في الساحة المخصصة لمباريات الطيور بمدينة "القامشلي"، يجتمع هواة هذا النوع من المنافسة التي باتت تجذب الكثير من أبناء المدينة والبلدات والقرى المجاورة، بهدف مشاهدة تلك الأجواء المميزة، التي لا تُحسم إلا مع نهاية الأشواط الستّة.
هواية وتخصص
يحمل "خالد شهاب" طيره ويتجه إلى الحلبة المخصصة، ينتظر من يعلن عن مواجهة طيره، ثمة العديد من الجماهير تترقب أجواء تنافسية وحماسية من مباريات الطيور.
هناك نوع من الطيور "الديك" يجهز ويدرب ليتخصص بالمباريات، وهذا يتم ضمن المنزل لدى مربي الطيور، أمّا الشروط الخاصة بالمباريات، فهي واضحة وصريحة، أن يكون الطير المنافس للآخر بنفس العمر والحجم مع اتفاق الطرفين، أما المباريات فهي عبارة عن ستة أشواط، كل شوط أربع عشرة دقيقة، وهناك دقيقة يمنح فيها استراحة للطير لشرب الماء، بذلك يكون مجموع دقائق الشوط الأول خمس عشرة دقيقة، وممكن أن يفوز طير على آخر بعد لحظات قليلة أو شوط، وربما تمضي الأشواط كلها من دون فوز طير على آخر، يحصل ذلك إذا لم يهرب أحد الطيور أو يجلس مطولاً من دون منافسة، حينها يتبين استلامه ويكون الطير الآخر فائزاً
"خالد" يروي لمدوّنة وطن تفاصيل منافسة طيره لطير آخر: «وجدتُ نفسي محباً وعاشقاً للطيور، فالأسرة كانت تربي مختلف أشكال الطيور، رافقتُ من هم أكبر مني في الأسرة، لمشاهدة مباريات خاصة بين الطيور "الديك"، تعلقتُ بشكل أكبر بها، لذلك كان قراري أن تكون هوايتي وعشقي، فباشرتُ بتربية طيور خاصة لي، أربيها وأدربها على خوض المباريات الخاصة بها، فهي تحتاج لنوع خاص من الطعام مثل "التمر والبيض المسلوق"، بالإضافة لتدريبات يومية، أعودها على المباريات في منزلي، حتّى تكون جاهزة لخوض المنافسات، طبعاً كل مربي يبحث عن فوز طيره هي حالة معنوية كبيرة، خاصة مع إعلان فوز الطائر يكون التشجيع والتحفيز من عشرات المشجعين من الحضور، هذه الأجواء شبه يومية في مدينتي "القامشلي"».
منافسة وتحدٍ
مُحب آخر من محبي ومربي الطيور، يعتبر نفسه أحد أكثر الأشخاص المواظبين على التواجد في حلبة منافسة الطيور، لما للمكان من أهمية وقيمة عنده، منذ سنواته الأولى.
يقول "رضوان خليل" بأن سعادته تكمن في فوز طيره، لافتاً إلى تفاصيل وشروط المنافسة بين الطيور بالقول: «هناك نوع من الطيور "الديك" يجهز ويدرب ليتخصص بالمباريات، وهذا يتم ضمن المنزل لدى مربي الطيور، أمّا الشروط الخاصة بالمباريات، فهي واضحة وصريحة، أن يكون الطير المنافس للآخر بنفس العمر والحجم مع اتفاق الطرفين، أما المباريات فهي عبارة عن ستة أشواط، كل شوط أربع عشرة دقيقة، وهناك دقيقة يمنح فيها استراحة للطير لشرب الماء، بذلك يكون مجموع دقائق الشوط الأول خمس عشرة دقيقة، وممكن أن يفوز طير على آخر بعد لحظات قليلة أو شوط، وربما تمضي الأشواط كلها من دون فوز طير على آخر، يحصل ذلك إذا لم يهرب أحد الطيور أو يجلس مطولاً من دون منافسة، حينها يتبين استلامه ويكون الطير الآخر فائزاً».
يشير "رضوان" خلال حديثه كيف يمنح طيره دفئاً أمام التدفئة في فصل الشتاء قبل خوض المباراة، لأن الدفء يعطي جرعة كبيرة من التحدي والمنافسة، إلى جانب تغذيته ببعض الفيتامينات "التمر، البيض" أيضاً قبل المباراة.
جمهور متحمس
بعض المهتمين والمتابعين لتلك المباريات، يكتفي بالمشاهدة، من دون المشاركة في المباريات والمسابقات، مع ذلك يجد تلك الساحة والفسحة مكاناً ضرورياً، منهم "خليل السعيد"، أحد أقدم المتابعين في حلبة مباريات الطيور في مدينة "القامشلي"، والذي يروي تفاصيل أخرى عن تلك المباريات: «سابقاً كانت هذه المباريات تتم على نطاق ضيق ضمن المنازل، لكن قبل 15 عاماً تقريباً، خصصوا لها حلبة على أطراف المدينة، يأتي بشكل يومي إليها مربو الطيور، والمهتمون بها، يجلسون مع غروب الشمس، ربما يتفق طرفان على خوض المباراة وربما لا، أحياناً كثيرة يأتي مربون من بلدات أخرى للمنافسة والمبارزة بين طيورهم، فهناك عشق كبير لدى نخبة من أهالي المنطقة، لأن الشروط واضحة والقوانين أوضح لا تحصل أي شخصنة أو مشاجرة بالمطلق بين المتنافسين، تتوقف المباريات خلال فترة الصيف، لأنها فترة تبديل الجلد والريش بالنسبة للطيور، هذا المكان الذي تجرى فيها المباريات للطيور، جذب أشخاصاً آخرين، لم يكن لهم شغف بالطيور، إلا بعد مشاهدة مبارياتها الجميلة والشيقة».
مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 20 كانون الثاني 2024 زارت الحلبة وأجرت اللقاءات السابقة.