عشق "مروان الداوود" الموسيقا وامتهن تدريسها، ما دفعه للبحث عن وسيلة تعليمية تساعد طلاب معاهد التربية الموسيقية على تعلم المقامات الموسيقية واشتقاقها بطريقة مبسطة، فصمم الحاسبة الموسيقية الحاصلة على وثيقة إيداع وبراءة اختراع.
الهواية والاحتراف
في حديثه للمدونة التي تواصلت معه، يشير صاحب فكرة الحاسبة الموسيقية إلى ميله للموسيقا وتعلمها بمجهوده شخصي، وهو ما دفعه لهذا الاختراع، ويضيف: «أهوى الموسيقا وبدأت العزف على آلة الأوكورديون سماعياً في الحفلات العامة والخاصة من دون دراسته بشكل أكاديمي، ثم عملت موظفاً في شركة "الوليد" للغزل بحمص بعد دراستي لمعهد الصناعات النسيجية بحلب عام 1991 وفي نفس العام أيضاً انتسبت لنادي الخيام للثقافة والفنون، وفي عام 1992 درست علم الموسيقا على نفقتي الخاصة بدمشق لدى الموسيقار الراحل "عدنان أبو الشامات" رحمه الله، وفي عام 1997 بدأت بتدريس الموسيقا قراءة الصولفيج والعزف على آلة الأورغ والكمان والعود، ثم عملت في عام 2009 رئيساً للفرقة الموسيقية بنادي الخيام، ومع توقف النادي مع بداية الأزمة السورية عام 2011 توقفت عن العزف بشكل نهائي وتابعت بتدريس الموسيقا».
الحاسبة الموسيقية مهمة وضرورية لكل موسيقي، وعند تبنيها وتصميمها بشكل مناسب تحقق فائدة للراغبين بتعلم الموسيقا، وتساعد الطلاب على دراستها وفهمها، لكنني أفضل أن يجتهد الموسيقي لمعرفة العلامات الموسيقية ويحاول تثقيف نفسه لمعرفة العلامة الموسيقية الخاصة بكل مقام
دقة متناهية
وعن نشأة فكرة الحاسبة وتبلورها في ذهنه يقول: «جاءتني طالبة خريجة معهد إعداد المدرسين قسم الموسيقا، وكانت الأولى على دفعتها وتتابع دراسات عليا في كلية التربية الموسيقية بحمص، ما دفعني لأجد طريقة سريعة لها تتعرف من خلالها على المقام ولأي علامة موسيقية يعود، ومن خلال الدليل الموجود في النوتة الموسيقية، بدأت بفكرة ثم تلتها أفكار عدة حتى اكتملت الحاسبة الموسيقية لمعرفة دليل أي مقام ومن أي علامة بلمح البصر، أسميتها الحاسبة لأنها تساعد بثوانٍ على معرفة المقام والعلامة الموسيقية وبدقة متناهية».
بحسب "الداوود" الحاسبة الموسيقية هي آلة بسيطة جداً وسهلة الاستخدام حتى من غير المختصين، وتشمل علم المقامات بكل أبوابه ويوجد بها علامات خاصة بعمالقة العازفين الشرقيين، على سبيل المثال: معرفة علامات أي مقام وعلامة استقراره على ربع تون (أي نصف دييز أو نصف بيمول).
يتفرغ "مروان الداوود" المولود في "حمص" عام 1968 لتدريس الموسيقا للصغار والكبار بعد أن أحيل على التقاعد عام 2021 من عمله في شركة الغزل، واستطاع الحصول على براءة اختراع من مديرية براءات الاختراع رقم 5940 بعد أن شكلت لجنة من كبار المختصين لتقييم الحاسبة.
ويبين "الداوود" أنه قبل اختراعه الحاسبة الموسيقية أوجد لطالبة طريقة ثانية لاشتقاق مقام العجم لمعرفة ترتيب البيمولات والدييزات على السلم، بخلاف الطريقة المتعارف عليها في علم الموسيقا، كما أنه أنجز بحثاً بعنوان "تحليل في ماهية العلامة العرضية في سير اللحن"، ومن خلال هذا البحث يتم التوصل لقانونين في علم الموسيقا وهما معرفة ترتيب إشارات البيمولات والدييزات على السلم، وإجابة عن سؤال "ما هو السبب العلماني لعدم وجود الدييزات والبيمولات معاً في الدليل أو لائحة المقام".
التطبيق العملي
من جهتها "نبوغ أيوب" المشرفة الأولى لمادة التربية الموسيقية في وزارة التربية تقول: «سيتم توظيف الحاسبة الموسيقية في تدريس مادة نظريات الموسيقا الشرقية والغربية لطلاب معاهد التربية الموسيقية، حيث أنها تساهم بتعريفهم بالمقامات الموسيقية واشتقاقاتها بطريقة مبسطة، لأن أغلب طلاب المعاهد يعانون من الفهم النظري وضعف التطبيق العملي لهذه المادة، فإذا تم استخدامها بالشكل الأمثل بما يخدم تطوير مهاراتهم لفهم آلية الانتقال المقامي والسلالم الموسيقية الأساسية وتفرعاتها ومعرفة دليل وأبعاد المقامات الشرقية والغربية، سنتمكن من تخريج طالب يعرف أساسيات الموسيقا، قادر على تطبيقها في الميدان التربوي، هي وسيلة تعليمية مبسطة تحقق هدفاً علمياَ مهماً في مجال الموسيقا، وتفتح أبواب الإبداع لدى طلاب المعاهد المهتمين بعلوم الموسيقا، وقد تم اعتمادها من قبلنا كمكتب توجيه أول للموسيقا وأرسلت لتقنيات التعليم للبدء بتنفيذ التصميم».
بدوره الموسيقي "نظير مواس": «الحاسبة الموسيقية مهمة وضرورية لكل موسيقي، وعند تبنيها وتصميمها بشكل مناسب تحقق فائدة للراغبين بتعلم الموسيقا، وتساعد الطلاب على دراستها وفهمها، لكنني أفضل أن يجتهد الموسيقي لمعرفة العلامات الموسيقية ويحاول تثقيف نفسه لمعرفة العلامة الموسيقية الخاصة بكل مقام».
تبقى الإشارة إلى أن مدرس التربية الموسيقية "مروان الداوود" نال بتاريخ 19 شباط 2024 على تكريم من وزارة التربية عن تصميمه وسيلة تعليمية توظف في تدريس طلاب المعاهد الموسيقية، والحاسبة الموسيقية حاصلة على وثيقة إبداع بتاريخ 2014.