يستهدف مشروع "الطريق الى التمكين" المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي /UNDP/,، تمكين النساء في محافظة القنيطرة عبر إطلاق مشاريع صغيرة، وذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي وكافة الفعاليات التجارية الاقتصادية، حيث شمل المشروع حتى الآن 48 سيدة جرى تكريمهن من المحافظة مؤخراً لنجاح مشروعاتهن.
خطوات وتفاصيل
يتحدث "نورس العايد" رئيس مجلس بلدية "الحسينية" المشرف على المشروع عن تفاصيل مشروعات السيدات، وأهميتها ليس لكونها ذات هدف اقتصادي فقط، بل باعتبارها ذات بعد اجتماعي أيضاً.
ويقول: "هي مبادرة جيدة ومبشرة تشكل عامل أمان، وتخلق بيئة تمكين مجتمعية لأبنائها في المساهمة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، خصوصاً مع وجود منظمات إنسانية تقدم المساعدات العينية والمنح والمساعدات المالية لتنفيذ وإطلاق مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر في هذه الظروف الصعبة".
ويشير "العايد" إلى أن 12 سيدة تقدمت من "الحسينية" لهذه المشاريع، إضافة الى نساء أخريات في بلدات "جديدة الفضل وعرطوز الظهرة" ، ليكون مجموعهن في تجمعات القنيطرة 35 سيدة، والباقي كان على أرض المحافظة، وهن اليوم يعملن بطاقات متحمسة بعد مساهمة المنظمة الانمائية الأممية في تقديم المساعدة والخدمة الاجتماعية.
وحول نوعية المشاريع يقول "العايد" إنها تشمل الصناعات الغذائية والمنظفات والإكسسوارات، وصناعة الفرش والمجالس العربية والخياطة، ومشاريع أخرى تتماشى وتتلاءم مع متطلبات المرأة وحاجتها.
ويضيف: المشروع القائم انتقى عدداً من السيدات، بعد دراسة الاستمارات والجدوى الاقتصادية، مع توفير كل سبل النجاح للمشروع، حيث تم إخضاع النساء لدورة مكثفة، امتدت لأكثر من أسبوع تضمنت عمليات ادارة المحاسبة المالية و حسابات التكاليف.
ويرى أن الخبرات السابقة والشهادة العلمية في المجال الذي تم اختياره، كان عاملاً أساسياً لقبول المشروع، وكان أهم شيء بالمشروع اختياره بالقرب من مكان السكن، وذلك لتخفيض التكاليف قدر الإمكان.
مشروعات ناجحة
تقدم "هبة الحسين" 24 عاماً وتقطن في الحسينية، الشكر للقائمين على المشروع الذي أتاح لها الفرح، حسب قولها، هذه الفرصة لتكوين نفسها، سيما في مثل هذه الظروف، حيث أطلقت مشروعها الصغير في تصنيع المنظفات وبيعها.
تقول "هبة": "اتبعت دورة لمدة أسبوع، تعلمنا فيها كيفية إدارة الحسابات المالية وحساب التكاليف للمواد الأولية، خاصة أن إقامة هذه الدورات ذات هدف تنموي وبعد اجتماعي يتناسب مع الفئات المقدمة وكل حسب اختصاصه".
وتضيف: "بدأت مشروعي بعد أن تمكنت من تخطي كل العواقب والحواجز النفسية التي تجعلني أفكر بالخسارة، فاشتريت المواد الأولية والمستلزمات الخاصة لصناعة المنظفات، إضافة لشراء مولدة كهربائية تساعدني بالعمل في ظل انقطاع الكهرباء المستمر، وبدأت العمل حتى تمكنت من إعانة أسرتي وبات لي زبائن تعرفوا على عملي وعلى منتجاتي".
أما" خولة حسن" 38 عاماً وهي من "جديدة الفضل" ، فقد اختارت مشروع الخياطة والتفصيل، وبحكم خبرتها في مجال العمل فقد تمكنت من النجاح بعد تجهيز محل صغير بآلات الخياطة والأدوات.
تقول "خولة": "خضت لدورة في المركز لتدعيم خبراتي السابقة في مجال الخياطة، وجاء المشروع ليخلصني من مشكلة رأس المال ، وتحقق هدفي في شراء آلات الخياطة والمستلزمات الأخرى من ألواح الطاقة وهكذا بدأت رحلة الإنتاج.
مشاريع نوعية
بدورها تعتبر "مروة خالد العلي" 24 عاماً وهي خريجة هندسة زراعية اختصاص علوم وأغذية ، مشروع تمكين المرأة، فرصة ثمينة للسيدات في الوصول إلى هدفهن وطموحهن، في ظل ظروف عصيبة وقاسية.
وتضيف: "بعد تخرجي من الجامعة كان هدفي هو تأسيس عمل يلبي لي متطلباتي الحياتية، فاغتنمت الفرصة التي جاءت من المشروع المقدم، رغم انني كنت مترددة في بداية الأمر ، لكن تم تشجيعي من الأصدقاء وتقدمت للمسابقة، وتم الموافقة على استمارتي بعد دراستها ليتم تمويلها بمبلغ مالي، فقمت بشراء آلات ومستلزمات العمل واستئجار محل لعرض المنتجات الغذائية كالحبوب بعد طحنها وخلطها وصناعتها بطريقة يدوية".
وتشير إلى أنها تمكنت من شراء لوحين طاقة شمسية، واسطوانة غاز للعمل ولوازم المطبخ ومطحنة ألية بعد إضافة مبلغ مالي جديد بالمشروع، ليتوسع عملها وتتمكن من عرض منتجاتها.
اما "أم ايهاب" ربة منزل ، والتي فقدت أثاث منزلها خلال الأزمة مع آلات القص والخياطة في عملها لتفصيل المجالس العربية، لم تخف شكرها للقائمين على المشروع الإنمائي الذي أعاد لها الأمل مرة اخرى، بعد تمويل شرائها أدوات تخدم مجال عملها.
وتضيف: "قمت بعد تلقي التمويل من المشروع باستئجار محل صغير وشراء الفرش وقطع القماش مع لوازم القص والحياكة، لأعود وأجدد الزبائن والتوصيات، كون الناس يعرفون عملي وجودته سابقاً".
وبحسب وصفها "التحديات التي تواجهنا اليوم هي ارتفاع التكاليف المستمر، وعدم استقرار سعر القماش، لكن بطبيعة الحال الأمور باتت جيدة ، واستطعت الوقوف من جديد.
دعم وتسهيلات
رئيس غرفة تجارة وصناعة القنيطرة "عماد أحمد قاسم" يؤكد أهمية هذه المشاريع المقدمة من منظمة /UNDP/ وتمكين المرأة في المساهمة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، كون هذه المشاريع الصغيرة تعتبر جوهرة التطور الموعود في المستقبل، والدور الذي تؤديه هؤلاء السيدات للانتقال لمرحلة الاكتفاء الذاتي بفضل الجهود المبذولة من قبلهن، خاصة أنهن أثبتن نجاحهن في الانتقال من سيدات مستهلكات يحتجن للدعم، إلى سيدات منتجات يقدمن الدعم للمجتمع المحيط بهن.
ويصيف "قاسم" أن الغرفة قامت بتأمين الأطر القانونية للبدء بهذه المشاريع، بمنح السيدات السجل التجاري وتنسيب المستفيدات مجاناً لمدة خمس سنوات مع الإعفاء من كل الضرائب والرسوم، إضافة إلى تمكينهن في تسويق المنتجات، لافتاً الى أن الغرفة ستبقى الرافد الرئيسي لهؤلاء السيدات الطموحات، والداعم الأساسي الذي سيقدم كل التسهيلات الممكنة من ارشاد وتسويق لضمان استمرار نجاح مثل هذه المشاريع ومساعدتهن بالتالي من الوصول الى الهدف المطلوب .
ويشير "قاسم" إلى التعاون الذي أبدته هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وجاهزيتها في تقديم الدعم لهؤلاء السيدات وذلك من خلال مشاركتهن في المعارض والبازارات بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة بالمحافظة.