية أخرى، خاصة عند حصول زلزال شباط الماضي، بتقديم الأدوية والمال والعلاج والملابس، مع زيارة المشافي والمدارس الخاصة بالإيواء، كان ذلك بهمة مساعدة الكثيرين من أبناء مدينتها، في هذا الموقف أيضاً، قامت ببيع قطعة من ذهبها.